أطلقت هيئة الفنون البصرية التابعة لوزارة الثقافة برنامج «التوجيه والإرشاد الفني» الموجه للفنانين البصريين الناشئين المقيمين في السعودية؛ ليقدم بدوره فرص للمشتركين الذين تم اختيارهم لتعزيز تطورهم المهني الذي بدوره سيعمل على تقوية المشهد الفني في المملكة، فيسعى البرنامج على تنمية مواهب الفنانين المبتدئين و توجيهها للطرق المتناسبة مع كل موهبة، ليتناول الموضوعات التي تدور حول التحديات والصعوبات التي يخوضونها في المجال الفني، وما هي المراحل الخاصة برحلة الفنان المهنية، وكيفية الإدارة الذاتية، وطرق تنمية العلاقات المهنية للوصول إلى شبكات التواصل الفنية الداعمة، وبالطبع فهم كيفية عمل السوق الفني. وقد أتاح لنا البرنامج كمشتركين فرصة التعرف على (ذواتنا الفنية) مرة أخرى من زوايا، فأنار لنا بصيرتنا الفنية و أجابنا على معظم تساؤلاتنا التي ملئتها الحيرة والتشتت! فقادنا في تلك الرحلة نخبة من الفنانين الذين تعددت جنسياتهم وخلفياتهم الفنية المذهلة، كما انضم الينا رواد عالميين في مجالات متنوعة الفنون البصرية. فباتت بعد ذلك أخيراً رؤيتنا لأهدافنا ومسارنا الفني أكثر وضوحاً و واقعية نوعاً ما! فقد ظننت في البداية أن البرنامج سيكون تجربة مصغرة تكرر ما قد تناولته سابقاً اثناء دراستي الجامعية التي أتممتها في قسم الفنون البصرية التابع لكلية التصاميم والفنون في جامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن، ولكنني أخطأت الظن تماماً ! لأنني أدركت أن الفن في حالة حركة وتطور مستمر لا يتوقف أبداً وعلينا مواكبته! فعلى الفنان أن يستمر في الحركة الإنتاجية والثقافية معاً.. فيستمر في البحث وتلقي العلم وخوض التجارب وليحصل في النهاية على خبرات ونتائج يمتاز بها.. لذا أرى أنه مهما كان الفنان عظيماً ومهما بلغت رفعة درجته العلمية سيبقى للفن والإبداع أبواب ذهبية، لن يصل لها ولن يتمكن من فتحها ليحصل على كنوزها الثرية سوى من يجتهد ويبحث! لذى أنصح كل فنان من أي مجال فني كان، أن يتقدم للبرنامج الخاص بالهيئة ليحصل على حصيلة علمية وفائدة حقيقةً لا تقدر بثمن! وأن يُقدِم دائماً على أي فرصة متاحة قد تثريه معرفياً أو عملياً فلا يدري إلى أين قد تقوده تلك الفرص.