قتل 49 جندياً أرمينياً على الأقل الثلاثاء في مواجهات حدودية هي الأكثر دموية مع أذربيجان منذ الحرب بين الدولتين الواقعتين في القوقاز في 2020، حسبما أعلنت يريفان. ويأتي اندلاع أعمال العنف في الوقت الذي تنشغل فيه روسيا، الحَكَم التقليدي في المنطقة، بهجومها العسكري في أوكرانيا. وقال باشينيان في خطاب أمام البرلمان في يريفان "حتى الساعة، لدينا 49 (جندياً) قُتلوا وللأسف ليس هذا العدد النهائي". وتواجهت أرمينياوأذربيجان، الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان المتنافستان في القوقاز، في حربين خلال العقود الثلاثة الماضية حول السيطرة على ناغورني كاراباخ. واندلعت الحرب الأخيرة بين البلدين في العام 2020. ويعكس القتال الجديد الذي اندلع في الليل مدى تقلّب الوضع، بينما يُهدّد أيضاً بعرقلة عملية السلام. واعترفت أذربيجان بوقوع "خسائر" من دون إعطاء عدد محدد. من جهته، شجب باشينيان "عدوان" باكو، داعياً المجتمع الدولي إلى الرد، خلال محادثات أجراها مع عدّة قادة أجانب من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال أمام البرلمان الأرميني "بهذا التصعيد، تقوّض أذربيجان عملية السلام" الجارية بين يريفان وباكو بوساطة روسية. وأضاف أن حدّة القتال "انخفضت" في الصباح، بعدما اندلع بعد وقت قليل من منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء. * تصعيد- أعلنت روسيا أنها تفاوضت على وقفٍ لإطلاق النار يفترض أن يطبق منذ صباح الثلاثاء، لوضع حدّ للاشتباكات الدامية التي اندلعت بين أذربيجانوأرمينيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نتوقّع أن يتم احترام الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، بعد وساطة روسية لوقف لإطلاق النار ابتداءً من الساعة التاسعةً بتوقيت موسكو"، معربة عن "قلقها البالغ بشأن التدهور الحاد في الوضع". وفي وقت سابق، أشارت وزارة الدفاع الأرمينية إلى أن "المعارك" اندلعت صباح الثلاثاء في عدة نقاط حدودية، بينما تسعى قوات باكو إلى "التقدّم" داخل الأراضي الأرمينية. ورغم أنّ الاشتباكات بين البلدين تقع بانتظام منذ نهاية حرب 2020، على طول حدودهما المشتركة، إلّا أنّ مواجهات الثلاثاء تشكّل تصعيداً. ويتبادل البلدان الاتهامات بشأن المسؤولية عن هذه التطورات. وتتهم أذربيجانأرمينيا بارتكاب "أعمال عدائية واسعة النطاق"، مشيرة إلى أن قذائف الهاون تسبّبت ب"خسائر" في صفوفها. من جهتها، اتهمت أرمينياأذربيجان ببدء الأعمال العدائية عبر "قصف مكثّف" لمواقعها في اتجاه مدن عدّة مثل غوريس وسوتك. * الولاياتالمتحدة "قلقة" - أعربت الولاياتالمتحدة خلال الليل عن "قلقها البالغ"، داعية إلى وقف فوري للقتال بين باكو ويريفان. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع". من جهتها، دعت تركياأرمينيا إلى "التوقف عن استفزازاتها ضدّ أذربيجان والتركيز على مفاوضات السلام". كذلك، أعلن قصر الإليزيه أنّ "فرنسا ستعرض الوضع على مجلس الأمن الدولي الذي تتولى رئاسته حالياً"، وذلك بعد محادثة هاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وباشينيان. من جهته دعا الاتحاد الاوروبي الى وقف الأعمال العدائية بين ارمينيا واذربيجان. لا تزال العلاقات المعقّدة تاريخياً بين يريفان وباكو تتوتّر بسبب النزاع على ناغورني كاراباخ، وهي منطقة تقطنها غالبية أرمينية، انفصلت عن أذربيجان بدعم من أرمينيا. وبعد حرب أولى أسفرت عن 30 ألف قتيل مطلع التسعينات، تواجهت أرمينياوأذربيجان في خريف العام 2020 حول ناغورني كاراباخ. وأسفرت الحرب الأخيرة عن مقتل نحو 6500 شخص وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية. وتنازلت يريفان عن أراضٍ كبيرة لأذربيجان، كجزء من الاتفاق مع أذربيجان الذي تضمّن أيضاً نشر قوات حفظ سلام في ناغورني كاراباخ. ونُظر إلى هذه النتيجة على أنها إذلال في أرمينيا حيث يطالب عدد من أحزاب المعارضة باستقالة باشينيان منذ ذلك الحين، متهمين إياه بتقديم الكثير من التنازلات لباكو.