عام / الدكتور العيسى: رابطة العالم الإسلامي تنفذ برامج متنوعة لترسيخ قيم الوسطية والتصدي لتيارات الغلو والتطرف / إضافة أولى وأكد أن الوسطية والاعتدال في فهم الإسلام وتطبيقه سِمة واضحةٌ في وجدان الأمة الإسلامية، تمسكًا بهدي الكتاب والسنة، وتأسّياً برعيل الأمة الصالح في مواجهة شذوذات الأفكار والرؤى المنحرفة حول الإسلام والإنسان والمجتمع، (وَكذلِكَ جَعَلْناكُم أمّةً وسَطا). وذكر أن الجامعات هي الحاضن العلمي والفكري المؤثر في بناء حضارة الأمم والمجتمعات ونهضتها وتنميتها، ويناط بها إصلاح المعارف الدينية وتجديدها، وإيجاد الحلول الفقهية في النوازل العصرية، وحفظ الهوية الإسلامية وتعزيزها، ونشر القيم والأخلاق الحميدة. وشدد على أن "الوسطية الإسلامية" هي ركيزة أساسية لسلامة الفكر من الانحراف أو الخروج عن الاعتدال المعتبر في فهم الأمور الدينية والسياسية والاجتماعية، وهي ما يحفظ الدين والكيان العام للأمة، ويحقق الأمن والطمأنينة والاستقرار. وأفاد البيان أن الإسلام بوسطيته المتوازنة، وقيمه السمحة، وأحكامه العادلة، ونظمه الشاملة، وتجربته الحضارية الفريدة، قادر على تقديم الحلول للمشكلات المزمنة للمجتمعات الإنسانية واستنقاذها من التردي الأخلاق والتفكك الاجتماعي الذي طبعتها به المظاهر المادية والانحرافات الثقافية والسياسية. وأشار إلى أن المسؤولية العظمى في نشر الوسطية الإسلامية تقع على عاتق العلماء والدعاة ورجال التربية والتعليم والإعلام، توعية للنشء، وإظهاراً للحق، وأن التعرف على الإسلام يكون من خلال أصوله الصحيحة وعلمائه المعتبرين، بعيداً عن الدعايات المغْرضة والصور النمطية وأطروحات التطرف الفكري. وبين أن قوى التطرف تهدف إلى إضعاف المرجعية الإسلامية للعلماء والمفتين، بترويج الإشاعات التي تُغري بالتطاول على العلماء، والتحوّل عن نهجهم إلى اتّباع أدعياء العلم الذين تجاسروا على الفتوى بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير. وأهاب البيان بالمؤسسات العلمية والنخب الثقافية إلى استلهام الدروس من الماضي في صناعة مستقبل واعد بترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال وتنزيله على مستجدات العصر ونوازل الوقت. ودعا رابطة العالم الإسلامي إلى التعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الرسمية والشعبية في إندونيسيا، لتنفيذ برامج مشتركة هدفها غرس مبدأ الوسطية في الأجيال الصاعدة علما وفهما وممارسة، وترسيخ قيم الإسلام العليا الداعية إلى الإحسان في كل شؤون الدين والدنيا. // يتبع // 15:32ت م
عام / الدكتور العيسى: رابطة العالم الإسلامي تنفذ برامج متنوعة لترسيخ قيم الوسطية والتصدي لتيارات الغلو والتطرف / إضافة ثانية وأكد على أهمية تطوير الخطاب الديني بما يراعي فوارق الزمان والمكان والحدث، ويتلاءم مع ثوابت الإسلام، ويعالج مشكلات المجتمعات المعاصرة، بعيدًا عن الانفعال وردّات الفعل الآنية التي تغفل عن الآثار البعيدة، وأخذ زمام المبادرة في جميع القضايا النازلة بتقديم رؤى إسلامية أصيلة