تتردد إلى الأذهان أزمات منتصف العمر والتي تعد أصعب المراحل الفكرية التي يمر بها الإنسان، حيث تبدأ من خلالها المرحلة الانتقالية الفعلية التي تتغير فيها نظرة الفرد لنفسه، وذلك من خلال قطعه لمسافة من العمر في الحياة، ويحدث فيها تغير شامل لشخصيته من حيث الفكر وعلاقته بالآخرين. ودائما ما يشاع إلى أن أزمة منتصف العمر هي المرحلة التي يصل فيها الشخص إلى سن ما بعد الثلاثين وتختلف نظرته للأمور بشكل مخالف لحياته السابقة. وهناك الكثير من العلامات لأزمة منتصف العمر والتي تتسبب بتغير مفاجئ لإدراك الفرد في هذه المرحلة، ولها عوارض كثيرة مثل الاكتئاب الشديد، والميول إلى العزلة، وغالبا عدم الرغبة في المسؤولية، وخصوصا أن أكثر الحالات شيوعا في هذه المرحلة هو الندم على قرارات الماضي، وينتج عن كل هذا شعور الفرد أنه اتخذ قرارات بلا وعي كامل في مقتبل العمر وخصوصا حينما تكون قرارات مصيرية. دائما ما يشاع أن «المراهقة المتأخرة» أو «أزمة منتصف العمر» مقترنة ببعض الرجال الذين تخطت أعمارهم الأربعين، فيتشبهون بالشباب بتصرفاتهم، وهذه «المراهقة المتأخرة» هي مصطلح يطلق على انتقال الهوية. والتي يمكن أن تحدث لدى الأفراد في منتصف العمر غالبا، وعادة ما يكون بين 45 و55 سنة، ويتم وصف هذه الظاهرة بأنها صدمة نفسية ناجمة عن الأحداث التي تظهر لدى الأشخاص في سن ما بعد الشباب والتي لها أسباب عديدة وربما القصور في الإنجازات في الحياة، وقد ينتج عن ذلك مشاعر من الاكتئاب الشديد والندم، وارتفاع مستوى القلق بنسبة عالية، أو الرغبة في تحقيق سن الشباب مرة أخرى، أو إجراء تغييرات جذرية على نمط حياتهم الحالي. وبالنسبة لهذه المرحلة في حياة الفرد فهي لا تختلف كثيرا بين الرجال والنساء حيث إن الرجال في هذه المرحلة يبدؤون في قياس نجاحاتهم التي تم تحقيقها في حياتهم على المستوى العملي والأسري والمادي. أما النساء فإن نظرتهم لذاتهم بعد منتصف العمر يسبب لهن أزمة حين تشعر بأنها لم تحقق أيا من الرغبات التي كانت تحلم بتحقيقها، والإنجازات التي كانت ترغب في تحقيقها.