خلص تقييم لمحللين بريطانيين في مجال الدفاع إلى أن سعي موسكو، لتشديد قبضتها على مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة القوات الروسية، إجراء استفتاء في منطقة بشرق أوكرانيا وصل إلى "مرحلة متقدمة". وقالت وزارة الدفاع البريطانية في لندن في تحديث يومي إنه في منطقة دونيتسك" من المرجح أن تكون روسيا في مراحل تخطيط متقدمة لإجراء استفتاء، على الرغم من أنه غير واضح إذا كان قد تم اتخاذ القرار النهائي بإجراء التصويت". وكانت روسيا قد قالت في البداية إنها تسعى للسيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا، عندما قامت بغزو البلاد في فبراير الماضي، وتشكل المنطقتان معا منطقة دونباس، التي كان يسيطر عليها في السابق انفصاليون مؤيدون لروسيا. مع ذلك، على الرغم من أن قوات موسكو سيطرت حتى الآن على لوغانسك، فإنها لم تسيطر بعد على دونيتسك بالكامل، حيث ما زالت المعارك مستمرة. وقالت الوزارة "من المرجح أن يرى الكرملين إخفاق الجيش في السيطرة على دونيتسك كليا مما يمثل ضربة لأهدافه في أوكرانيا". وفي سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية بحسب ما نقلت "RT العربية" أمس الاثنين أن قواتها استهدفت قاعدة للمرتزقة الأجانب في منطقة خاركوف بشمال شرق أوكرانيا ما أدى إلى سقوط أكثر من 150 منهم بين قتيل وجريح. وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية: "ضربت القوات الجوية الروسية بأسلحة عالية الدقة، نقطة انتشار مؤقتة للمرتزقة الأجانب في بلدة زوزتشيف في منطقة خاركوف، حيث قتل ما يزيد على 100 مسلح وأصيب أكثر من 50 آخرين جاءوا من بولندا وألمانيا". وأكد أن الضربات الجوية أدت إلى مقتل أكثر من 160 قوميا متطرفا في منطقة خيرسون وأكثر من 260 آخرين في أراضي دونيتسك. وقضت القوات الروسية بنيران المدفعية على أكثر من 70 % من أفراد الكتيبة الثالثة للواء الآلي الأوكراني رقم 66 قرب بلدة مارينكا في دونيتسك، بينما تمت تصفية أكثر من 50 % من الأفراد والمعدات العسكرية للكتيبة 15 للواء المشاة الميكانيكي 58 على محور سوليدار في دونيتسك أيضا. وأصابت ضربات جوية وصاروخية ومدفعية خلال يوم مركزي قيادة لواءين أوكرانيين، إضافة إلى قوات وأسلحة ومعدات عسكرية، بما فيها تلك التابعة للكتائب القومية المتطرفة، في عدد من مناطق خاركوف، ودونيتسك ودنيبروبيتروفسك ومدينة نيكولايف. وتم تدمير مستودع لأسلحة الصواريخ والمدفعية في منطقة نيكولايف، وثلاثة مستودعات للذخيرة في دونيتسك ومستودعين للوقود في منطقة خاركوف. وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية خلال يوم. إلى ذلك نقلت "RT العربية" عن قيادة قوات جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، في بيانها أمس، إن القوات الأوكرانية قصفت أراضي دونيتسك 65 مرة خلال ال24 ساعة. وذكر البيان أن الفصائل المسلحة الأوكرانية، أطلقت خلال ذلك 365 قطعة ذخيرة من مختلف صنوف الأسلحة والعيارات. وأضاف: "خلال ال 24 ساعة الماضية، تم تسجيل 65 واقعة لإطلاق النار من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، التي استخدمت خلال ذلك 365 قطعة من مختلف أنواع الذخيرة". وأشارت قيادة قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، إلى أن القصف الأوكراني تسبب بأضرار ل56 مبنى سكنيا في مناطق كويبيشيفسكي وكييفسكي في دونيتسك، ومنطقة تشيرفونوغفارديسكي في ماكيفكا، وفي يلينوفكا وجورلوفكا وزايتسيفو وياسنوي، فضلا عن تدمير 9 من مرافق البنية التحتية المدنية. من جانب آخر اقترحت القوات الروسية وقف إطلاق النار حول محطة زابوريجيا النووية بجنوب أوكرانيا، وقال فلاديمير روجوف، ممثل السلطات الروسية، لوكالة ريا نوفوستي أمس الاثنين "قيادة الأممالمتحدة وكبير دبلوماسي الاتحاد الأوروبي لا يجب أن يتحدثا عن نزع السلاح، ولكن بشأن وقف إطلاق النار". وقد حملت روسيا لأيام الجانب الأوكراني مسؤولية الهجمات التي استهدفت المحطة النووية في مدينة انيرهودار، في حين يتهم الجانب الأوكراني روسيا بتنفيذ الهجمات، وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر الاسبوع الماضي من كارثة نووية محتملة، ودعا لنزع السلاح من المنطقة. وكانت 42 دولة قد طالبت الأحد روسيا، التي تسيطر حاليا على المحطة النووية، بتسليمها لأوكرانيا. وقد تم تقديم الطلب بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والنرويج وأستراليا واليابان ونيوزيلندا والكثير من الدول. وقالت الدول في بيان مشترك "تمركز أفراد الجيش الروسي وأسلحتهم في المنشأة النووية أمر غير مقبول".