كنت أتحدث مع الصديق الروائي محمد المزيني وهو من أبرز الروائيين السعوديين، كماً ونوعاً، تحدثنا عن همنا المشترك وهو مصير الكتاب الورقي، خاصة بعد قراءته لمقالي السابق عن دور النشر الأجنبية التي تستغل الكاتب السعودي أسوأ استغلال. اليوم هناك تغيرات كثيرة تحدث في المشهد الثقافي وفيما يخص الإنتاج الإبداعي والفكري عموماً، هذه التغيرات جعلت من البعض يعترف أن مكتبته المنزلية لم تعد سوى رمز تراثي داخل المنزل -كما عبر عنها المزيني- فالكتب اليوم يمكن لك الحصول عليها عن طريق وسائل متعددة، عبر المواقع الكثيرة على الإنترنت، وقد انتشرت اليوم مواقع بيع الكتب الرقمية التي لا أرغب أن أقوم بعمل دعاية لها، فهي منتشرة بمواقع متعددة، وبعضها يعلن عن نفسه اليوم بأنه يوفر أكثر من 150 ألف كتاب في موقعه، ويمكنك أنت كقارئ وراغب في شراء الكتب أن تدخل على الموقع وتقوم باختيار الكتب التي تريد، ومن ثم تقوم بدفع قيمتها عبر الشراء الآمن، عبر الإنترنت، مثل المبيعات الأونلاين الكثيرة اليوم. المفاجئ في الأمر أنني وجدت بعض كتبي في ذلك الموقع، يباع، وموجود عليه سعر محددة، دون علمي ودون موافقتي، وهو الأمر الذي نبهني إليه الزميل المزيني، وهو في حال رغبة الكاتب في توزيع كتابة عن طريق هذه المواقع، بضرورة أن يقوم بعمل عقد مع ذلك الموقع -لضمان حقوقه- طبعاً كلنا نؤمن بأن الكتب ليست "بزنس" أو تجارة، لكن علينا أن لا نهمل حقوقنا لهذا الحد، وأن نقع فريسة الاستغلال من هذه الجهات التي هي بلا شك تربح من خلال ذلك العدد الكبير من الكتب التي تقوم ببيعها، وربما يكون هناك مؤلفون كثر لا يسألون عن مردود كتبهم المادي قليلاً كان أو كثيراً، وحتى بعضهم لا يعلم أن بعض كتبه معروضة لديهم مثل حالي هذا الجانب. الجانب الآخر في التطور التقني يرتبط بالقراءة، حيث إنني شخصياً أعتمد في قراءة الكتب منذ ظهور الأجهزة الذكية -على الآيباد- الذي يرافقني في كل مكان حتى في السفر، وأثناء تواجدي في الطائرة للرحلات الطويلة، يعني أن الأمر بات اليوم سهلاً جغرافياً ونوعياً، ويتوفر الآن ما هو أفضل من الآيباد، وهو الكاندل المختص بقراءة الكتب، فهو أريح بكثير، وأيسر وأسهل، ويمكن لك أن تحمل به أعداداً مهولة من الكتب لقراءتها، يعني مكتبة متنقلة معك أينما كنت، بأعداد كتب ربما تضاهي مكتبة الكونغرس الأميركية.