الكل يعلم أن معظم المشاهير في السوشل ميديا لهم جهودهم المباركة في المجالات كافة، الإنسانية، الاجتماعية، الوطنية، ولا ينكر دورهم البارز في هذه المجالات إلا إنسان جاهل أو حاقد، في المقابل هناك من أساء لهؤلاء المشاهير الأكفاء جراء التصرفات المنبوذة في المجتمع. وسبق أن أطلق مغردون هاشتاق (#مشاهير_الفلس) عبر منصة تويتر نكاية بالأشخاص المحسوبين على مشاهير السوشل ميديا وهم القلة الذين يرتقون على أكتاف الفقراء والمرضى وكبار السن إضافة لأساليبهم المقززة الناتجة عن الألفاظ البذيئة أو الحركات الخادشة للحياء أو التعدي على حريات الآخرين.. فمن صور استغلالهم للفقراء هي تلك التي يقال عنها مساعدات عينية ولا تتعدى لحظات التصوير عبر السناب وترافقها دموع التماسيح التي تظهرهم أمام العامة بالأتقياء الأنقياء وهم أبعد ما يكونون عن هاتين الصفتين العظيمتين؛ لأنهم يعملون كل هذا الشيء من أجل رفع المشاهدات في السناب وزيادة المتابعين الذين غالبيتهم من السذج، ومن صور استغلالهم للفقراء أيضا المبادرات الوهمية وجمع التبرعات التي تكون في ظاهرها مشروع خيري وهي في الحقيقة مشروع محتوى "اقتصادي" له مردود مادي عليهم. ومنها أيضا استغلالهم الوقح للمرضى في بعض الأساليب التي قد لا تخفى على القارئ ويصعب حصرها في هذا المقال، ولا شك أن ممن يطلق عليهم "مشاهير الفلس" هم حديثو النعمة "المهايطية" الذين يستفزون البسطاء بأموالهم ومقتنياتهم التي يستعرضون فيها بين الحين والآخر عبر السناب شات كشراء السيارات الفارهة والسفر إلى الدول التي تكون فيها أفضل المنتجعات الراقية والأماكن السياحية العالمية، وكذلك تبادل الهدايا باهظة الثمن، قد يقول قائل هذا مالهم وهم أحرار في التصرف فيه.. وأقول نعم صحيح ولهم أن يتصرفوا فيه كيفما يشاؤون إذا كانوا من عامة الناس ولا يزعمون عبر السناب أنهم يتعاطفون مع الفقراء ويواسونهم ويمسحون على رؤوس الأيتام لأن تصرفاتهم المبنية على "الهياط" تتعارض وبشدة مع المبدأ الإنساني الذي يزعمون أنهم ينتهجونه، إذا كيف لنا أن نتخيل أنهم يواسون الفقراء وهم في نفس الوقت يكسرون خواطرهم ويستفزونهم من خلال نشرهم لما يتنعمون به من الرفاهية الطاغية عبر السناب الذي يشاهدونه الفقراء والأيتام. ويعد تصوير كبار السن خلسة واستغلالهم بعدم معرفتهم ما يدور حولهم والتهكم على طريقة أسلوبهم بالكلام وبعض المفردات العامية لإضحاك المتابعين عليهم من الأساليب التي دأبوا عليها مشاهير الفلس منذ ظهورهم على الساحة. وكل ما أريد الوصول إليه من خلال هذا المقال هو إنصاف المشاهير الذين نفتخر بهم وبما يقدمونه لوطنهم ومجتمعهم على كافة الأصعدة وعدم إقحامهم في تصنيف هم بريئون منه خصوصا أن البعض لديه لبس في هذا المسمى أو هذا التصنيف ويعتقد أن مشاهير الفلس تطلق على مشاهير السوشل ميديا عامة وهذا ظلم وتعدّ على المشاهير الأسوياء ولكي نكون منصفين لا بد أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت. تركي العوفي