«الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حلاوةُ ولاةِ الأمر    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    جدّة الظاهري    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أدبي مكة ينظم ملتقى الشباب والأمن الفكري
السديس: تحقيق الأمن الفكري يؤدي إلى استقرار الحياة
نشر في مكة الآن يوم 02 - 05 - 2016


مكة الأن- محمد عواس
نظم نادي مكة الثقافي الأدبي مساء أمس البارحة ملتقاه العلمي "ملتقى الشباب والأمن الفكري" والذي حمل في طياته محاضرة قيمة لمعالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بعنوان" الشباب والوسطية والفكر المتطرف"
بحضور سعادة رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الأستاذ الدكتور حامد بن صالح الربيعي ونائب رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الدكتور ناصر الصعيدي وسعادة عضو مجلس الإدارة الدكتور سهيل قاضي مدير جامعة ام القرى سابقاً, وسعادة عضو مجلس الإدارة المشرف التنفيذي على الملتقى الأستاذ علي ين يحيى الزهراني, وسعادة الدكتور غازي ين مرشد العتيبي وسعادة الأستاذ مشعل الزايدي, وعدد من رجالات الفكر والثقافة والأدب ووسائل الاعلام ألمختلفة وطلاب مدارس البنين بالعاصمة المقدسة. حيث بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم ثم ألقى سعادة الأستاذ الدكتور حامد بن صالح الربيعي رئيس مجلس ادارة النادي الأدبي كلمة رحب فيها بجميع الحاضرين للملتقى كما شكر سعادته فضيلة الشيخ السديس على قبوله الدعوة ورعايته لهذه المحاضرة العلمية القيمة والتي تأتي لتأكد ان من أهم الأسس والأهداف التي قامت وتأسست عليها المملكة ترسيخ العقيدة ألصحيحة وتطبيق المنهج ألصحيح المستمد من كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيق الوسطية، التي جعل الله أمته عليها، دون إفراط أو تفريط، أو غلو، أو تطرف، ونبذ التفرق والاختلاف وتحقيق الأمن والاستقرار للأمة والعالم أجمع ومن ذلك التصدي للأفكار الهدامة والعقول المنحرفة التي تتبنى الفكر الإرهابي الخطير القائم على التفجير والتدمير وقتل الأنفس البريئة من المسلمين والمعاهدين وغيرهم ، وإيمانا من نادي مكة الثقافي الأدبي بالواجب المنوط بالمؤسسات العلمية والثقافية في الاهتمام والعناية والتعاون في سبيل تحقيق هذه الأهداف، وامتدادا لدورهم الرائد في نشر الإسلام بصورته الصحية في مختلف بقاع الأرض, حرص أدبي مكة الثقافي على تنظيم مثل هذه المحاضرات والذي تسلط الضوء فيه على فكر الإرهاب والأسس والقواعد التي يبنى عليها ومناقشة أسباب تفشي هذه الظاهرة ووسائل القضاء عليها مع تحقيق الاهداف المناطة بها والتي تشمل ترسيخ العقيدة الصحيحة وتبيين وتطبيق المنهج الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيق الوسطية التي جعل الله أمته عليها دون إفراط أو تفريط أو غلو أو تطرف ونبذ التفرق والاختلاف وتحقيق الأمن والاستقرار للأمة والعالم أجمع ومن ذلك التصدي للأفكار الهدامة والعقول المنحرفة التي تتبنى الفكر الإرهابي الخطير القائم على التفجير والتدمير وقتل الأبرياء من المسلمين والمعاهدين وغيرهم الأنفس البريئة , مشيراً أن الشباب هم الفئة الأكثر استهدافاً من قبل النادي ضمن برامجه المختلفة وذلك إنطلاقاً من الرسالة الهامة للمؤسسات الثقافية تجاه الشباب وما يواجهونه من تحديات في هذه المرحلة الصعبة.
