قتل العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين على ما يبدو في هجوم صاروخي اليوم الجمعة تتبادل موسكو وكييف الاتهام بتنفيذه. وألقى الحادث بظلاله على الجهود التي تدعمها الأممالمتحدة لاستئناف شحن الحبوب من أوكرانيا وتخفيف أزمة جوع عالمية تلوح في الأفق نتيجة للحرب التي دخلت شهرها السادس الآن. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 40 أسيرا قتلوا وأصيب 75 في هجوم على سجن ببلدة أولينيفكا التي تقع على الخطوط الأمامية في جزء من جمهورية دونيتسك الانفصالية. وذكرت وكالات أنباء روسية أن موسكو اتهمت كييف باستهداف السجن بصواريخ هيمارس أمريكية الصنع. ونفت القوات المسلحة الأوكرانية تنفيذ الضربة وألقت باللوم فيها على القوات الروسية قائلة إن المدفعية الروسية استهدفت السجن. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية "بهذه الطريقة، سعى المحتلون الروس إلى تحقيق أهدافهم الإجرامية باتهام أوكرانيا بارتكاب 'جرائم حرب' وكذلك إخفاء تعذيب السجناء وعمليات الإعدام". كما اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بارتكاب جريمة حرب بقصف السجن. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن السجن يضم أسرى حرب أوكرانيين وإن ثمانية من موظفي السجن أصيبوا أيضا. وأظهرت لقطات مصورة نشرها مراسل حربي روسي أفرادا عسكريين تدعمهم روسيا يفحصون البقايا المحترقة لما قال إنه السجن. وكان سقف المبنى المحطم متدليا وأمكن رؤية بقايا الجثث المتفحمة. من ناحية أخرى، قالت أوكرانيا إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب سبعة في هجوم صاروخي روسي على مدينة ميكولايف في جنوب شرق البلاد، وهو ميناء نهري قبالة البحر الأسود مباشرة، حين أطلقت روسيا النيران عبر الخطوط الأمامية للقتال في شرق وجنوبأوكرانيا. وقال حاكم المنطقة فيتالي كيم عبر تطبيق تيليجرام إن صاروخا سقط بالقرب من محطة مواصلات عامة. * آمال الحبوب اتفقت روسياوأوكرانيا الأسبوع الماضي على رفع الحصار عن صادرات الحبوب من موانئ البحر الأسود، التي تعرضت للتهديد من قبل الهجمات الروسية منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير. والاتفاق هو أول انفراجة دبلوماسية في الصراع وتراجعت أسعار القمح المعروضة في آسيا هذا الأسبوع وسط توقعات بزيادة الإمدادات. لكن القتال العنيف يجعل الأمر محفوفا بالمخاطر. وشدد مارتن جريفيث، منسق الإغاثة بالأممالمتحدة على أن العملية تجارية وليست إنسانية، لكنه قال إن الأممالمتحدة تأمل في أن تحظى الدول الفقيرة بالأولوية، مشيرا إلى الصومال، حيث يواجه قرابة ربع مليون شخص المجاعة. وفي حين أدى الحصار على تصدير الحبوب من أوكرانيا، إحدى أكبر الدول المصدرة في العالم، إلى ارتفاع أسعار الغذاء في جميع أنحاء العالم، أدى نقص الغاز الروسي إلى ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا وأثار مخاوف من حدوث نقص في الشتاء. وظلت تدفقات الغاز الروسي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى ألمانيا عند 20 بالمئة فقط من طاقتها أمس الجمعة، بعد أن خفضت روسيا التدفقات إلى النصف يوم الأربعاء وأرجعت ذلك إلى أعمال صيانة. وتلقي موسكو باللوم على العقوبات الغربية في انخفاض إمدادات الغاز. * التركيز على الجنوب أفادت نشرة للمخابرات البريطانية بأن روسيا أمرت مرتزقة بتولي مسؤولية قطاعات محددة من جبهة القتال في أوكرانيا - في إشارة إلى أنها تواجه نقصا في قوات المشاة مع تصعيد كييف لهجوم مضاد في الجنوب. والاعتماد المتزايد على مقاتلين من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مهام على جبهة القتال، بدلا من عملهم المعتاد في العمليات الخاصة، سيكون علامة أخرى على أن الجيش الروسي يتعرض لضغوط مع مرور ستة أشهر منذ شن حربه على أوكرانيا. لكن وزارة الدفاع البريطانية قالت في النشرة إن من المستبعد أن يعوض مرتزقة مجموعة فاغنر خسارة وحدات المشاة العادية أو يحدثوا فرقا كبيرا في مسار الغزو الروسي لأوكرانيا. وأفادت الوزارة "هذا تغيير كبير عن الاستخدام السابق للمجموعة منذ عام 2015، عندما كانت تضطلع عادة بمهام مختلفة عن الأنشطة العسكرية الروسية النظامية العلنية واسعة النطاق". ولم يتسن الحصول على تعليق من فاغنر أو الكرملين. وقال مسؤولون في كييف يوم الأربعاء إنهم لاحظوا "إعادة انتشار ضخمة" للقوات الروسية في الجنوب حيث يعتقد مسؤولو دفاع بريطانيون أن الجيش الروسي التاسع والأربعين المتمركز على الضفة الغربية لنهر دنيبرو معرض للخطر. وتأتي الهجمات الأوكرانية المضادة في الجنوب في الوقت الذي تقاتل فيه روسيا للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية بأكملها في الشرق، والتي تضم إقليمي دونيتسك ولوجانسك. إلى ذلك نشرت وزارة الدفاع الروسية أمس تقريرها، عن سير العملية العسكرية الخاصة على أراضي أوكرانيا ودونباس مع حلول يوم 29 يوليو عام 2022. وذكرت الوزارة، أن الجيش الروسي قصف بأسلحة عالية الدقة من البحر والجو والبر في 28 يوليو من هذا العام، مواقع تمركز قوات الاحتياط الأوكرانية في مقاطعتي كييف وتشيرنيغيف. وبفضل هذه الضربات، فقد قدرته القتالية اللواء الميكانيكي رقم 30 الذي كان يستعد للتوجه إلى دونباس، وذلك بعد استهدافه في ميدان للتدريب بالمركز السكني ليوتيج بمقاطعة كييف. وتسبب القصف الدقيق الروسي، بتكبيد لواء المشاة الميكانيكي رقم 57 بخسائر فادحة، والذي كان ينفذ تدريبات قتالية في مقاطعة تشيرنيغيف. وبحسب التقرير الذي نشرته "RT عربية" يواصل الطيران الميداني -التكتيكي وطيران الجيش والقوات الصاروخية والمدفعية قصف المنشآت العسكرية على أراضي أوكرانيا. وتمت إصابة بطارية واحدة لإطلاق صواريخ "توشكا-أو" التكتيكية، ومستودع للذخيرة الصاروخية والمدفعية وكذلك ذخائر اللواء الجوي 81 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في المركز السكني قسطنطينوفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية. وأسقطت وسائط الدفاع الجوي الروسية، 6 طائرات بدون طيار أوكرانية بمقاطعة خاركوف وفوق أراضي جمهورية دونيتسك. وكذلك تم اعتراض 20 قذيفة صاروخية، وصاروخ بالستي من طراز "توشكا" فوق المراكز السكنية في مقاطعتي خيروسون وخاركوف وجمهورية لوغانسك.