للمدارس والجامعات دور مهم ورئيس في إنجاح جهود مكافحة الفكر المتطرف، وتعميق وعي الطالبات والطلاب حيال قيمة التنوع الإنساني وأهميته في البناء والتنمية، وحول أهمية هذا الدور وإنجاحه تحدث عدد من المفكرين ل "الرياض" عن آليات إنجاح هذا الدور. مفاهيم خاطئة في البداية يرى المفكر والباحث الدكتور علي العوبثاني، أن آليات قيام المدارس والجامعات بدورها الفعال في مواجهة الفكر المتطرف الضال وحماية فلذات أكبادنا منه وتعميق الوعي لديهم يتطلب تضافر الجهود بين المدارس والجامعات وأولياء الأمور في البيوت، لأن العلاقة بين البيت والمدرسة لها أثر على تربية النشء. وأضاف، أن هناك جهات أخرى مؤثرة مثل الإعلام بشكل عام له تأثير قوي على الطلاب والطالبات، وأيضا خطباء المساجد ومعلمو حلق التحفيظ، وشدد على أهمية تضافر الجهود وتوحيدها مع كل الجهات ذات العلاقة للعمل كمنظومة واحدة متكاملة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لتعزيز الأمن الفكري لدى أبنائنا وبناتنا، وحول إنجاح جهود المدارس والجامعات في مواجهة الفكر المتطرف وتعميق وعي الطالبات والطلاب حيال قيمة التنوع الإنساني وأهميته في البناء والتنمية قال العوبثاني: أرى أن آليات قيام المدارس والجامعات بدورها وإنجاحه من خلال المناهج الدراسية والربط بينها وبين الواقع الذي يعيشه الطالب والمجتمع المحيط به والربط مع الأحداث الجارية وحركة التطورات العلمية والغزو الفكري والثقافي وكيفية الاستعداد والمواجهة لكل التحديات ومن هنا يقوم المعلم والمعلمة بإبراز دورهما في تنوير فكر الطالبات والطلاب، من خلال آليات محددة منها على سبيل المثال لا الحصر، استثمار المناهج الدراسية والأنشطة الطلابية من قبل منتسبي التعليم العام والجامعي في تحصينهم لمكافحة الفكر المتطرف وتعميق الوعي الإنساني لديهم وأهميته في البناء والتنمية. أيضاً تزويدهم بالكثير من المعارف والمفاهيم والحقائق الصحيحة التي يحتاجونها بشكل متدرج حسب عمرهم العقلي والذهني لتساهم في تهذيب سلوكهم وحصانتهم فكريا. عقول تفكر ويشارك الدكتور د. ناصر العبيد مستشار الشؤون الدينية بالقوات الجوية، بقوله: إن الفكر المتطرف لم يتوقف على ما كان، بل أصبح له صور أخرى اليوم، وأجزم الكل يعرفها ولو تعاموا عنها. ونوه على أهمية بناء التنوع الإنساني والذي يعد مطلبا مهما في أجيالنا، ولكن يجب أن يكون بعيدا عن الأهواء والإقصاء والسياط، يجب أن نبني مفهوم التنوع على العلم والعدل وبعد النظر، بإعطاء المساحات لقبول الرأي الآخر وقبول الحوار حتى نجني ثماره. ويختتم أن أعظم مصادر لهذا البناء هو ساحات التعليم وخاصة جامعاتنا، حوِلوا شحن العقول بالمعلومة إلى عقول تفكر والحوار بالتي هي أحسن، ذلك البناء الذي يقدر مكانة الآخرين ويحاور بالإنسانية والدليل والحجة، لا بسلطة أقبل وأفعل ولا تفعل.. بناء إسلاميا منهجيا يقبل التنوع البشري والعقلي والديني والمذهبي. التوعيه والإرشاد ويتابع د. ناصر القثامي عميد كلية الشريعة والأنظمة بجامعة الطائف قائلا: الفكر المتطرف لا شك أنه فكر منبوذ يتبع هواه ونتائجه سيئة على الأمة وعلى الفرد وعلى المجتمع ويجب محاربته والتصدي له، وأن يقف المجتمع صفاً واحداً في نبذ هذه الأفكار الضالة المخالفة للهدي الرباني المنزل في الكتاب والسنة، ولا شك أن بلادنا المملكة العربية السعودية -ولله الحمد والمنة- قائمة على منهج وسطي معتدل في تعاملاتها وفي حكمها وفي جميع شؤونها مما يفرحنا جميعاً هذا الاعتدال وهذه الوسطية السمحة التي جاءت بها شريعة الإسلام واتباع منهج السلف الصالح الصحيح الذي كله نور وهداية، المملكة العربية السعودية لا شك أنها عانت من معاناة الفكر المتطرف المتشدد، الذي أوقع التفجير والتدمير وإتلاف الممتلكات وإزهاق الأنفس، فيجب محاربة هذا الفكر ومما يكون وسيلة في محاربته ما تتمتع به مناهجنا، فالمناهج في مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا في هذه البلاد المباركة -ولله الحمد والمنة- قائمة على التأصيل الشرعي المبني على الكتاب والسنة واتباع الأمة فمناهجنا هي مصدر الوسطية والاعتدال، ولذلك المدرسة والجامعة لها دور كبير في التوعية والإرشاد وتوعية الفكر وتنمية الإنسان، وما تقوم به هذه المدارس من توجيه وإرشاد وتعليم من خلال هذه المناهج المباركة الطيبة أو من خلال الأنشطة الطلابية من محاضرات وأندية وغيرها مما يكون له أثر في بناء الفكر والاعتدال والدعوة إلى الوسطية، وكذلك الجامعات لها دور كبير وهي قائمة بدورها -ولله الحمد والمنة- ومنها كليات الشريعة في جامعات المملكة، وهي تقوم بدور كبير في التأصيل الشرعي والفهم الصحيح للمنهج الصحيح الذي يقوم على السماحة والاعتدال والوسطية، ومن ضمن هذه الجهود المباركة ما تقدمه كلية الشريعة والأنظمة في جامعة الطائف وقد قمنا ببرنامج متكامل في العام الماضي بعنوان الوعي الفكري وتعزيز الانتماء الوطني، وشارك في هذا البرنامج عدد كبير من الأساتذة أستاذة الجامعة قدموا محاضرات وورش عمل ودورات كلها تصب في هذا العنوان، وفي هذا المجال وهو توعية الفكر وتعزيز الانتماء الوطني وكان لها حقيقة ردودا إيجابية جميلة ومباركة شارك فيها عدد كبير من الطلاب والطالبات وكان لهم مشاركات ثرية نتج عنها الفهم الصحيح والاعتدال والوسطية وتعزيز حب الوطن والولاء لولاة هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، وهذا هو واجبنا كأكاديميين في هذه الجامعات وأن نقوم بدورنا في التوجيه والتوعية والتحذير من الفكر الضال المتطرف، الذي يقوم على الأهواء الضالة ويساهم في تدمير وتفريق كلمة المسلمين وإحداث الفرقة بينهم ومنازعة ولاة الأمر في أمرهم فهذا فكر منبوذ، وقد أثبتت بلادنا -ولله الحمد- وشعبها المبارك التكاتف والتعاون في هذه اللُّحمة الوطنية بين القائد والشعب مما نفخر به جميعاً في بلادنا الغالية. د. ناصر العبيد د. ناصر القثامي د. علي العوبثاني