"لكُلِّ ساقطةٍ في الحيِّ لاقطةٌ .. وكلُّ بائرةٍ يومًا لها سوقُ" ينطبق هذا البيت أحيانًا على أسواق الأسهم في العالم عامة، ولدينا خاصة، فكم رأينا من أسهم شركات خاسرة عاثرة دبّلت ثلاث مرات وأربع، وبعض أسهم الشركات الراسخة الرابحة لا ترتفع إلا هللات، في دورات عجيبة يربح فيها قِلة أرباحًا فاحشة ويخسر كثيرون خسائر فادحة، وهذه الظاهرة غير صحيّة ولن تُغير جوهر الشركات وحقائقها الثابتة، فمهما تدخل البقرة قصرًا فإنها ستذهب للزريبة، ومهما لوّث الوحْلُ جوهرة فلن يُغير معدنها أو يُقلّل من قيمتهما، قليلٌ من الماء يُزيل عنها الأوحال ويُظهر معدنها الأصيل، فلا يصح إلا الصحيح، ولكنّ أسواق الأسهم عجينة عجيبة فيها خميرةٌ خليطة من ملايين العقول والأهواء التي قد تنفخ الزّبَد فيخطف بشكلٍ مؤقت البصائر والأبصار، ويترك ما ينفع الناس، والمضارب المحترف يستطيع استغلال هذه الفرص المشوهة ويُحسن توقيت الدخول والخروج، أما المنساقون التابعون فكثيرًا ما يغرقون في هذا الزبَد، لأن الأمور لا بُد أن تعودَ لطبيعتها، فأمّا الزبَد فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.