قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إن رغبة الغرب في الحفاظ على هيمنته على المشهد العالمي هي المسؤولة عن زيادة مخاطر نشوب صراع محتمل. وأضاف «احتمالات نشوب صراع في العالم تتزايد، وثمة تداعيات مباشرة لمحاولات النخبة الغربية الحفاظ على هيمنتها السياسية والمالية والعسكرية والأيديولوجية بكافة السبل». أدلى بوتين بتصريحاته في رسالة مصورة نشرها الكرملين إلى قمة وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة من الجمهوريات السوفيتية السابقة. وقال بوتين «إنهم يتعمدون زيادة الفوضى وتصعيد الوضع العالمي». كما اتهم الغرب «باستغلال» أوكرانيا واستخدام شعبها «كوقود مدفع» في صراع مع روسيا. ووصف بوتين مرارا الحرب في أوكرانيا بأنها صراع بين روسيا والغرب، منتقدا من يوفرون دعما ماليا وعسكريا لكييف. في سياق آخر قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية قصفت خط المواجهة بأكمله الواقع في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا يوم الخميس. وقال الحاكم الإقليمي بافلو كيريلينكو في مقابلة تلفزيونية إن أعنف قتال وقع بالقرب من بلدتي باخموت وأفدييفكا. وأضاف أن القصف المدفعي استهدف بلدة توريتسك جنوب غربي باخموت، مما أسفر عن مقتل مدني وتضرر 12 مبنى. وتابع كيريلينكو قائلا إن «خط المواجهة بأكمله يتعرض للقصف»، مضيفا أن القوات الروسية تحاول أيضا التقدم بالقرب من ليمان، التي استعادتها القوات الأوكرانية في نوفمبر ضمن عدة انتكاسات عانت منها روسيا منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في فبراير. وقال شاهد من رويترز إن القوات الأوكرانية ردت في باخموت وأجزاء أخرى من منطقة دونيتسك بوابل من القذائف الصاروخية. وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية إن المدفعية الروسية هاجمت البنية التحتية المدنية في بلدتي كوبيانسك وزولوتشيف في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، وأوتشاكيف في منطقة ميكولايف. وقال أوليه سينيهوبوف حاكم خاركيف عبر تطبيق للمراسلة إن وحدات أوكرانية مضادة للطائرات أسقطت عدة صواريخ تم إطلاقها نحو المنطقة مساء الخميس. وقال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش في تسجيل مصور «كثف الروس جهودهم في دونيتسك ولوجانسك. «إنهم الآن في مرحلة نشطة جدا من محاولة شن عمليات هجومية. نحن لا نتقدم في أي مكان بل ندافع، وندمر مشاة العدو ومعداته أينما حاول التقدم». وأقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون دفاعي الخميس يتيح لأوكرانيا مساعدات أمنية إضافية لا تقل قيمتها عن 800 مليون دولار العام المقبل. * هل تغيرت أهداف الحرب؟ أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات متضاربة عن أهداف الحرب، لكن من الواضح أنها تشمل الآن بعض التوسع في حدود روسيا، على عكس التعليقات في بداية «العملية العسكرية الخاصة»، عندما قال إن خطط موسكو لا تشمل احتلال الأراضي الأوكرانية. وقال الكرملين الخميس إنه عازم على الأقل على تأمين الجزء الأكبر من الأراضي الواقعة في شرق وجنوبأوكرانيا التي أعلنت موسكو أنها جزء من روسيا. وأعلنت روسيا في أكتوبر ضم أربع مناطق بعد فترة وجيزة من إجراء الاستفتاءات على الانضمام للاتحاد الروسي. وفي حين أوضحت روسيا أنها تريد السيطرة بالكامل على دونيتسك ولوجانسك، وهما منطقتان يهيمن على سكانها المتحدثون بالروسية وتُعرفان معا باسم دونباس، لم توضح المساحة التي تريد ضمها من منطقتي زابوريجيا وخيرسون. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قواته ستطرد روسيا في النهاية من جميع الأراضي التي استولت عليها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014. * ألغام في خيرسون في تجمع بوساد-بوكروفسكي السكني في منطقة خيرسون الجنوبية التي استعادتها أوكرانيا، عاد بعض القرويين إلى منازل تضررت أو تحولت إلى أنقاض بفعل القذائف الروسية، وسط أعمدة كهرباء منهارة وفوارغ الذخيرة. وأثنى زيلينسكي في خطابه المصور مساء أمس الخميس على أربعة من رجال الشرطة قتلوا في انفجار ألغام أرضية في خيرسون. واتهم القوات الروسية بترك الألغام الأرضية وفخاخ متفجرة وتلغيم المباني والسيارات والبنية التحتية في الأماكن التي انسحبت منها.