هاجمت روسيا وسط العاصمة الأوكرانية بطائرات مسيرة خلال ساعة الذروة الصباحية يوم الاثنين وقصفت مدنا أخرى في أنحاء البلاد، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع، بينما تعرضت قواتها لانتكاسات في ميدان القتال. وكان القتال عنيفا بشكل خاص في مطلع هذا الأسبوع في دونيتسك ولوجانسك، اللتين تشكلان منطقة دونباس الصناعية، ومقاطعة خيرسون في الجنوب. والمناطق الثلاث ضمن أربع مناطق قالت روسيا إنها ضمتها الشهر الماضي بعد إجراء ما وصفته باستفتاءات نددت بها كييف والحكومات الغربية ووصفتها بأنها قسرية وغير شرعية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي الأحد «النقطتان الساخنتان الرئيسيتان في دونباس هما سوليدار وباخموت. قتال عنيف جدا يجري هناك». وكانت باخموت هدفا للقوات الروسية في تحركها البطيء عبر المنطقة منذ الاستيلاء على المدينتين الصناعيتين ليسيتشانسك وسييفيرودوننتسك في يونيو ويوليو. وتقع سوليدار شمالي باخموت مباشرة. وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إن قواتها صدت محاولات القوات الأوكرانية التقدم في مناطق دونيتسك وخيرسون وميكولايف. وقالت روسيا أيضا إنها تواصل الضربات الجوية على أهداف عسكرية وأخرى متعلقة بالطاقة في أوكرانيا. وأرسلت روسيا قوات يُقدر قوامها بعشرات الآلاف إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير فيما وصفته بأنه «عملية خاصة» للقضاء على من تسميهم قوميين خطرين. وأبدت القوات الأوكرانية مقاومة شديدة بدعم من أسلحة قدمتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، الذين فرضوا أيضا عقوبات واسعة على روسيا في محاولة لإجبارها على الانسحاب. وبعيدا عن خط المواجهة، تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم الاثنين بما يسمى طائرات كاميكازي المسيرة، وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني: «الروس يعتقدون أن ذلك سيساعدهم». وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو: «عدة انفجارات أصابت منطقة شيفتشينكيفسكي بوسط كييف»، وأفاد شاهد بوقوع ثلاثة انفجارات. وقال إن العديد من المباني السكنية لحقت بها أضرار. وأضاف «رجال الإنقاذ موجودون في الموقع»، مضيفا أن حريقا اندلع أيضا في مبنى غير سكني نتيجة لما قال إنه هجوم بطائرة مسيرة. ولم ترد معلومات بعد عن وقوع إصابات. وشهدت المنطقة نفسها انفجارات يوم الاثنين من الأسبوع الماضي عندما أمرت روسيا بأكبر هجوم جوي على مدن أوكرانية ردا على انفجار على جسر يربط بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014. وقال رئيس الإدارة المدعومة من روسيا في منطقة دونيتسك الأحد إن القصف الأوكراني أوقع أضرارا بمبنى الإدارة في عاصمة المنطقة. وقال اليكسي كوليمزين «كانت ضربة مباشرة، تضرر المبنى بشدة. عدم سقوط قتلى معجزة»، مضيفا أن جميع خدمات المدينة ما زالت تعمل. ولم يصدر بعد رد فعل من أوكرانيا على الهجوم على مدينة دونيتسك، التي ضمها الانفصاليون المدعومون من روسيا في عام 2014 إلى جانب مساحات شاسعة من دونباس. وقالت قناة ريبار الموالية لروسيا على تيليغرام إن القوات الأوكرانية قصفت مرة أخرى بلدة بيلجورود في جنوب غرب روسيا بالقرب من أوكرانيا. وأضافت أن وحدات مضادة للطائرات اعترضت معظم الهجمات، لكن انفجارين وقعا بالقرب من المطار. وأوضحت أن ثلاثة أشخاص أصيبوا. مسلحان يفتحان النار قالت السلطات الأحد إن روسيا فتحت تحقيقا جنائيا بعد أن قتل مسلحان 11 مجندا في مركز تدريب عسكري روسي في بيلجورود. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن مسلحين فتحا النار خلال تدريب على استخدام الأسلحة يوم السبت على مجموعة ممن تتطوعوا للمشاركة في القتال في أوكرانيا. وأضافت أن «الإرهابيين» قُتلا بالرصاص أيضا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المهاجمين جاءا من دولة سابقة في الاتحاد السوفيتي دون توضيح. من ناحية أخرى، قالت المخابرات العسكرية البريطانية إن روسيا تواجه مشاكل لوجستية أكثر حدة في الجنوب بعد الأضرار التي لحقت بالجسر البري والسكك الحديدية بين البر الرئيسي لروسيا والقرم بسبب انفجار الثامن من أكتوبر. وقالت متحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا إن القوات الروسية تعاني من نقص شديد في المعدات بسبب الأضرار التي لحقت بالجسر. وأوضحت المتحدثة أن ما يقرب من 75% من الإمدادات العسكرية الروسية في جنوبأوكرانيا تأتي عبر الجسر. وقال مسؤولون روس إن الانفجار الذي وقع على الجسر نجم عن شاحنة ملغومة. ووصف بوتين الانفجار بأنه «هجوم إرهابي» دبرته أجهزة الأمن الأوكرانية.