قال دبلوماسيون إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فشلت في الاتفاق على حزمة تاسعة من العقوبات على روسيا في محادثات جرت في وقت متأخر من الأربعاء، فيما اجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي ببروكسل أمس الخميس في قمتهم الأخيرة هذا العام. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي لرويترز إن الدول اقتربت من التوصل لاتفاق في مفاوضات الأربعاء لكن بولندا وبعض الدول الأخرى لا تزال لديها اعتراضات، مضيفا أن من المتوقع تعميم مسودة جديدة مساء الخميس. وتم تأجيل فرض عقوبات جديدة على موسكو بسبب الخلاف حول ما إذا كان ينبغي على الاتحاد الأوروبي تسهيل مرور صادرات الأسمدة الروسية عبر الموانئ الأوروبية، حتى لو كانت شركات الأسمدة مملوكة لرجال الاعمال المدرجين في القائمة السوداء. ويقول البعض إن قيود الاتحاد الأوروبي تشكل تهديدا للأمن الغذائي للبلدان النامية، بينما يقول آخرون إن تخفيفها سيسمح لطبقة رجال الأعمال الذين يمتلكون شركات الأسمدة بالتهرب من عقوبات الاتحاد الأوروبي عليهم. قال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إن بولندا ودول البلطيق تبلغ الدول الأخرى بأنها تخدع نفسها إذا اعتقدت أن تخفيف القيود على الأسمدة الروسية لن يتحول إلى ثغرة تستغلها الأقلية الحاكمة. وتريد بعض الدول الأعضاء مشاركة برنامج الأغذية العالمي في الإذن بتصدير الأسمدة إلى البلدان التي تحتاجها. قصف مستمر ميدانيا قال مسؤولون عينتهم روسيا إن القوات الأوكرانية قصفت مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية بشرق أوكرانيا الخميس، وذلك بعد يوم من استبعاد روسيا وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد في حرب مستمرة منذ ما يقرب من عشرة أشهر.ولا تجري روسياوأوكرانيا في الوقت الراهن محادثات لإنهاء أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والذي تدور رحاه بالأساس في شرق أوكرانيا وجنوبها مع تحرك ضئيل من كلا الجانبين. وقال أليكسي كوليمزين، رئيس بلدية دونيتسك المدعوم من روسيا، إن راجمات صواريخ متعددة من طراز بي.إم-21 جراد أطلقت 40 صاروخا على المدنيين في وسط المدينة في الساعات الأولى من الصباح. وقال كوليمزين إن الهجوم هو الأكبر الذي تتعرض له دونيتسك منذ 2014، عندما استولى انفصاليون موالون لموسكو على المدينة من يد أوكرانيا. ووصف كوليمزين الهجوم بأنه جريمة حرب. ولم يذكر ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن مصابين أو قتلى. ولم يصدر تعليق من مسؤولين أوكرانيين على تصريحات كوليمزين بعد. وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقريرها اليومي إن موسكو ظلت تركز في هجماتها على مدينتي باخموت وأفدييفكا شرق أوكرانيا، مضيفة أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقالت أيضا إن القوات الروسية واصلت قصف القوات الأوكرانية والبنية التحتية المدنية في منطقة دونيتسك ومنطقتي زابوريجيا وخيرسون الجنوبيتين. ولم تتمكن رويترز من التحقق من روايات أي من الجانبين عن التطورات في ميدان المعركة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو الأربعاء "لا يوجد هدوء على خط الجبهة"، ووصف تدمير روسيا لمدن في الشرق بالمدفعية بأنه يهدف لعدم إبقاء أي شيء "سوى الأنقاض والحفر". وتعرضت كييف الأربعاء لأول هجوم كبير بطائرات مسيرة منذ أسابيع. وأُصيب مبنيان إداريان، لكن الدفاعات الجوية صدت الهجوم إلى حد كبير. وقال زيلينسكي إن 13 طائرة مسيرة أُسقطت. وردا على سؤال أمس الأربعاء عما إذا كانت موسكو قد تلقت مقترحات بشأن "وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد"، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "لا، لم نتلق مثل هذه العروض من أي طرف. هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال". وقال زيلينسكي هذا الأسبوع إن على روسيا أن تبدأ الانسحاب بحلول عيد الميلاد كخطوة لإنهاء الصراع، لكن موسكو رفضت الاقتراح، قائلة إنه يتعين على أوكرانيا قبول خسارة الأراضي لصالح روسيا قبل إحراز أي تقدم. وردا على سؤال حول فرص التوصل إلى سلام بين الجانبين عن طريق التفاوض، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنه "من الصعب أن نخلص إلى أن هذه الحرب ستنتهي بحلول نهاية العام".