تعزيز اعتماد التكنولوجيا الرقمية ودعم المدن المستدامة بالمملكة برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام الذكاء الاصطناعي أكد المتحدثون في جلسة "الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من شركات ناشئة إلى شركات تعاونية" التي عقدت ضمن أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي قدر بحوالي 65 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن يصل إلى 15 ترليون دولار بحلول عام 2030م. وشارك في الجلسة العضو المنتدب والرئيس العالمي الفخري لمجموعة بوسطن الاستثمارية الدكتور هانس بول، ومؤسس شركة إعمار ونون دوت كوم محمد العبار، ورئيسة قطاع التكنولوجيا والإعلام بصندوق الاستثمارات العامة شهد العطار. وأشار المتحدثون إلى أهمية تعاون الشركات الناشئة لتوظيف الذكاء الاصطناعي لتطوير الإمكانات ومواكبة النمو العالمي في هذا المجال، إضافة إلى كيفية ضمان استفادة البشر والمدن والنظم البيئية والمجتمعات من الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وتطرقوا إلى كيفية استثمار الشركات والصناديق الاستثمارية والمؤسسات في شركات التقنيات والذكاء الاصطناعي، وما يضفيه من فائدة على المستوى الاقتصادي. وتناولوا في مداخلاتهم تحديات البحث والنشر التي تواجهها الشركات في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي، إضافةً إلى استعراض الحلول والأساليب التي استخدمت لمواجهة المشاكل التي تمت في السابق. وفي جلسة حوارية حول البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، أفاد الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية المهندس عليان الوتيد أن الذكاء الاصطناعي ساعد في تحسين مستوى اتخاذ القرارات المناسبة على مستوى الشركة واستثماراتها، والعمل بشكل أفضل في تقديم منتجات الشركة من خلال توظيف التقنية والمواهب والمهارات لتحقيق أهدافها. وأوضح الوتيد أن الأطر التشريعية حاليًا في المملكة العربية السعودية تواكب الركب في مجال التقنية الذي يتطور بشكل كبير وسريع، وهذا يعد دعمًا كبيرًا جدًا لمختلف سلاسل القيمة للتقنية والذكاء الاصطناعي لنكون قائدين على المستوى العالمي. من جهة اخرى أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" ومنصة جوجل كلاود للحوسبة السحابية ومؤسسة "كلايميت إنجن" للأبحاث المناخية، عن إطلاق البرنامج العلمي لاستشراف الأرض، الذي سيسهم في مواجهة التحديات البيئية والمائية والزراعية الناجمة عن تغير المناخ، ويمهد الطريق أمام "سدايا" والوزارة لتقودا معاً الجهود المناخية باستخدام الذكاء الاصطناعي. جاء ذلك خلال أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض في الفترة من 13 – 15 سبتمبر الجاري. ويعتمد البرنامج على تقنيات معالجة البيانات الأرضية والذكاء الاصطناعي لتوفير حلول الاستدامة لمعالجة مخاطر التغير المناخي وتعزيز حماية البيئة على مستوى المملكة والمنطقة، مركزًا على خمسة جوانب لتأمين بيئة أكثر قابلية للاستدامة، بحيث يتم التعامل معها على مراحل: الحفاظ على البيئة، مراقبة التلوث، الزراعة المستدامة، حماية المناخ والطبيعة، والأمن المائي والغذائي. ومن المقرر أن يُعتمد في المرحلة الأولى من البرنامج على البيانات المحصلة من مراقبة الأرض والمرئيات المناخية المتوفرة من محرك جوجل إيرث لقياس الأثر المائي على الغطاء النباتي والزراعة على مستوى البلاد والمنطقة، وستتولى شركة جوجل كلاود وكلايمت إنجن تدريب علماء الأرض وعلماء البيانات في "مركز الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة" حيث تشترك "سدايا" مع وزارة البيئة والمياه والزراعة في إطلاق أول مركز للأبحاث والتطوير المتعلقة بالاستدامة في المملكة والشرق الأوسط. وسيستخدم المركز تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير حالات استخدام عالية الأثر ونقل المعرفة من خلال سلسلة من الدورات التدريبية وورش العمل، فيما تقوم شركة جوجل كلاود وكلايميت إنجن بتطوير منصة للمركز بواجهات مستخدم متعددة، تستعرض دراسات الحالات البيئية السابقة في مجالي المياه والزراعة، كما ستمكن العلماء لدى سدايا والوزارة من تطوير مزيد من حالات الاستخدام بالاستفادة من حزم البيانات وأدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة عبر المنصة. وبهذه المناسبة أعرب معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي عن سعادته بهذه الشراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي وشركة Google Cloud، مؤكدًا أن المركز سيكون داعمًا لتنفيذ مبادرات إستراتيجية التحول الرقمي لمنظومة البيئة، وأيضًا ممكنًا لإستراتيجية قطاعات البيئة والمياه والزراعة، حيث تسعى الوزارة إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات والخدمات والمبادرات التي تساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المملكة. من جهته قال معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي: إننا بصدد إطلاق البرنامج العلمي لاستشراف الأرض تحت مظلة مركز الذكاء الاصطناعي في البيئة والمياه والزراعة بقيادة المركز الوطني للذكاء الاصطناعي ووزارة البيئة والمياه والزراعة ومن شأنه الدفع قدماً بالتحرك حيال التغير المناخي في المملكة وغيرها بناء على المرئيات المتأتية من أحدث التطورات في مجال البيانات والتعلم الآلي. ومن جهته، قال رئيس إدارة القطاع العام للشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى جوجل كلاود إيلي طبشوري: إن البحوث العلمية المتعلقة بالتغير المناخي مثقلة بالبيانات ومعتمدة بشكل متزايد على الحوسبة السحابية، لذا فإن حلول الاستدامة تساعد الحكومات على الوصول إلى فهم أفضل للمخاطر المناخية وإصدار التقارير بشأنها والإعلان الصادق والموثوق عن الأثر البيئي. ويستفيد البرنامج العلمي لاستشراف الأرض من منصة محرك جوجل إيرث الشاملة ببياناتها وتحليلاتها العلمية للأرض، وسيدعم البرنامج جهود المركز الوطني للذكاء الاصطناعي ووزارة البيئة والمياه والزراعة لتقييم المخاطر المتعلقة بالمناخ وزيادة المرونة في تطبيق التقنية في مواجهة أهم التحديات البيئية في المملكة. من جانب آخر أعلنت شركة هانيويل عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة تقنية إنترنت الأشياء، المشروع المشترك بين صندوق الاستثمارات العامة ومجموعة شركة الاتصالات السعودية، بهدف دعم مجالات المدن المستدامة ومنصات الخدمات اللوجستية والتقنيات التي تقود مسيرة التحول الرقمي في المملكة. ووُقِّعت المذكرة خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثانية التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض. وتتمحور المذكرة حول دعم الأهداف ذات الصلة بتطوير المدن الذكية ودعم اعتماد التكنولوجيا في المجتمع بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030، كما تمهد الطريق أمام هانيويل في رحلتها نحو تطوير مشاريع إنترنت الأشياء في السعودية من خلال الاستفادة من باقتها المبتكرة لحلول المدن، منصة إنترنت الأشياء القائمة على الذكاء الاصطناعي والقادرة على دمج البيانات الواردة من مُختلف أنظمة البنية التحتية الحيوية في المدينة. وتتيح هانيويل للمجتمعات إمكان توسيع نطاق الباقة لقياس استهلاك الطاقة في مختلف المنشآت والمرافق التي تمتلكها المدينة.وتعمل هانيويل مع شركة تقنية إنترنت الأشياء لاستكشاف فرص نشر منصة موفيلايزر، برنامج السحابة المخصص للعمليات الميدانية وزيادة ربحية الشركات في القطاع اللوجستي والمجالات الأخرى المتعلقة به. من ناحية اخرى أطلقت وزارة الصحة والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" النموذج الأولي لبرنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي خلال الجلسة الحوارية التي عُقِدت بعنوان "تصور النظام البيئي لاعتماد الذكاء الاصطناعي" خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي. وتناول مساعد وزير الصحة الدكتور محمد العبدالعالي في الجلسة الحوارية التوجيهات السامية من القيادة الحكيمة للعناية بصحة المواطنين والمقيمين بوصفه ضمن الأولويات الوطنية لرؤية المملكة 2030، مستعرضًا التطور المستمر الذي يشهده قطاع الصحة في المملكة من عمليات التحول الرقمي التي حسنت الكثير من الخدمات الصحية. وأوضح الدور الكبير الذي تلعبه البيانات والذكاء الاصطناعي في مشاريع التحول بالقطاع الصحي ودعم البرامج الصحية والبرامج الوقائية والتشغيل بشكل عام، مشيرًا إلى أن برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي سيعمل على تحسين جودة التشخيص ورفع مستوى دقته وزيادة كفاءة الأطباء، مما سيؤدي الى زيادة عدد الفحوصات للشريحة المستهدفة وفرص اكتشاف المرض في مراحل مبكرة، ما سوف يسهم -بمشيئة الله- في الشفاء والتعافي التام بنسبة كبيرة. وقدم الدكتور العبدالعالي عرضًا للدور الكبير الذي يقوم به مركز التميز في الذكاء الاصطناعي بقطاع الصحة بالتعاون مع "سدايا" والشراكة الإستراتيجية لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي التي تخدم مجالات صحية متعددة، مبينًا أنه سيدعم الأبحاث الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات فيما يتعلق بالأبحاث الطبية والتقنيات الحيوية إلى زيادة المحتوى المحلي عن طريق المشاركة والدعم في تطوير وتبني التقنيات المتطورة التي تخدم القطاع الصحي، ومشاركة التقنيات والتجارب الرائدة بين الأطراف. وأفاد أن المركز سيعزز من صقل وتطوير مهارات القدرات الوطنية من شباب وشابات الوطن وإكسابهم مهارات علمية وعملية، مما سيسهم في سد الفجوات المهنية والدخول في المنافسة على الوظائف والتخصصات المرتبطة بعلم البيانات والذكاء الاصطناعي. من جهته، قال المشرف العام على المركز الوطني للذكاء الاصطناعي الدكتور ماجد بن محمد التويجري: "إن (سدايا) تسعى إلى تعزيز ريادة المملكة في مجال البيانات والذكاء والاصطناعي في مختلف المجالات، ومواصلة إطلاق المبادرات والبرامج مع العديد من الشركاء من القطاعات الحكومية، مما يؤكد المضي بخطى متسارعة نحو الوصول إلى هذا الهدف؛ تحقيقًا لتطلعات وتوجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي تركز على تعزيز التكامل الحكومي بما يخدم التنمية ويحقق أهداف رؤية المملكة 2030". ونوه بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الصحة ومستشفى صحة الافتراضي في تحقيق أعلى مستوى للرعاية الطبية، متطلعًا إلى أن يُسهم مركز التميز للذكاء الاصطناعي في قطاع الصحة في دعم الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة للمحافظة على صحة سلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها. إطلاق برنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي مذكرة تفاهم لتعزيز اعتماد التكنولوجيا الرقمية الحافلة الروبوت ذاتية القيادة تجذب انتباه الزوار