وأكد الربيعي إلى أن النادي حرص كل الحرص من خلال فعاليات الملتقى إلى التنوع في الطرح والأساليب وكذلك الوصول إلى مواقع الشباب من خلال مجموعة من المحاضرات الميدانية داخل المدارس الثانوية( بنين وبنات) إضافة إلى استضافته لهذه المحاضرة القيمة لمعالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس مضيفاً بأن هناك حوار مفتوح مع الشباب بمختلف أعمارهم سيشارك فيه معالي مدير جامعة أم القرى ومدير الأمن الفكري يوزارة ألداخلية, ومدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة.
بعد ذلك قدم عرض وثائقي بعنوان ( هابيل وقابيل) يحكي بداية قصة قتل أبن أدم لأخيه المسلم, تلاه عرض لأحداث نظيره حصلت من الواقع نتيجة هذا الفكر الظال.
بعد ذلك بدأت المحاضرة لفضيلة امام الحرم المكي التي أكد خلالها خطورة التكفير وأنه من العظائم والقواصم التي سقط فيها الكثير، والإرهاب داء التكفير، والإسلام منع أتباعه من تكفير شخص معين فكيف بمن يكفرون المجتمعات بأسرها، مع ولاتها وعلمائها.
وأضاف "إنه ينبغي لنا أن نفرق بين المقاومة المشروعة والإرهاب وأن نعرف أخلاقيات الإسلام في الحرب الذي يمنع من قتل الطفل والمرأة والشيخ الكبير والراهب في صومعته" .. مبينا فضيلته أن من أسباب التغرير بالشباب لاعتناق هذا الفكر الضال ضعف دور الأسرة والتقصير عن أداء رسالة المدرسة والمسجد والمجتمع ككل , والتصورات الخاطئة التي صورت للشباب عن هذا الدين ، والخلل في التربية والفراغ والبطالة ، مشيرا إلى أن الإرهاب جريمة العصر وسرطان الزمان الذي يجب أن نجتث جذوره بالفكر السليم ، والعقيدة الصحيحة ، واتباع منهج السلف الصالح. وأبان الشيخ السديس أن الإرهاب تجاوز لكتاب الله وسنة نبيه من عدة أوجه منها أنه يخالف تكريم الإسلام للإنسان ، إذ كيف يتصور عن دين يراعي حقوق الحيوان أن يهمل حقوق الإنسان، والإنسان هنا عام بغض النظر عن دينه ومعتقده ،و أن دين الإسلام يدعو حفظ الأمن وتعزيزه واستتبابه، والأمن مرتبط بالإيمان وزعزعته كأول هدف للإرهاب. ثم تحريم الإسلام للغلو والأمر بالوسطية، فالوسطية هوية امتنا بين الأمم، وهي مكمن القوة والجمال، فالشمس في وسط النهار قوية والبدر في وسط الشهر جميل، ولكن الإرهاب يقضي على الوسطية وهو قائم على الغلو، وكذلك ما جاء به الكتاب والسنة من تحريم العنف والقسوة في القول والفعل، وأمر بالرحمة والسماحة واليسر، والإرهاب يخالف ذلك تماما.
وقال "الإرهاب يقدح في العلماء والرجوع إليهم مع أنهم ورثة الأنبياء والموقعون عن رب العالمين، والرجوع إليهم صمام أمان، والأخذ منهم طوق نجاح، فهم أهل الفكر والرأي والعقل والبصيرة، ما ضل من ضل إلى بإعراضهم عنهم، ولم ينشر الإرهاب إلى بالأعراض عن هؤلاء وعدم ثني الركب أمامهم، فالطعن فيهم طعن في الدين، ومن ذكرهم بغير الجميل فهم على غير السبيل، ومن تكلم فيهم فقد خسر آخرته وقد وقع في هذا فئة من الشباب المغررين". وأكد فضيلته أن الإسلام يحرم قتل المعصومين من المعاهدين والمستأمنين، وقتلهم من رذايا الإرهاب، وكذلك تحريم الخروج على ولاة الأمور، وشق عصا الطاعة، ومفارقة الجماعة، وما فارق الجماعة الا مات ميتة الجاهلية، والأدلة على ذلك في الكتاب والسنة كثيرة، وتحريم الاعتداء على الممتلكات، والتفجير والتدمير في الإرض، فالإسلام حث على تعمير الأرض وحذر عن تدميرها وهو دين إعاشة لا دين إبادة، ودين إعمار لا دين دمار، والإرهاب يمارس تلك المحرمات.
