اتهمت أجهزة الأمن الروسية الاثنين "الأجهزة الخاصة" الأوكرانية بقتل ابنة مفكر شهير مقرّب من الكرملين في انفجار سيارتها قرب موسكو. وأكدت أجهزة الأمن الروسية أن "مقتل" داريا دوغينا ابنة ألكسندر دوغين "خططت له ونفذته الأجهزة الخاصة الأوكرانية". وكشف جهاز الأمن الفدرالي الروسي بحسب ما نقلت RT""، أن مرتكب جريمة قتل الصحفية داريا دوغينا، مواطنة أوكرانية فرت بعد الجريمة إلى إستونيا. وقال جهاز الأمن الفدرالي إن الاستخبارات الأوكراني تقف وراء جريمة قتل دوغينا. وأوضح أن المواطنة الأوكرانية منفذة الجريمة تدعى نتاليا فوفك، وصلت إلى روسيا في 23 يوليو الماضي، مع ابنتها شابان صوفيا من مواليد 2010. وأضاف جهاز الأمن الفدرالي الروسي أنه من أجل تنظيم جريمة قتل دوغينا والحصول على معلومات حول أسلوب حياتها، استأجرت المواطنة الأوكرانية مع ابنتها شقة في موسكو في البناية التي تعيش فيها دوغينا. ووفقا للمعلومات التي كشفها جهاز الأمن الفدرالي استخدم المجرمون سيارة "ميني كوبر" لمراقبة الصحفية، وعند دخولهم روسيا استخدموا أرقام منجمية لجمهورية دونيستك الشعبية، وفي موسكو استخدموا أرقاما كازاخستانية، وعند المغادرة استخدموا أرقاما أوكرانية. في سياق منفصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين، عن مقتل أكثر من 200 عنصر من القوميين الأوكرانيين المتطرفين، واعتراض 8 صواريخ من نوع "هيمارس" الأميركية في مقاطعة خيرسون. وقالت وزارة الدفاع في الإفادة الصحفية اليومية إن القوات الجوفضائية الروسية استهدفت بأسلحة عالية الدقة، مركز قيادة اللواء 102 للدفاع الإقليمي الأوكراني، ما أسفر عن مقتل نحو 30 عنصرا قوميا، وتدمير 14 وحدة من المعدات العسكرية. وفي منطقة نيكولاييف، تم توجيه ضربات مركزة على المواقع القتالية للواء الميكانيكي ال28 التابع للجيش الأوكراني، ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 عنصرا من القوميين المتطرفين وتدمير 7 مركبات مدرعة. كذلك وجه الطيران العملياتي والتكتيكي وقوات الصواريخ والمدفعية الروسية ضربات استهدفت 8 مواقع لقيادة القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية، بما في ذلك 6 مستودعات للذخيرة، ورادار لمنظومات الدفاع الجوي "إس-300"، ومنصات صواريخ "بوك" ومجمع للرادار الأميركي المضاد للبطاريات. وتبادلت روسياوأوكرانيا الاتهامات بشأن القصف المتكرر في منطقة مجمع زابوريجيا للطاقة النووية والذي لامس بعضه المجمع. وخضع المجمع النووي لسيطرة القوات الروسية بعد فترة وجيزة من بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير لكن لا يزال يدار بالأساس على يد فنيين أوكرانيين. وبدأت روسيا ما وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة" في 24 فبراير شباط لنزع سلاح أوكرانيا وحماية المتحدثين بالروسية. لكن أوكرانيا وداعميها الغربيين يتهمون موسكو بشن حرب لضم الأراضي. وتسبب أكبر صراع تشهده روسيا وأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية في تسوية مدن وبلدات بالأرض وقتل الآلاف وإجبار الملايين على الفرار من البلاد وعمّق من الفجوة الجيوسياسية بين روسيا والغرب. وتركز القتال، منذ صدت أوكرانيا محاولة روسية للسيطرة على كييف في وقت مبكر من بداية الحرب، في الشرق والجنوب واتسمت جبهات القتال هناك بالجمود إلى حد كبير على مدى أسابيع. حظر الاحتفالات في يوم الاستقلال حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من خطر وقوع هجمات أكثر شدة قبل الذكرى الحادية والثلاثين لاستقلال أوكرانيا عن الحكم السوفيتي التي تحل يوم الأربعاء. وحظرت السلطات المحلية في كييف الفعاليات العامة الكبرى وغيرها من التجمعات المتعلقة بالذكرى السنوية في العاصمة اعتبارا من الاثنين وحتى الخميس بسبب احتمال وقوع هجمات صاروخية، وفقا لوثيقة نشرتها الإدارة العسكرية في كييف وقّع عليها رئيسها ميكولا جيرنوف. وقال زيلينسكي إن موسكو قد تحاول "القيام بشيء بشع وشيء شرير بشكل خاص" في الفترة التي تسبق يوم الأربعاء الذي يصادف أيضا مرور ستة أشهر على شن الغزو الروسي. أضاف زيلينسكي أنه ناقش "جميع التهديدات" مع نظيره الفرنسي وتم إرسال كلمة إلى زعماء آخرين منهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. تقدم روسي تدريجي في الجنوب قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إفادة صحفية صباح أمس إن القوات الروسية أحرزت تقدما تدريجيا في منطقة بلاجودناتني باتجاه مدينة ميكولايف، وهي هدف رئيسي في الجنوب. وتحاول روسيا أيضا استئناف التقدم باتجاه بيسكي وباخموت وكراماتورسك، وهي بلدات رئيسة في منطقة دونيتسك التي تشكل مع لوجانسك المجاورة، التي سيطرت عليها موسكو في وقت سابق من الصيف، منطقة دونباس بشرق أوكرانيا. وذكرت قيادة الجيش الأوكراني في بيان أن المدفعية الروسية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة قصفت مناطق سوليدار وزايتسيف وبيلوجوريفكا بالقرب من باخموت. وقالت إدارة المنطقة إن مدنيّين اثنين على الأقل قُتلا. وتنفي روسيا استهداف المدنيين. المحققون يعملون في مكان انفجار سيارة كانت تقودها داريا دوغينا (أ ف ب)