بتوفيق من الله ثم بدعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وبجهود المخلصين السابقين والحاليين في هيئة الرياضة واتحاد الكرة والاجهزة الفنية والادارية ونجوم منتخبنا، تحقق اخيرا حلم التأهل لمونديال روسيا 2018م ، هو انجاز للوطن لا يتوقف عند قيمته الكروية فحسب بل يتجاوزها الى جوانب اخرى نفسية وثقافية وادارية، والى حيث حاجتنا الماسة له لاستعادة الثقة بانفسنا وبامكاناتنا وبكوادرنا ونجومنا، وللخروج من دوامة التشكيك والتنديد والاحباط التي باتت اللغة السائدة والمتداولة لدى الكثيرين ممن يستهويهم التأزيم وجلد الذات، وتسيطر عليهم نظرية المؤامرة. لقد عشنا في السنوات الاخيرة اجواء من الاحتقان والتشنج ونشر ثقافة الكراهية بين افراد المجتمع الواحد ليس فقط عبر مقالات هابطة منشورة في مطبوعات لا تعي دورها ومسؤولياتها، وانما من خلال برامج وقنوات تدار بعقول ثقافتها متدنية ومهنيتها غائبة، هدفها تأجيج الجماهير واشباع هوسها وتعصبها لانديتها، ما انتج حالة من الصراعات والملاسنات بين جماهير الاندية،وكذلك تأثيره السلبي على الجهات واللجان والمؤسسات المعنية بصياغة الخطط والبرامج واتخاذ القرارات، وبالتالي انعكس هذا كله على مخرجات وطريقة ادارة الاندية وعلى نتائج المنتخب بعد ان كان البطل المفضل لقارة اسيا، والمتأهل أربع مرات متتالية الى نهائيات كأس العالم، فجاء التأهل الخامس في 2017م ليمنحنا ويمنح الوطن بكل أطيافه واهتماماته من جديد فرحة المنجز، ويضع حدا للاصوات والاطروحات المرجفة المحبطة. تخيلوا قبل المباراة المهمة امام الامارات وبعدها وقبل اللقاء المفصلي الحاسم امام اليابان رأينا من يهاجم المنتخب ونجومه باسلوب فج وساخر بطريقة لا تمت للنقد بصلة، وانما شكلت ضغطا وازعاجا على اللاعبين والجهازين الفني والاداري، الامر الذي يكشف ان هؤلاء لا يهمهم منتخب الوطن، ولا يعنيهم تحفيز نجومه ودعمهم معنويا في ظروف حساسة ومصيرية، بقدر اهتمامهم وانشغالهم بنجوم انديتهم على حساب مصلحة المنتخب. ما بعد التأهل الآن وبعد بلوغنا المونديال ستكون المهمة أصعب ومشاركة الاخضر في هذا المحفل العالمي لها متطلبات تستدعي ان تكون التحضيرات والاستعدادات لائقة به وبمستوى أهمية وقيمة الحدث، اذ لا يكفي ان نتغنى بالتأهل دون ان نعمل من الان على رسم خطة واضحة ومحددة في توقيتها ونوعيتها وطريقة تنفيذها. شخصيا أثق باتحاد الكرة وبرئيسه عادل عزت وبنائبه ياسر المسحل وبالامين العام عادل البطي وكافة اعضاء المجلس، وبفكر المخضرم طارق كيال وسائر الطاقم الاداري، وكذلك بالمدير الفني الفذ مارفيك ، واتمنى ان يتعاملوا جميعا مع هذا الحدث الرياضي بالترتيبات الفنية والادارية التي تجعل من الاخضر يرتقي الى قامة ومكانة المملكة العربية السعودية عالميا، وبالطبع هم يدركون ان هذا لن يتحقق الا بعمل جاد من خلال خارطة طريق تتضمن مراحل تحضير مناسبة ومباريات تجريبية قوية تكشف بوضوح مدى استعداد الأخضر لخوض مباريات المونديال الصعبة وبالاسماء الجديرة بالدفاع عن الوانه. حقائق مونديالية * كان لمتابعة وحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمباراة اليابان الدافع القوي والاثر المعنوي المحفز لنجوم الأخضر. * من باب الانصاف، لا ننسى الدور الكبير والاسهام الواضح من الأمير عبدالله بن مساعد واهتمامه بالمنتخب ودعمه له وللاتحادين السابق والحالي. * كما يسجل للاتحاد السابق برئاسة أحمد عيد انه هيأ الانطلاقة القوية وصدارة المنتخب في عهده في التصفيات الأولية والنهائية. * صدق تركي الخليوي بقوله ان سر نجاح منتخبنا في الوصول الى المونديال هو في تطنيش مارفيك لنقاد الغفلة. * أسبوع واحد بين خسارة منتخبنا من الامارات وفوزه على اليابان كان كافيا لكشف مستوى عقلية وغوغائية واسماء الذين ساهموا في افساد وتشويه وتلويث الاعلام الرياضي.