من تابع قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في جزيرة بالي في إندونيسيا يلحظ تلك الهيبة المتجلية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ذلك الشموخ الذي لم يتغير في كل القمم السابقة التي رأس فيها وفد بلاده، بحيث أصابت وكالات الأنباء والقنوات العالمية كبد الحقيقة حينما أشارت إلى أنه كان من بين قلة قليلة من الزعماء الحاضرين ممن امتلك ذلك الحضور الآسر، وتلك الكاريزما القيادية النادرة. رجل الرؤية وصانع الفكر المستنير، مؤثر حد أن الالتقاء به بات هدفا لزعماء القمة، حاضرا بسمو كبير وفخر منقطع النظير خلالها كقائد متطلع لا يعنيه من يثرثرون من الساسة، أو من يتصيدون على القنوات، أو في مواقع الهمجية الإعلامية، فهو تواجد كملهم فاعل مؤثر، قدم بلاده بأفضل صورة، منطلقا من الأهمية الاستراتيجية والتأثيرية للمملكة العربية السعودية اقتصاديا وسياسيا وعلاقاتيا، بتأثيرها الكبير إقليميا وعربيا واقتصاديا بحيث لن يكون هناك استقرار اقتصادي عالمي إلا بمشاركة السعودية والأخذ بما تراه. العمل السعودي الكبير إقليميا وعالميا شأن يهم العالم ويلاحقه من منطلق أهمية الرياض وتأثيرها على السلم العالمي ماليا وسياسيا، كفعل يتنامى يوما بعد آخر، يُعبر عن نتاج دبلوماسية مؤثرة وفاعلة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو الذي غير ملامح كثيرة للسياسة والاقتصاد في المنطقة، وجعل من بلاده قبلة للسياحة ورائدة في التنظيمات الاقتصادية والرياضية والترفيهية الكبرى، غير دورها الفاعل في إرساء السلام في العالم، وهو بكل تجلٍ ما جعل الدول الكبرى تدرك أن الاهتمام بلقاء ولي العهد والتباحث معه شأن مهم أثناء القمة، ومن أهم معاني الاهتمام الكبير الذي يكنه العالم والشعوب المتحضرة لبلادنا وقادتها كبلد كبير مهم جدا في الخارطة العالمية. هذا العالم يؤمن أيضا أن الشأن السعودي الحديث اقتصاديا قد بلغ درجات كبرى في ميزان تقييم الرقي عالميا حينما وضع من الشفافية والاحترام المتبادل أساسا لتفعيل العلاقات والتعاون دوليا، كما هي أساسات لارتقاء محلي أينعت ثماره، الأمر الذي جعل التوجه السعودي عنوانا أمثل لمستقبل واعد، جعل من أكبر مؤسسات التقييم العالمية في الشأنين المالي والائتماني تعلن أن السعودية وعبر رؤيتها الطموحة جدا في طريقها لكي تكون ضمن أقوى الاقتصادات المزدهرة المتنوعة بحلول العام 2030. المهم في القول إن هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أرسى مبادئ الدولة المتطورة الحديثة المعتزة أكثر بكيانها وشعبها هي صانعة القادة الملهمين الذين لا ينظرون إلا لمصلحة بلادهم وأبنائها، ليكون ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قيمة قيادية عالية متميزة، سواء في اجتماعاته مع زعماء العالم في قمة ال20، أو ما قبلها بصراحته وتجلّيه لأنه صاحب مشروع حقيقي عنوانه: "كيف يسير ببلاده إلى المحطات المستقبلية الأفضل".