وخاطب فضيلة الشيخ السديس أهل الفكر الضال قائلا "ان أهل الفكر الضال يغررون بالشباب لأنهم أمل الأمة، بهم تندفع الشرور، والتغرير بهم لحداثة سنهم وقلة خبرتهم في الحياة، واستغلال حماسهم وعاطفتهم الجياشة، ولكون ضعف تربيتهم الأسرية، حتى يصير نهبا لذئاب في صور بني الإنسان، ومن أجل الفراغ والبطالة، والحاجة في بعض الأحيان، يغررون بوسائل مختلفة من وسائل الإعلام لا سيما الانترنت هذا السلاح الفتاك الذي فتك بالكثير ".. لافتا فضيلته الى أن من أسباب الإرهاب الإعراض عن الشريعة، واتباع المتشابه وشذوذ الرأي، ورقة الدين وضعف الإيمان، والطعن في العلماء.
وأكد ان الفهم الصحيح يجب أن يكون مستمدا من فهم السلف الصالح لا الانجراف وراء التيارات المعادية، مشيرا أن من اسباب الفكر المنحرف بدايتها اسباب اجتماعية وتربوية أخرى، وضعف دور الأسرة والتقصير عن أداء رسالة المدرسة والمسجد والمجتمع ككل، والتصورات الخاطئة التي صورت لشبابنا عن هذا الدين، والخلل في التربية، وردود الأفعال، والاندفاع الزائد لإنكار المنكر، والإرهاب المضاد لما يمارسه أعداء الإسلام ضد المسلمين.
وبين فضيلته أن من آثار الإرهاب ومضاره ، استحلال دماء الأبرياء، ونشر الفوضى، واختلال الأمن وزعزعته، وهدم المتلكات، وتغريب البيوت، والصد عن الدعوة، والتنفير عن الإسلام بتشويه صورته، وفتح الباب أما المتربصين للطعن فيه والخروج على الحكام، عارضا فضيلته الشبه التي يرددها الإرهابيون والتي منها (استباحة الخروج على الحكام بدعوى الظلم وعدم تطبيق حكم الله) وهذا لايجوز إلا بشروط منها أن ترى الكفر البواح منهم والقدرة عليه والأمن من الفتنة وغيرها من الشروط مضيفا فضيلته أنهم يعتقدون ما يفعلون جهادا مع أن الإرهاب يخالف الجهاد من عدة أوجه، يخالف في مصطلحه، وأنواعه، وغاياته، والجهاد لابد أن يقوم تحت راية شرعية، وهو أنواع، منها جهاد بالنفس والشيطان، وطلب العلم جهاد، والسعي على الأرملة والمساكين جهاد، والذكر جهاد, ولكن لا نقابل الخطأ بخطأ مثله، فلا نطالب بإلغاء الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام عن مناهجنا الدارسية وديننا دين الرحمة والسلام والخير، فينبغي أن نقدم أنموذج الرحمة للإنسانية التي ملت من الشعارات البراقة التي تحمل في طياتها السم والعنف، وأن لا نعمم الأحكام ولا نربط الإرهاب بالصالحين والمتدينين، فليس كل بيضاء شحمة، ولا كل سوداء فحمة، وأن نعرف أن من أنواع الإرهاب الفكر التي تمارس ضد الدين وقيمه وضد المرأة والشباب ومنها الإرهاب الإعلامي الذي تقذف شواظا من الرذيلة والإرهاب الصحي الذي يتمثل في نشر المخدرات وينبغي لنا أن نفرق بين المقاومة المشروعة والإرهاب وأن نعرف أخلاقيات الإسلام في الحرب الذي يمنع من قتل الطفل والمرأة والشيخ الكبير والراهب في صومعته وأنه ليس الدفاع المشروع ولا جمع الصدقات ولا السعى للأرامل والفقراء من الإرهاب في شيء، وأن نحسن الظن بشبابنا فهو على خير على العموم.
