الحمد لله المنعم، والثناء لوجه الكريم على نعمائه وفي كل حال وحين قال الله تعالى في محكم كتابة الكريم: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) الأنبياء (34، 35). تتوالى الأخبار كل لحظة من ليل أو نهار عن أحبة راحلين عن هذه الدنيا الفانية، وتتنوع الأسباب التي ينزل بها حكم القضاء فيهم، والنتيجة واحدة (هي الموت) الذي لا مفر منه ولا مهرب. لم يكن مساء الثلاثاء الموافق 25 / 1 / 1444ه كغيره من الأيام، فالأيام حبلى بالحوادث والفواجع والأحزان، ففي ذلك المساء علمت برحيل والدة أخي العزيز الفاضل الأستاذ عثمان بن عبدالعزيز الزومان «لطيفة بنت ناصر الجديعي» - رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته - حرم الشيخ عبدالعزيز بن عثمان الزومان. لقد رحلت عن هذه الدنيا الزائلة تاركة أثراً طيباً وذكرى حسنة وعملاً صالحاً وهذا هو ما يبقى للإنسان بعد رحيله فرحمها الله، ولكن يظل لفقد الأم غربة موحشة وألم لا يضاهيه أي فقد أو ألم فهي الحنون والسراج المنير والذي يستنار منه والظل الظليل الذي ينهل به الأبناء ومن دعائها الدائم لهم. وهنا أوجه رسالة عزاء ومواساة لأخي العزيز ابنها البار الأستاذ عثمان بأنها أقبلت على رب كريم، وفي ضيافة أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين وهي وديعة الرحمن والله سبحانه وتعالى لا تضيع ودائعه، وأسال الله أن يغفر لها الزلات ويتجاوز عنها بعفو ومغفرة من الله أرحم الراحمين وأن يسبغ عليها لطائف بره وإحسانه وأن يرحمها تحت الأرض ويوم العرض وأن يدخلها الفردوس الأعلى من الجنة ووالدي وجميع موتانا وموتى المسلمين. أحر التعازي وصادق المواساة لزوجها الشيخ عبدالعزيز الزومان - حفظه الله - وإلى أبنائها الكرام الأخوة الأفاضل محمد وعثمان وخالد وعبدالرحمن وإلى شقيقاتهم وكافة ذويها، ونسأل الله لهم الصبر والسلوان على فقدها، والحمد لله على قضائه وقدره، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.