ورصينة تحقق المصالح للأمة. كما أكد أهمية تشجيع البحوث والدراسات التي تؤصل لمبدأ الوسطية في الإسلام وتبرز أهميته، وتسعى للتعريف به ونشره بين الحضارات، وتفنيد شبهات المتطرفين ممن يحملون أفكارا مختزلة أو منحرفة تتعارض مع محكمات الفقه الإسلامي ومقاصد الشريعة. ونبه من تيارات الغلو والتطرف، داعيًا إلى مواجهتها وكشف جنايتها على الإسلام والمسلمين، وتحصين الشباب من أخطارها بنشر ثقافة الوسطية والاعتدال والحوار، والنأي بهم عما يؤجج الفتن بين المسلمين، ويثير عداء الآخرين للإسلام وحضارته وأبنائه. وقدم المشاركون في المؤتمر مجموعة من المشروعات والبرامج العلمية والتربوية الفاعلة الهادفة إلى غرس الاعتدال الفكري لدى كآفة المسلمين، وقطع الطريق على مناهج الانحراف والتطرف الملفقة على الإسلام وشريعتها، وتكرس قيم الوسطية في المجتمع، وتحفّز أبناءه على تنمية أوطانهم، والعمل على تحقيق أمنه ورخائه واستقراره. وناقشوا في المؤتمر دور الجامعات الإسلامية وأثرها في معالجة التحديات والمشكلات التي تتعلق بالوسطية علما وفكرا وخطابا، وكيفية بناء المنهج الوسطي ، وإشاعة آداب الاختلاف بين المسلمين، وسبل تعزيز ثقافة التعايش الإيجابي في المجتمع تحقيقا للمصالح ونفيا للمفاسد. واستعرضوا البحوث وأوراق العمل المقدمة فيه، مؤكدين على أهمية تمثل الوسطية في واقع الأمة المسلمة تعريفا وبيانا وتطبيقا والتزاما، وتعميق البحوث والدراسات في موضوعاتها خصوصا في الجانب التطبيقي العملي. // يتبع // 15:32ت م
عام / الدكتور العيسى: رابطة العالم الإسلامي تنفذ برامج متنوعة لترسيخ قيم الوسطية والتصدي لتيارات الغلو والتطرف/ إضافة ثالثة واخيرة وشددوا في توصيات خرجوا بها من المؤتمر على أهمية بيان أصول الوسطية ومعالمه وتطبيقاته مؤصلة ومحررة لتخرج برامجه بعيدة عن الموسمية والعفوية والسطحية، وتشجيع جميع المبادرات الفاعلة في التعريف بمبادئ الإسلام وقيمه الصحيحة. وأهابوا بتعاون الهيئات في رابطة العالم الإسلامي مع الجامعات والمؤسسات التعليمية والاجتماعية في إندونيسيا لمساعدة المسلمين في جنوب شرق آسيا على مواجهة تحديات الجهل والفقر والمرض، وتقديم منح دراسية لنخبة من طلابها، ومشروعات تنموية تسهم في تحسين أحوال المسلمين وتكفل لهم حياة كريمة. كما أهابوا بالملتقيات العلمية والدعوية والفكرية إلى قصر الانتماء إلى "الإسلام" بمعناه الجامع لكلمة المسلمين، ورفض دعوات التصنيف والإقصاء تحت أي شعار ينتحل اسم ووصف الإسلام الجامع، محذرًا من الأبعاد الخطيرة لهذا الانجرار السلبي في ظل الأخطار المحدقة بسمعة الإسلام التي تستدعي تضافر الجهود لإبراز حقيقة اعتداله وسماحته، مع ترسيخ الإيمان بالسنة الكونية في الاختلاف والتنوع والتعددية. وشكر المشاركون في المؤتمر رابطة العالم الإسلامي على ما تبذله من جهود مباركة في تحقيق السلام العالمي ومد جسور التعاون الإيجابي بين المسلمين وبقية الأديان والحضارات، معربين عن أملهم في إقامة المزيد من المناشط والبرامج التي تعزز الوسطية والاعتدال في المجتمعات المسلمة.