وشدّد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس على أهمية الفكر الآمن في صلاح المجتمعات واستقامة الشعوب.
وأضاف خلال محاضرة «الشباب والوسطية والفكر المتطرف » ، إن الفكر الآمن هو الطريق إلى استقرار الحياة وزوال الإرهاب، لأنه صمام الأمان لمجتمعاتنا وللعالم كله».
وقال فضيلته إن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ العقل، وفيه تسمو الأخلاق وأشار إلى أن الفكر الآمن هو قضية الساعة، لا سيما في أوقات الفتن، وتنطلق الصراعات العالمية من الفكر الضال المنحرف, وذكر أن التكفير والتفجير وعدم مراعاة حقوق الإنسان هو من نتاج الفكر الضال، وعدد السديس أسباب الفكر الآمن، مثل: التمسك بالكتاب والسنة، تقوى الله في السر والعلانية، العلم النافع، إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عمل الصالحات وفعل الطيبات، التربية السليمة للفرد والمجتمع، التزام منهج الوسطية والاعتدال، الإعلام الإسلامي النافع.
وبيّن فضيلته أيضاً اهم وسائل تحقيق الفكر الآمن، وهي: التمسك بالقرآن الكريم، الاجتهاد في طلب العلم من العلماء الثقات، السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف، مجانبة فكر التكفير، التربية الصحيحة في المنزل والمدرسة. وطالب بأن تروج وسائل الإعلام للفكر الآمن، «خصوصاً في هذا العصر الذي يلعب فيها الإعلام دوراً خطراً في توجيه الشباب ».
وأورد السديس ضوابط الفكر الآمن، وهي: أن يكون منبثقاً من الدين الحنيف ومعتقداتنا الصحيحة الراسخة، موائمته مع مقاصد الشريعة، تحقيقه لمنهج الوسطية والاعتدال، أن يحقق هذا الفكر للأمة وحدتها وتلاحمها، أن يحافظ على مقومات الأمة، نجاحه في تحديد هوية الأمة، أن يمتلك القائمون على هذا الفكر سلامة المعتقد، أن يكون طريقاً لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل.
وأشاد معاليه بكل تلك الجهود المباركة لرجال الأمن في حماية البلاد من مخاطر الإرهاب والدور الكبير من قبل وزارة الداخلية في الحفاظ على هذا الجانب وما تقوم به من جهودات ملموسة في قمع الارهاب وجذوره. وما توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في محاربة الأرهاب والفكر الظال واستتباب الأمن والأمان لهذا الوطن الغالي ولأبناء شعبه البررة، وأضاف: نحن في هذه البلاد في نعمة كبيرة، وأفراد الفئة الضالة يعتبرون نشازاً لا ينطبق فكرهم ومنهجهم على شباننا، مؤكداً ضرورة العناية بالتعليم، لأنه الركن الأساسي لإيجاد فكر آمن سليم.
وشدد على أهمية إشاعة ثقافة التسامح والوحدة بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم، ومعرفة آداب الحوار وضوابط الاختلاف بين المسلمين، لأن الحكمة ضالة المسلم»، مشيراً إلى أهمية العناية بالشبان في فتح المجالات أمامهم لملء فراغهم في النوادي والجامعات، وتهيئة الفرص الوظيفية لهم.
وطالب فضيلته الشبان بألا تأخذهم الحماسة لطلب الجهاد في تلك البلدان، موضحاً أن للجهاد ضوابط وشروطاً واضحة نصت عليها الشريعة الأسلامية وبينها علماء الأمة الاسلامية.
