بداية يقال: الكل يعترف ويعرف أن الشاعر نفسه يحدد مستوى قصيدته، ويعرف بالضبط أين يقع ترتيبها من قصائد غيره. كما أن معظم الشعراء قالوا قصائدهم بالسليقة، فالأساس لديهم الموهبة والاستعداد فعبروا عن الشعور والإحساس بالشعر كما يعبر غيرهم بالنثر، وفي الوقت نفسه كل شاعر يرى أنه قال شعراً تكاملت مقوماته وقبوله، وقلت عيوبه، والتزم أثناء نظمه بما يميزه كشعر من وزن وأسلوب وقافية وصور فنية بحسب ما استقاه وعرفه.. إلخ. لكن لو اطلع على قول الناقد، وتنبيهات المتذوق، واستقبل الملاحظة وتفقد ما غاب عنه فلربما اتسع الأفق أمامه وصار إلى الجودة والمعرفة أقرب خارجاً عن صندوق محيطه مطلاً على الآفاق، وربما نقد شعره السابق واهتم باللاحق. ومما ينبه له في بناء القصيد: الحرص على وحدة الموضوع والفكرة، واستقلال البيت وصورته الفنية، أو اشتراكه بانسيابية وتوافق لا تنافر، وأما ما يتكرر في الأبيات من عبارات وكلمات حتى ولو كثرت، فإن الشاعر يحولها بمهارته من السلبية إلى الإيجابية، ويحفز المتلقي بها لتلفت انتباهه وتتأكد أهميتها. وأما الإطالة فينافس بها متى ما تجدد محتواها ووضح المعنى وتنوعت الكلمات الشعرية والعبارات المنتقاة التي ليس فيها نشاز ولا انحطاط، ويخلي قصيدته من الاستفزاز المذموم والعنصرية والسقوط في المهاترات والسوقية.. إلخ. وتؤخذ هذه من طول الممارسة والخبرات، فهي أساس في تطوير كل عمل وصقل كل موهبة. وهذا ملاحظ في الفوارق بين أول ما نظم الشعراء وآخر قصائدهم، فأثر التجربة بين ولكن الناقد يختصر الكثير من التجريب والجهد والوقت.. ولتتضح الصورة في مجال تكرار الكلمة أو العبارة، نورد هنا تكراراً جعل منه الشاعر محوراً يؤكد فيه على مقصد نبيل، رغم أن التكرار في بعض الأحيان ضعف، لكنه هنا جمال وحكمة وتأكيد يلفت انتباه المتلقي ويرفع من مستوى القصيدة: يقول الشاعر دسمان مناحي السبيعي: لبيك لبيك ياصوت يناديني لبيك من بدة القاصين والداني لبيك لبيك من قلبي ملاييني لبيك لبيك ثم لبيك بلساني ماهوب لبيك ياصوت المزاييني لبيك ياصوت أبويه يوم ناداني كفي لك فراش ولحافك هدب عيني مادام أنا حي تامرني وتنهاني يا بوي مافيه شىء عنك يلهيني طاعتك من طاعة اللي سن الاحساني إن مت قبلي بكيتك لين توحيني وإن مت قبلك فلا تبكي على شاني ويقول الشاعر محمد الدحيمي، في قصيدته المعروفة والمعروف بشاعر قصيدة تكفى: علم العفا و عفاك يا وافي الكيل بساطة أبشّرك في خير وعفا نكفي بعضنا و نتكافى على الشيل واللي تعب من الحطّ والشيل يكفى من ذاق حرّ القايلة يعشق الليل ومن شبّ ضّوه ليلة البرد يدفا لاعاد ليلٍ ٍ كنت به في حرى سهيل وخايلت نوضٍ يخطف العين خطفا امسيت من جيل ٍ ولا هوب ذا جيل واصبحت والاّ ديرتي شبه منفا كنّا على فال الشحم والمعاميل ونفوسنا انقى من نقى العدّ واصفا وانا ولو راحت بقولة : تساهيل صلف وصروف الوقت تحتاج صلفا ياترج جدّاني زحول الرجاجيل يحرم فلا لي عنك ياترج مقفا إمّا لطمنا العيل والاّ الطم العيل مادام شبّ النار مندوب الاطفا خل ابرهه الأشرم على ذمّة الفيل وانظر لشيٍ مايوصفّه وصفا ياذيل والله ماتجي راس ياذيل علمٍ ماهو يغبى ولاهوب يخفا واللي حما بيته بطيرٍ ابابيل ماجيتك ادوّر لمن راح واقفى ولا جيتك اطلب منك بن ٍ ولا هيل جيتك وجرح الظلم غاديه يشفا جيتك بكلمة كنّها صعقة الويل إن قلت تكفى لا تهاون بتكفى تكفى تراها كلمةٍ تقطم الحيل لا بالله الا تنسف الحيل نسفا تكفى ماهي لمعقبين الفناجيل تكفى لصلف وعادة القرم صلفا تكفى ترى تكفى لها هدرة السيل في صدر حرًّ ينتف الطيب نتفا تكفى ترى تكفى لها تسرج الخيل إن كان لك بالخيل سرج ٍ و عسفا تكفى تبيّن كلّ لاشٍ وحلحيل تسمع لها بالصدر هبدٍ ورجفا تكفى وتكفى ماتساق لمهابيل تكفى تخلي القرم لاشٍ وهطفا تكفى تجنّبني هل القال والقيل مانيب من ينكف على كل ملفا تكفى تراني من قروم ٍ مشاكيل حمّاية الساقه بسيفٍ وشلفا تكفى ترى تكفى تهز الرجاجيل ولولا صروف الوقت ما قلت تكفى دسمان السبيعي محمد الدحيمي