وهي كوابيس لا تزور المستثمرين الذين يضعون أموالهم في أقوى الشركات وأفضلها إدارة وأسرعها نمواً على قدر ما يستطيعون، كوابيس الأسهم تجثم على صدور المضاربين الذين يتنقلون من شركة خاسرة لأخرى عاثرة لمجرد ان عدد أسهمها قليل! يشترونها بأغلى الأثمان بدافع الطمع فإذا شروا فيها وكثروا زارهم الخوف مصطحباً معه الكوابيس التي تجثم على قلوبهم ايقاظاً وحتى وهم رقود.. إن المال ليس لعبة وإدارته ليست سهلة كما أنه أمانة في يد صاحبه، فهو مسؤول عن أسرة كاملة، والمال الذي معه جزء من اقتصاد الوطن، فإن استثمره برشد فقد نفع نفسه وأسرته ووطنه، وإن غامر به بدافع الطمع فقد أضر بنفسه وأسرته واقتصاد وطنه.. أما اضراره بنفسه وأسرته فإنه واضح لأنه يعرضهم للافلاس أو انكماش رأس المال بشكل مخيف، وأما اضراره باقتصاد وطنه فلأنه يسهم في جعل (سوق الأسهم المحلي) غير ناضج ولا راشد ولا قريب من العدالة ولا الكفاءة، حين يرفع أسهم شركات خاسرة عاثرة فتصير أقيامها أغلى من أقيام أسهم الشركات الرابحة الراسخة فهو بهذا يشوه السوق، ويكافئ الإدارات الفاشلة ويعاقب الإدارات الرابحة المخلصة، ولكنه في الأخير يجني على نفسه وأسرته ويعيش في كوابيس.