توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين بأن الرد الروسي على أي هجمات أوكرانية أخرى سيكون «شديداً»، بعدما نفّذت القوات الروسية ضربات صاروخية انتقامية على أنحاء أوكرانيا. وقال بوتين في مستهل اجتماع متلفز مع أعضاء مجلس الأمن الروسي: «لم يكن من الممكن ترك الهجمات الأوكرانية تمر من دون رد. إذا تواصلت، فسيكون الرد الروسي شديداً ومتناسباً مع مستوى التهديد». وأضاف «لا يجب أن يكون هناك شكّ في ذلك». تأتي الضربات الروسية بعد التدمير الجزئي لجسر يربط القرم التي ضمتها روسيا في 2014 بالأراضي الروسية. وردًا على التدمير الجزئي للجسر، قال بوتين الاثنين «هذا الصباح، وبناء على نصيحة وزارة الدفاع وخطة هيئة الأركان العامة، نُفّذت ضربة كبيرة باستخدام أسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى. على منشآت الطاقة والقيادة العسكرية والاتصالات في أوكرانيا».وقالت وزارة الدفاع الروسية الاثنين إن «الهدف من الضربات تحقق. تم ضرب جميع الأهداف»، بعدما أعلنت أوكرانيا أن روسيا أطلقت أكثر من 80 صاروخاً صباح الاثنين. واتهم بوتين أيضًا أوكرانيا بشنّ ثلاث ضربات على محطة كورسك للطاقة النووية في روسيا، على بعد نحو 85 كيلومترًا من الحدود الأوكرانية، وبمحاولة ضرب خط أنابيب غاز «ترك ستريم» الذي يمتد من روسيا إلى تركيا تحت البحر الأسود. وأفاد مراسلون صحافيون بأن العاصمة الأوكرانية كييف تعرضت لضربات روسية عدة في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، وهي الأولى منذ أواخر يونيو. وكتب الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي الحالي دميتري ميدفيديف على تلغرام، بعد اجتماع مجلس الأمن الروسي، «انتهت الحلقة الأولى، وستكون هناك حلقات أخرى». وأضاف «من وجهة نظري، يجب أن يكون (الهدف) هو التفكيك الكامل للنظام السياسي في أوكرانيا». وشنت روسيا أيضًا هجمات على عدة مدن أخرى في جميع أنحاء أوكرانيا، واستهدفت بشكل خاص منشآت الطاقة. ووردت تقارير عن انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق بما فيها مدينة خاركيف والأماكن المحيطة بها، بالإضافة إلى مناطق سومي (شمال شرق) وجيتومير (شمال) وخميلنيتسكي (غرب). من ناحية أخرى، ذكر رئيس بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو الاثنين إن بلاده وروسيا بدأتا تشكيل قوة إقليمية مشتركة، في ظل التصعيد الأخير على الحدود الغربية للدولة الاتحادية، التي تضم كلا من روسيا وبيلاروس.ووفقا لوكالة أوكرينفورم الأوكرانية للأنباء، قال لوكاشينكو إنه «فيما يتعلق بالتصعيد على الحدود الغربية للدولة الاتحادية، اتفقنا على نشر مجموعة إقليمية من الاتحاد الروسي وجمهورية بيلاروس. ويأتي هذا متفقا مع وثائقنا. إذا وصل التهديد إلى المستوى الحالي، وهو ما نراه حاليا، نبدأ في الانخراط في إشراك مجموعات متحالفة. وأساس هذه المجموعة هو الجيش، القوات المسلحة لجمهورية بيلاروس». وأضاف أن تشكيل هذه المجموعة قد بدأ بالفعل. وأوضح لوكاشينكو: «(التصعيد) مستمر منذ يومين، على ما أعتقد. وأصدرت الأمر بالبدء في تشكيل هذه المجموعة». كما اتهم أوكرانيا بشن هجوم مزعوم على بيلاروس، وهدد «باتخاذ إجراءات صارمة» ردا على ذلك. بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «إنهم يحاولون تدميرنا جميعا، محونا عن وجه الأرض» داعياً السكان إلى البقاء في الملاجئ وطالب فرنسا وألمانيا برد «قاس» على روسيا وكذلك باجتماع طارئ لمجموعة السبع. وأعلن الجيش الأوكراني أن الضربات نفذت بطائرات مسيرة إيرانية الصنع ارسلت من بيلاروس. من جهتها قالت مولدافيا إن «ثلاثة صواريخ كروز أطلقتها هذا الصباح على أوكرانيا سفن روسية في البحر الأسود» حلقت فوق مجالها الجوي. وقال زيلينسكي في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي «يريدون بث الذعر والفوضى، يريدون تدمير نظام الطاقة» مضيفاً أن ضربات بواسطة «عشرات الصواريخ» وطائرات مسيرة إيرانية من نوع «شاهد» استهدفت جميع انحاء أوكرانيا ولا سيما كييف ومناطق خميلنيتسكي ولفيف ودنيبرو وفينيتسيا وزابوريجيا وسومي وخاركيف وجيتومير. وقال في شريط الفيديو إن «انقطاعاً موقتاً في التيار الكهربائي ممكن لكن لن يكون هناك انقطاع في ثقتنا بالنصر». وقال رئيس بلدية المدينة «هناك عدة ضربات على بنى تحتية حساسة في المدينة». بحسب السلطات أصيب متحف وجامعة ومتنزه. وتوقفت حركة المترو جزئياً وحُولت المحطات إلى ملاجئ من قصف الطيران. كما أوقفت حركة السير في وسط المدينة بحسب رئيس البلدية.