ارتفعت حصيلة الزلزال القوي الذي ضرب إقليم سيتشوان الجبلي في جنوب غرب الصين وبلغت شدّته 6,6 درجات، إلى 46 قتيلًا، بحسب بيانات جديدة نقلها التلفزيون الرسمي... وهو الزلزال الأقوى في المنطقة منذ عام 2017. وأوردت قناة "سي سي تي في" الصينية الرسمية أن سلطات مدينة يان القريبة من مركز الزلزال، تحدثت عن 17 قتيلًا، فيما أفادت سلطات منطقة غارزي المجاورة عن 29 قتيلًا. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلا عن تصريحات صحفية أدلت بها السلطات المحلية أن 46 شخصا قُتلوا في الزلزال. وأفاد التلفزيون الرسمي بأن انهيارات أرضية ألحقت أضرارا ببعض الطرق والمنازل بالقرب من مركز الزلزال، بينما انقطعت الاتصالات في منطقة واحدة على الأقل. ولم ترد تقارير عن تضرر سدود أو محطات للطاقة المائية في محيط 50 كيلومترا حول مركز الزلزال على الرغم من أن الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء في الإقليم أثرت على الإمدادات لنحو 40 ألف مستهلك. وقال مركز شبكات الزلازل بالصين إن مركز الزلزال كان في بلدة لودينغ التي تقع في المنطقة الجبلية على بعد 226 كيلومترا جنوب غربي تشنغدو. ويتواتر وقوع الزلازل في سيتشوان في جنوب غرب الصين، خاصة في المناطق الجبلية في غرب الإقليم، وهي منطقة نشطة زلزاليا بمحاذاة الحدود الشرقية لهضبة التبت التي تعرف أيضا باسم هضبة تشينغهاي-التبت. وكانت لورا لو، التي تعيش في تشنغدو، وهي مدينة يسكنها 21 مليون نسمة، في طريقها إلى المجمع السكني الذي تقيم فيه عندما رأت أشخاصا يهرعون مذعورين إلى خارج المباني الشاهقة التي يقيمون فيها بعد تلقيهم تحذيرات على هواتفهم من حدوث زلزال. وقالت لورا، وهي مستشارة علاقات عامة، لرويترز "كان هناك كثير من الناس في حالة فزع لدرجة أنهم انخرطوا في البكاء". وأضافت مشيرة إلى لحظة بدء الزلزال "جميع الكلاب بدأت في النباح. للحق كان الوضع مخيفا للغاية". وذكرت وكالة خدمة الصين الإخبارية أن الزلزال كان قويا في لودينغ لدرجة أنه كان من الصعب على بعض الناس الوقوف بثبات في حين ظهرت الشقوق في بعض المنازل. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنوارا تتأرجح بينما يندفع الناس للخروج من المباني إلى الشوارع. وأعلنت حكومة إقليم سيتشوان أن أكثر من 30 شخصا لقوا حتفهم. ومن بين الوفيات أربع حالات على الأقل في لودينغ. وذكر التلفزيون الرسمي أن 39 ألف نسمة يعيشون في محيط 20 كيلومترا حول مركز الزلزال، و1.55 مليون إجمالا في محيط 100 كيلومتر. وهذا أقوى زلزال في سيتشوان منذ أغسطس آب 2017 عندما هز زلزال بقوة سبع درجات مقاطعة أبا. ووقع أقوى زلزال سُجل في سيتشوان في مايو أيار 2008، وكان بقوة ثماني درجات ومركزه في ونتشوان، وتسبب في مقتل ما يقرب من 70 ألف شخص وأضرار جسيمة. وبحسب وسائل إعلام رسمية، شعر سكان في أقاليم يوننان وشنشي وقويتشو الواقعة على بعد مئات الكيلومترات بزلزال اليوم الاثنين. وقالت سامنثا يانغ (23 عاما) المقيمة في تشنغدو، والتي كانت في فراشها عندما وقع الزلزال "ظل المبنى يهتز... الحقيقة كان هذا الزلزال الأكثر إثارة للرعب منذ زلزال ونتشوان في 2008".