تثبتُ الدراسات أنّ للتحفيزِ أثرهُ الفاعل والمؤثّر على الأداء، وأنّ للتحفيزِ المعنويّ أثرهُ البالغِ في النفس؛ ذلكَ أنّه يعمل على زيادة الدافعيةِ والرغبةِ الشديدة بل المُلحّة داخل تلك النّفس؛ ليتحققَ ولو جزءٌ مما يتمناه المُحفِّز؛ ليعودَ ذلك على المؤسسة أو الكيان كلّه. وتعملُ المؤسسات المُدركة لدورِ التحفيز على ذلك الشعور في نفوسِ عامليها، ويُعَد التحفيز من الموضوعاتِ الحيوية والمُعقّدة في نفس الوقت، إذ هو نشاطٌ إداريّ أساسيّ يُمارَس في إطاره، ويُوجَّه أساسًا للأفراد العاملينَ في محاولةِ توجيه سلوكهم وإثارةِ المزيدِ من الاهتمام بالعملِ المُكلفين بأدائه. وتُثبت الدراسات أنّه يوجد تأثيرٌ ذو دلالةٍ إحصائية للتحفيزِ على النفسِ البشرية، وتكادُ تُجمعُ نظريات التحفيز على ذلك؛ سواءٌ نظرية الهيرز برج ونظرية الموارد البشرية ونظرية الحاجةِ إلى الإنجاز، ولهذه النظرية مكانة خاصة لدافعيةِ العمل؛ لأنّها تتناول الخصائص الشخصيّة لبعضِ الأفراد؛ لتجعلهم ذاتيًا يعملونَ وِفقَ رغبات المُحفّز، وكأنهم يندفعونَ طبيعيًا للأداء ويتصرفونَ كما لو كانوا هم يملكون مصادر ذاتيةً لتحفيز أنفسهم. وتُركّز نظرية الدافعية لفكتور فروم على عاملِ التوقع كأساسٍ في حاجاتِ ودوافع الأفراد، وهذه النظرية تُعد عاملاً قويًا لدفع الإنسان لتحقيق ما يحتاجه أو يرغب في تحقيقه، ويقيني أنّ سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء استخدمَ هذه النظريات مُجتمعة أثناء تشرُّف منتخب المملكة العربية السعودية بمقابلته والاستماع لتوجيهاته - يحفظه الله -، وبدراسةٍ تحليلية لتلك المقابلة التاريخية المؤججةِ للدوافع؛ سواءٌ على مستوى المُنتخب أم على مستوى الوطنِ كلّه؛ نرى أنّ تلكم المقابلة التاريخية أُعِدت بعنايةٍ فائقة؛ رغمَ أنّها تظهر أشبه ما تكون بالعفوية؛ إلا أنّها ذات تأثيرات واضحة على المشاهد والمُستمع والمعني بالأمر، أتاحَ سموّه للجميعِ الوقت الكافي للحديث، وقال كلماته التي رسمها أولئك اللاعبون على المستطيل الأخضر التي أدخلت في نفوسهم الطمأنينة والراحة: «أنا أعرف أن مجموعتنا صعبة في كأس العالم، لا أحد متوقع مننا حتى نتعادل أو نفوز، ما أريد قوله هو خلكم مرتاحين، واستمتعوا في البطولة، مجموعة صعبة فيها من أقوى فرق العالم»، أجمعَ المجتمع السعوديّ في كلِّ أطيافه؛ محللون رياضيون ومشجعون والمتحدثون في مجالسهم العامةِ والخاصة، أنّ تلكم الكلمات المُحفّزة المثيرة للاهتمام هي - بإذن الله - ما ستجلب الفوز المُحقق، ويدرك الجميع بكلِّ أطيافهم أنّ سموّه قال تلك الكلمات المُطمئنة وهو يرى الفوز - بإذن الله - أمامَ عينيه، لِمَ لا؟ فقد بُذِل الكثير على المنتخب، بُذِل الكثير على التدريب، واُختيرَ المنتخب بعناية، كل الإمكانيات بُذلت، بقيَ توفيق الله، ثم العزم والحزم من الجميع؛ إداريين ولاعبين ومشجعين في بيوتهم وفي مجالسهم وفي مناطق التشجيع التي أُعِدت لهذا الغرض، لقد استخدمَ سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء النظريات الفاعلة، وجمعها بكلماتٍ خَلقت المستحيل وحوّلت الحلم حقيقة، وتُصبح هذه الكلمات «نظرية محمد بن سلمان»، وبظنّي بل يقيني أنّ ما تحققَ من الرؤية الوطنية 2030 قد بُنيَ على هذه النظرية، نظرية التحفيز المبنيّة على التوكّل على الله والهدوء والطمأنينة والراحة، وأنّ الله يحقق الآمال بإذنه تعالى، نظرية سمو الأمير محمد بن سلمان نظريةٌ تُدرّس في كلياتِ الإدارة والأعمال؛ ليَعمل بها من يريد أن يكون عاملاً مؤثّرًا مُنتجًا صانعًا للتاريخ. إنَّ الفوزَ الذي تحقق على منتخبٍ مُرشّحٍ لكأسِ العالم 2022 جاءَ من خلالِ نظريةٍ بعيدةٍ في أبعادها ومرتكزاتها، أحرفٌ قليلة ذاتُ تأثيرٍ بعيدٍ كُلَّ البُعد، بلا شك ومن المؤكّد أن صاحبَ هذه النظرية، صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، هو رأسُ الحربة واللاعب الأوّل الذي من خلاله عاشَ الوطن بكلِّ أطيافه فرحةً سطّرها التاريخ.