"المملكة العربية السعودية" لهذا الاسم العظيم مذاق السكّر وطعم الحلا على اللسان، وطمأنينة القلب وراحة البال في عمق الوجدان، وله في ضمائر العرب والمسلمين إكرام وإجلال، وفي ذاكرة العالم مهابة واحترام، لأن المملكة عزٌّ وعزوة للعرب والمسلمين، تساعدهم في النوائب، وتقف معهم في المحافل، وهي قبلتهم ومهبط وحيهم ومهوى أفئدتهم ومهد دينهم الإسلامي الحنيف، ومصدر الخير العميم لهم، وأكبر مشغل لعمالتهم، وأكبر مصدر للعملات الصعبة إلى بلدانهم، وخير أرض يعملون فيها آمنين مطمئنين تأتيهم أرزاقهم رخاء بلا منٍّ ولا أذى. في العالم عامة، وفي المناطق المجاورة خاصة، قامت حروب، وظهرت فِتَن، وانتشرت أوبئة، وانهارت عملات، وساد ركود وكساد، وظلت المملكة العربية السعودية آمنة مطمئنة، تزداد استقرارًا وأمنًا، وتنمو اقتصادًا بنسبة 7.6 % وهو أعلى نمو في العالم حسب تقرير صندوق النقد الدولي، وزاد الاستثمار الأجنبي، وعدد السياح، وحازت المملكة قصب السبق في مكافحة وباء كورونا، والسيطرة عليه بإذن الله ثم بفضل حزم قيادتها وحسن إدارتها، بل إن المملكة أسهمت بقوة في إطفاء نيران ذلك الوباء في العالم بمساعداتها السخية للدول النامية، وحين تنهار كثير من العملات أمام الدولار يظل الريال صامدًا قويًا، وتدور محركات النمو بشكلٍ كبير. وللمملكة في ذاكرة العالم الاهتمام والاحترام، لأن قيادة المملكة تقف مع الحق، وتفي بالوعد، وتنفذ العهد، وبموثوقية تزود العالم بأهم سلعة على وجه الأرض، النفط الذي يدير حضارة العالم ويبعث، بإذن الله، النمو والحياة في كل مكان. توحيد المملكة على يد بطل العروبة والإسلام الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين، في غاية البركة على العالم وعلى جميع المواطنين، أخرجهم الله به من الفرقة إلى الوحدة، ومن التحارب إلى التعاون والتقارب، ومن الفقر إلى الغنى، ومن الخوف إلى الأمن، ومن ظلمات الجهل إلى أنوار العلم، هذه الوحدة العربية هي الأولى والأجمل من أكثر من ألف عام، وبالتحديد منذ وفاة المتوكل العباسي عام 247 حيث عانى العرب والمسلمون من التشرذم والتفكك، وعانت جزيرة العرب خاصة، من حقبة مظلمة وكادت تعود لشريعة الغاب، لولا الله عز وجل ثم منجز الملك عبدالعزيز الذي غير الجغرافيا والتاريخ إلى الأجمل، وبنى وطنًا شامخا فأعلى البناء، وخلفه أنجاله الميامين ملوك آل سعود الكرام فأضافوا الأمجاد الجديدة فوق الأمجاد التليدة، وأبدعوا في المملكة تنمية شاملة شامخة في فترة وجيزة رغم تحديات المساحة والمناخ وندرة المياه: مساحة المملكة ضعف مساحة بريطانيا تسع مرات، لكن تضامن المواطنين السعوديين مع قادتهم المخلصين حقق المعجزات، وفي عهد الملك العظيم سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان تضاعفت إنجازات التنمية وبلغت الطموحات السماء وفق رؤية المملكة 2030 ذات التحديث الاجتماعي والتجديد الاقتصادي والمشاريع الكبرى نوعًا وكما، وفي جميع أنحاء المملكة الواسعة الأرجاء لتحقيق (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح) ولا يعود ذلك لمجرد وجود البترول، دول كثيرة لديها بترول كثير وأنهار جارية وأراض خصبة وسبقتنا في التعليم والتنمية بمئات السنين، لكنها، مع الأسف، ترسف في براثن القلاقل والفقر والفساد، استقرار المملكة الراسخ وحكمة قيادتها العظيمة، وتضامن شعبها وحبه لها، تلك هي قواعد النمو المستدام ودعائمه. كل عيد وكل عام وأنت يا وطننا العظيم أجمل وأقوى وأكمل في ظل قيادتنا الرشيدة التي نكن لها كامل الحب والإجلال والولاء والدعاء الطيب والاحترام..