وختم معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السيديس بذكر جملة من وسائل المعالجة لهذا الفكر الضال ومنها "التسلح بسلاح العلم الشرعي، والتلقي عن العلماء المعروفين وتربية النفس، ونشر المساواة وروح التعاون، والبعد على التفرقة والتحزبات المقيتة، وقطع وسائل المغذية للفكر الإرهابي، ودور الأمن الفكري على أنه هو صمام الأمان وطوق النجاة في تربية الأبناء والشباب الأسلامي ونشأته النشأ الصحيح على الكتاب والسنة وهو مسؤولية الجميع, وتعزيز تحقيق المنهج الوسطي المعتدل التي جاءت به وأقرته الشريعة السمحة, وتحقيق الأمن الفكري الحقيقي وهو الجهاد الحقيقي لا الجهاد الوهمي الذي ظل فيه كثير من الشباب, العناية بالوسائل والقنوات المهمة ومنها البيت والأسرة والمسجد والمنبر ووسائل الإعلام والنوادي الإجتماعية والثقافية والفكرية ومواقع التواصل الإجتماعي, والإعلام الجديد حيث يجب معالجتها والتنبأ لها لما فيها من مخاطر جمة تكاد تغفل عن كثير من الشباب في غياب عن الرقيب, ودور لجان المناصحه الهام في هذا الجانب في تعزيز الأمن الفكري الصحيح, العناية بالأمن الفكري من خلال هذه اللقاءات وتحقيق وسطية الإسلام واعتداله من خلال وضع رؤية صائبة وثاقبة ومنهجية سليمة وأليات عمل وتنفيذ وبرامج محاور للشباب لإستقطابهم وملئ الفراغ الذي يعيشونه لان الانسان متى ما قصر في هذا الجانب أستهدف الأبناء والشباب وكانوا طعماً يسيراً للفكر الظال, وأن الوسطية تعتمد على الكتاب والسنة مقصد الشريعة وتحمل كل معاني الخير والرشاد والعدل وهو ما سار عليه سلف الأمة وسارت عليه هذه البلاد المباركة منذو عهد الأمام المؤسس يرحمه الله" إلى عهدنا الزاهر المعاصر في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ألى سعود يحفظه الله ويرعاه", وان المجافاة عنها باللغلو أو بالجفاء سبب للظلال والشرور المستطيرة والوقوع في وحل الهلاك والعياذ بالله, أن التيسير ورفع الحرج من أهم سمات الوسطية ومن أهم مقاصد الشريعة, أن هذه الشريعة تتميز بالاعتدال بالوسط والمنهج والعبادات والاعتقادات والرؤئ والتصورات واصحابها هم أصحاب الصراط المستقيم في جميع المجالات من فكر ومجالات المرأءة ومجالات إستثمار انتقال العصر فهي نور وسط ظلمات الفتن , يجب أن يكون المسلم وسطياً يحقق المصلحة ويذرئ المفسدة, أن الإعتصام بالوسطية هو حبل النجاة وسط التيارات المنحرفة والفتن الظالة, أن الوسطية تحمل معاني خيرية أوضحتها الشريعة الإسلامية وكذلك جعلناكم أمة وسطا, أن التشدد والغلو والتطرف يؤديان الى نتائج وخيمة وعواقب وبيلة في العاجل والأجل على الأوطان والمجتمعات والبلاد والعباد, أن الوسطية مرونه وقوة بخلاف التشدد والغلو بأنه شئم وهلاك وكذلك ألعنف أن وسطية الإسلام عبر التاريخ سببا من أسباب صموده على طول الزمن ضد محاولات النيل منه والنيل من أهله, أن الوسيطة والأمن الفكري حصن حصين وملاذ مكين للشباب من الافكار الظالة والمنحرفة, أن للأسرة والبيت والأبوين دور كبير في التربية القائمة على منطلقات شرعية والتي تعمق معنى الوسطية لدى الجيل والنشا والشباب عظم مسؤوليات المدرسة والمسجد والمنبر ووسائل الإعلام في القضاء على الغلو والتشدد والتطرف والفكر والإرهاب وذلك بنشر وسطية الإسلام السمحة ومعناها وتعميقه من خلال القنوات المختلفة, أن لزوم الجماعة وبيعة الإمام وعدم الخروج على ولاة أمور المسلمين سببا من أسباب تحقيق