على مدى يومين، تابع العالم الحضور المؤثر والفاعل لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والزخم السياسي والاقتصادي للقاءاته مع كبار القادة وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي ترمب والروسي بوتين وما عبروا عنه من تقدير بالغ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد ، وحرص الزعماء على تعزيز المصالح الكبيرة المتعاظمة مع المملكة باعتبارها الرقم الأهم في الاستقرار الاقتصادي العالمي، وقفزاتها الواثقة في بناء مستقبلها التنموي الطموح والمستدام برؤية 2030، التي ارتبطت عضويا في مفاصل رئيسية بشراكات استراتيجية مع الدول المتقدمة عبر استثمارات ضخمة. لقد عبّر الأمير محمد بن سلمان بلغة الصدق والواقع التي يثمنها العالم في نهج المملكة ومنطلقات ومبادئ قيادتها الحكيمة ، التي تحمل الخير وتسهم بوافر الجهد والدعم والاستثمار لنماء العالم وتوازن مصالح دوله ، حيث حدد سموه بالفكر الثاقب والرؤية المستنيرة خارطة العمل الدولي التي بلورتها المملكة ، كملفات أساسية أمام القمة القادمة 2020 لمجموعة الكبار في الرياض. تحديات المستقبل من أبرز هذه القضايا والملفات هي تحديات المستقبل ، حيث أكد ولي العهد على أن الزمن هو زمن الآفاق الجديدة والتقدم التقني، ما يستوجب العمل على مواكبة هذا التطور، وخلق بيئة يزدهر بها العالم. فالعالم كما قال سموه يعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنية غير المسبوقة، وآفاق النمو غير المحدودة، ومن ثم ” يمكن لهذه التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، أن تجلب للعالم فوائد ضخمة، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل ، وفي الوقت ذاته قد ينتج عن تلك الابتكارات تحديات جديدة، مثل تغير أنماط العمل والمهارات اللازمة للتأقلم مع مستقبل العمل، وكذلك زيادة مخاطر الأمن السيبراني وتدفق المعلومات، مما يستوجب علينا معالجة هذه التحديات في أقرب وقت لتفادي تحولها إلى أزمات اقتصادية واجتماعية. المبادئ والمصالح المشتركة الملف الثاني الذي تعمل عليه المملكة للقمة القادمة هو ضرورة تطويع التحديات المتشابكة في العالم ، ومن هنا ومن منطلق المسؤولية القيادية الكبيرة للقمة القادمة ، جاء تأكيد سموه على أن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحدياتٍ متداخلة ومعقدة. أما السبيل للعلاج فقد حرص – حفظه الله – على بلورته بحث الإرادة الجماعية والفاعِلية والقدرة لتعزيز التوافق الدولي، من خلال ترسيخ مبدأ الحوار الموسّع، والاستناد إلى النظام الدولي القائم على المبادئ والمصالح المشتركة. ويظل الاقتصاد الشريان الأهم لاستقرار ونماء البشرية، وهو هدف رئيسي لسياسة المملكة وجهودها الحثيثة باتجاه ذلك، خاصة على ضوء مشكلات كبرى تهدد التجارة العالمية والحاجة إلى إصلاح منظمتها لإزالة المعوقات وعلاج الأزمات، وما استجد من مخاطر شديدة مؤخرا على حرية الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية بالغة الحساسة للاقتصاد العالمي واستهداف إمدادات النفط للأسواق العالمية بأعمال إرهابية للنظام الإيراني وميليشياته، وقد استنكرها المجتمع الدولي بقوة. أيضا الحاجة الملحّة للتعاون مع البلدان منخفضة الدخل في مجالات كثيرة، مثل الأمن الغذائي، والبنية التحتية، والوصول إلى مصادر الطاقة والمياه، توفير التمويل الكافي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، حيث أكد سموه على أن هذه التحديات التي تواجه العالم ستكون من أولويات قمة الرياض. والمواطن السعودي دائما بؤرة اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وركيزة أهداف رؤية المملكة تجاه الشباب ، ومن هذا المنطلق جاء تأكيد الأمير محمد بن سلمان على قيمة الإنسان ودور الشباب في العالم ، بتمكين المرأة والشباب لتحقيق النمو المستدام، وتشجيع رواد الأعمال، وأن على الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مسؤولية العمل معاً، والتعاون مع جميع الشركاء في العالم لخلق بيئة يزدهر فيها العلم، وبما يعزز زيادة حجم وفاعلية الاستثمار في مهارات ووظائف المستقبل، معرباً عن تفاؤله أكثر من أي وقت مضى بعزيمة مجموعة العشرين وبقدرة أعضائها المشتركة على تحقيق ذلك. هكذا من قمة أوساكا حيث تجلى الحضور المتألق والتأثير الساطع لسمو ولي العهد ، إلى قمة الرياض ، تؤكد المملكة استحقاقها بقدرة وجدارة في قيادة الكبار نحو مستقبل أكثر نماء وازدهارا بمسؤولية عالمية أكثر همة وإرادة برافعة سعودية تظل المفتاح الحقيقي له.