ما زال الدوري الأفضل عربياً ينقصه التسويق الاحترافي، سواء من حيث جودة النقل أو البرامج والتغطيات والأهم الجماهير التي تتفاجأ دائماً بالقرارات التي تحد من حضورها وتألقها، لا أعلم من يقف خلف الكثير من القرارات الرياضية، وهل هو ملم بمطالب الجماهير ويعي بطبيعة الحياة لهذه الشريحة، فبعض القرارات تجعل علامة التعجب عاجزة عن الظهور، لتترك للمتابع فرصة اللطم والاستغراب. في بداية الموسم كان هناك أخبار مبشرة بعدم تعارض اللقاءات الكبرى في الجولة لإتاحة الفرصة للجميع بمشاهدتها وهذا تحديداً جانب تسويقي مهم، لكننا صدمنا بتوقيت اللقاءات التي تبدأ الساعة 9م «أي بعد أذان العشاء بساعة واحدة في مدينة جدة، و1:45 ساعة في مدينة الدمام» وعليك حساب باقي التوقيت في بقية مدن المملكة! أي أن المتابع الرياضي حين ينتهي اللقاء ويتوجه إلى منزله سيكون وصوله في المدن الكبرى بعد اللقاء بساعة في المتوسط، وهذا تحديداً عامل رئيس لزيادة العزوف الجماهيري، ولا أعرف لماذا لا تبدأ اللقاءات بعد صلاة المغرب! والحديث هنا عن فترة الصيف، لأن فترة الشتاء أصبحت هناك لقاءات تبدأ باكراً، لكن يجب أن يكون التركيز على التوقيت أكبر في كل فترات الدوري. الغريب أن هناك مطالبات لفرض التمارين الصباحية، وتناسى الجميع أن لقاءات الفرق وعودتهم إذا كانت المباراة خارج الأرض تكون في ساعات الفجر الأولى، فكيف يتأقلم اللاعب طوال الأسبوع مع التمارين الصباحية ويلعب لقاءاته آخر الأسبوع منتصف الليل؟! ثاني النقاط الغريبة قرار دمج الجماهير الذي يجبر الجميع على خيار واحد رغم أن الغالبية العظمى تفضل الخصوصية، وهذا ما يجب أن يعيه المسؤول عن هكذا قرارات. فالمتابع الرياضي هو رأس المال ويجب أن تؤخذ رغباته بعين الاعتبار، ولا أعتقد أن هكذا رأيا بحاجة للتفكير، فتخصيص بضع مربعات تحافظ على خصوصية العائلات لا يكلف شيئاً مع بقاء بقية المدرجات مفتوحة للجميع، فلا يعقل أن يتم التعامل مع الملاعب كالأسواق، وأن تتُخذ القرارات دون مراعاة الرغبة الجماهيرية. ويبقى القرار الأهم والأغرب والذي يضع الأندية الجماهيرية تحت الضغط يكمن في مسؤوليتها عن تجاوزات الجماهير أثناء اللقاء، رغم أن إدارات الأندية ليست هي المسؤولة عن التنظيم والجانب الأمني في اللقاء! فكيف تُحاسب الأندية على رمي الجماهير وهي لا تملك صلاحية تنظيم دخول الجماهير ولا توزيع رجال الأمن وغاية ما تملكه في هكذا لقاءات هو منع دخول الأكل والشرب والتعامل مع الجماهير كما يتم التعامل مع زوار مساجين العنابر! مازلنا بحاجة لإعادة دراسة هذه القرارات التي تحد من الحضور الجماهير وتقتل متعة اللقاءات وترهق الأندية حين تتحمل خسارة غياب جماهيرها مادياً ومعنوياً، وقد تتحمل عقوبات في حين يتجول المتضرر الرئيس بين الملاعب بلا حسيب ولا رقيب. عماد الحمراني