المنهج الصحيح للوسطية وعلاجأ للانحرافات الفكرية, أن وسطية الفكر تؤدي إلى حسن التصرف وسلامة السلوك من الإنحراف وتفتح أبواب الحوار والتسامح والتعايش, إن الجهل والتعصب والهوئ أهم المعوقات في سبيل تحقيق الوسطية وكذلك التحزب وعلاجها يكون تحت مظلة الإسلام العامة والاعتصام بالكتاب والسنة, يجب ضرورة توعية أفراد المجتمع يهذه القضية وفئة الشباب خاصة بقضية الإعتدال والوسطية والأمن الفكري ومعالجة خطورة الفكر المتطرف بالطرق الهادفة والصحيحة لأن الفكر لا يعالج إلى بالفكر ولا بد من الوقفات الحازمة تجاه ذلك, استنهاض همم وعزائم العلماء والدعات المخلصين والمفكرين والمثقفين وحملت الأقلام ورجالات الاعلام والصحافة لوضع خطط صحيحة وسلمية في تحقيق هذا النهج الصحيح في تحصين للأمه من الأفكار المنحرفة وقمع الفكر الظال, تشكيل مجالس تنسيقية بين القطاعات الحكومية والأهلية تهدف إلى التكامل والتكاثف في رعاية هذه القضية والتعاون لتوعية الشباب واتاحة المجالات والفرص الوظيفية لهم واستثمارهم علمياً وعملياً في خدمة دينهم ووطنهم, عقد الندوات والمؤتمرات الدورية لتوعية المجتمع بأهمية الوسطية والاعتدال, انشاء قناة فضائية مختصة تعمل على نشر منهج الوسطية والاعتدال والتعريف به وكذلك العمل على طباعة ونشر الكتب التي تحارب التعصب والغلو وتدعوا الى الوسطية, العمل على إخراج موسوعة في وسطية الاسلام وعدله اسهاما في بث الوعي الفكر في الأمة وترجمتها بشتئ اللغات وبيانها للعالم أجمع في مخاطبتها للأمتين العربية والاسلامية, التعاون مع الأندية الأدبية والثقافية والجامعات العلمية والجهات ذات العلاقة في تعزيز ونشر مفهوم الوسطية والإعتدال وقمع الفكر الظال.
وعلى العلماء أن يبنوا طريق الحق للشباب، وان يصبروا عليهم، وضبط الفتاوى، وأن لا تترك الفتاوى بلا زمام وختام، والاهتمام بمقاصد الشريعة، وإرجاع المتشابهات إلى المحكمات، والجزئيات إلى الكليات، والعناية بفهم العلم على فهم سلف الأمة، ومحاربة الغلو، والإرهاب، والإرهاب المضاد، والإرهاب ضد الدين، والتلفت من الدين، والعناية بالأمن الفكري، والوضوح والشفافية في الطرح، وتحرير المصطلحات ، وتصحيح المفاهيم المخلوطة، وعدم الخبط فيها. ورعاية النشء والشباب من جهتين وقائية وعلاجية، والتأكيد على أخلاق النبوة، وإبراز رسالة الإسلام، وترك الذنوب والمعاصي، الرفق في العلاج, بعدها اجاب فضيلته على مداخلات الحضور.
وفي نهاية محاضرته شكر معالية القائمين على هذا اللقاء.
بعدها قدم سعادة الأستاذ الدكتور حامد بن صالح الربيعي رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي درع تكريمياً لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السيديس على هذه المحاضرة القيمة والتي حملت عنوان ( الشباب والوسطية والفكر المتطرف).
جديراً بالذكر أن الملتقى سيستمر لمدة أربعة أيام على التوالي من الفترة الرابع والعشرين وحتى السابع والعشرين من هذا الشهر بمشاركة عدد من طلاب وطالبات مدارس البنين والبنات وجامعة أم القرى وسيختتم الملتقى بحوار مفتوح لمعالي مدير جامعة ام القرى ومير عام الأمن الفكري بوزارة الداخلية ومدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة مع الطلاب وذلك عند الساعة التاسعة من مساء يوم الأربعاء القادم الموافق 27 من الشهر الحالي رجب بفندق الشهداء بمكة المكرمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.