"السعودية ستقلب عالم الغولف رأسًا على عقب".. هكذا علقت كثير من القنوات والصحف الأوروبية والأمريكية على تأسيس شركة ليف غولف "LIV GOLF" الجديدة وفق تقارير تؤكد أن رياضة الغولف ستشهد تنافسا كبيرا وانتشارا أكبر، في ظل الاهتمام السعودي المتزايد باللعبة. اليوم وقبل أن تنطلق فعاليات هذه البطولة الكبرى في جدة بين 14 وحتى 16 أكتوبر الجاري وفي معيتها أفضل نجوم الجولف في العالم " بينهم 13 لاعباً من حاملي ألقاب البطولات الكبرى" وبجوائز مالية تبلغ 25 مليون دولار.. قد نجد من يسأل عن المشروع الرياضي الضخم الذي صنعه وتبناه صندوق الاستثمارات السعودية العامة، والمتمثل بتأسيس شركة ليف غولف "liv golf" تلك الشركة التي أصبحت حديث عالم الغولف من القيمة التسويقية والفنية العالية لها واستقطابها لأفضل نجوم اللعبة في العالم حتى أنها باتت تقيّم من نخب بطولات الغولف إن لم تكن أحد أفضلها عالميا. ومن واقع اطلاع على رياضة الغولف، فقد عرف عن اللعبة توجهات كبيرة مختلفة فهي من ناحية تعتبر مكانا مريحا لهدوء الأعصاب بعيدا عن الضجيج، أيضا هناك من يجد فيها حياة جميلة مستمرة.. ومن هذه المقومات أصبحت سياحة الغولف ضاربة أطنابها بقوة لتكون ضمن أكثر الموارد السياحية الرياضية دخلا.. فهناك أكثر من 38000 ملعب غولف متاح في جميع أنحاء العالم.. ناهيك عن ازدهارها الاقتصادي المتزايد فسوق سياحة الجولف سينمو بمقدار 41.04 مليار دولار أمريكي، ووفقا لتقرير شركة Technavio وهي شركة عالمية رائدة في مجال البحوث والاستشارات التكنولوجية بتأكيدها أن الغولف تتقدم بمعدل نمو سنوي مركب قدره 17.83 ٪ من العام 2020 إلى العام 2025 وهو ما صدر عنها أيضا نتيجة الاهتمام وزيادة التركيز على البنية التحتية للجولف في جميع أنحاء العالم. ونشير إلى أن هذه الصناعة شهدت تطوّراً كبيراً خلال السنوات الماضية ليزيد من معدل نمو الناتج المحلي لدول مثل إنجلترا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا ارتفاعا بين 6 إلى 10 % بين أعوام 2013 - 2018.. مع الإشارة إلى أن الغولف ليست رياضة مولدة للإيرادات فحسب، بل مصدر للفرص لخدمات السفر والفنادق والمطاعم والسيارات والطيران، ولنا أن نتخيل أن هناك ما يقترب من 60 مليونا يلعبون الغولف في جميع أنحاء العالم.. فرنسا - مثلاً - لديها استثمارات عالية في الغولف فيكفي أن نشير إلى نحو 265 ملعبا نموذجيا فقط على ساحل البحر الأبيض المتوسط وفق معدلات ربحية سنوية تتجاوز خمسة مليارات دولار.. وفي أمريكا وهي البلد الأكبر في العالم للغولف هناك 17 ألف ملعب غولف ويمارس الرياضة 40 مليون فرد وتمثل الغولف والأعمال المرتبطة بها نحو ستة بالمئة من إجمالي الناتج المحلي وهو ما يزيد على عائدات صناعة السينما أو التعدين.. وفقا للقراءات الاقتصادية الأمريكية. وفي تنافس الغولف تسعى الدول إلى تثبيت حضورها كوجهات غولف مثالية، لكن العديد من المستثمرين يوافقون الآن على أن المملكة قد وضعت القدم على المسار الصحيح لتكون الوجهة الأكثر تأثيرا على مستقبل اللعبة، لاسيما وأن لديها كل شيء الاستثمار المدروس، والإدارة المدركة غير المواقع المطلوبة، والثقافة الغنية المبنية على الكرم والترحيب بالآخرين، والمناظر الطبيعية الخلابة التي توفر بيئة مثالية لملاعب الغولف الجديدة، غير سهولة نقلهم لبطولتهم إلى عواصم الغولف في العالم. هذا المشروع الرياضي الكبير يأتي في إطار أن المملكة باتت قبلة للاستثمار بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. سياحة الغولف هي الخيار الأفضل في الممكلة التي تضم أجمل وأفضل أماكن الاسترخاء المتمثلة بشواطئ البحر الأحمر، ناهيك عما بدأ العمل على إنشائه في المدن الكبيرة، وتأسيس شركة كبرى بهذا القدر والفعالية سيجعل من الاستثمار في اللعبة سياحيا واقتصاديا أمرا مربحا. الأن "LIV GOLF" أحد مشاريع تمكين الاقتصاد المتنوع المهمة، وفق رؤية 2030 وكما وجّه عرّابها الأمير محمد بن سلمان بتفعيل الدور الأكبر لأبناء وبنات هذا البلد لقيادة التنمية، وهذا ما نجده في كل الشركات الاستثمارية القائمة فهي تحت قيادات سعودية متخصصة، وفي الغولف اختارت من يعرف أن أبعادها وخفاياها؛ لتكون الإدارة العليا لكل مشاريع الغولف لمعالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، ومعه مساعده البطل السعودي السابق في الغولف ماجد السرور. في بطولة "LIV GOLF" الكبرى.. السعوديون لم يباشروها عبر محطاتها السابقة في لندن وبرتلاند وبوسطن ونيويورك وبانكوك وشيكاغو والآن في جدة.. إلا بعد أن أسسوا أرضية قوية للغولف بين السعوديين بإقامة البطولات العالمية والمحلية وافتتاح مراكز التدريب للجنسين على مدار السنوات السبع الماضية، لذا كان المستقبل محورا مهما، وبما يصنع غدا مشرقا ليس لفترة زمنية مرتبطة بعقد واحد، بل لأجيال مستمرة ستجني خير هذه المرحلة. الأهم في القول إن الوعي بهذه الرياضة في المملكة ينمو بسرعة ومستقبل الاستثمار والسياحة في الغولف يبدو مشرقا وأكثر ربحية، لا سيما أن التقديرات تشير إلى أن الطلب والعرض على الجولف عالميا يرتفع بمعدل ثابت قدره 12 % سنويًا. وقد شهد هذا زيادة في منتجعات الجولف وفرص العمل ذات الصلة، والمملكة تشهد نهضة إنشائية كبرى لملاعب الغولف فيها، ويكفي أن هذه البطولة التي يتسابق إليها نجوم العالم ستكون نبراسا لمستقبل مشرق لهذه الرياضة سعودياً. صندوق الاستثمارات السعودية تبنى توطين رياضة الغولف.. في الصورة ياسر الرميان وماجد السرور