تناظر مشجعان لفريقين كبيرين فقال الأول: هل تعلم أن فريقكم منذ عُرفت الكرة السعودية هو الابن المدلل، وهو المستفيد الوحيد من كل القرارات الصادرة من جميع اللجان، يتغير حكام مبارياته حسب رغبته، سواء كان حكما وطنيا أو أجنبيا، وتلغى أهداف خصمه سواء بقرار مباشر، أو من خلال تقنية الفار، ويغض الحكام الطرف عن أخطائه وضربات الجزاء كي يفوز بالمباراة، ويتم تغير أوقات مبارياته، والملاعب الذي يلعب عليها، ويُسجل محترفوه رغم عدم السماح له بالتسجيل، ويتحكم في مجريات الدوري ونتائجه، وإذا ما شارك خارجيا تم وقف منافسات الدوري، رغم أن بقية الاندية لا يُنظر لوضعها حتى وان كان مشابها، وإذا ما شارك المنتخب الوطني تم ايقاف الدوري من أجل لاعبيه، أو تم السماح للاعبيه عدم المشاركة بأعذار واهية من مشاركة منتخب بلاده، وهنا قاطعه المشجع الثاني وقال: إن هذا الكلام أوجهه لفريقك فهو والله ذاك المستفيد، وارتفع الصوت بينهما كل يتهم فريق الآخر. ولو تأملنا من زاوية بعيدة لطبقنا هذا على الكثير من المشجعين لجميع الأندية، فادعاء المظلومية، والإيمان التام بنظرية المؤامرة، وتوجيه الاجندات، وتصنيف اللوبيات وتلوينها بألوان الفانيلات أزرق وأصفر وأبيض فهو سهل بالكلام، ولكن الحقيقة مغايرة تماما، ويرجع ذلك لاسباب وحالات نفسية أحيانا، واجتماعية احيانا بسبب ما تربى عليه الشخص، ولو تخلص الشخص من هذه النظارة التشاؤمية لشاهد الموقف بوضوح أكثر، وتعلم أنه مسؤول عما يصنع، وليس عما يصنع الآخرون، ولو سلمنا بنظرية المؤامرة فرضا، فمعناه الا نخوض المباريات وأن نسقط من أول اخفاق، والصواب أن نتجاهلها ونعمل مافي استطاعتنا، وكما قيل قديما: (الميدان يا حميدان) وما نيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً. والمصيبة الأكبر أن المصابين بهذا الداء لا يقف الحال عند الكرة والرياضة، فلا يبرح حتى يحلل كل ما يجري له في عمله وحياته اليومية واحيانا حتى المشكلات الخارجية والبعيدة عنه، حتى يقتنع ويحاول اقناع كل من يواجه برأيه، فرحمة بأنفسكم من هذه الداء. وما أجمل الانسان المؤمن بالقضاء والقدر وحسن التقادير والثقة بالله وعدم اليأس حتى بآخر اللحظات، فكم من المباريات حسمت في أجزاء من الدقائق، وكم من البطولات جاءت بسبب خطأ او صافرة حكم، فلو استسلم الفريق ووقف لما حصل على هذا الاستحقاق. ونهاية المطاف رسالة ارسلها لكل المصابين بهذا الداء، هل تملكون دليلا محسوسا على هذه الافكار؟ أم أنها تحليلات وتخرّصات، وتنبؤات وتوقعات، ومن المؤسف أنك تشاهد إعلاميا يشار له بالبنان، ويظهر بأغلب القنوات والبرامج الرياضية، ينشر من هذه الاكاذيب في مساحات التويتر، وفي قروبات الواتساب ليرسخ هذا الداء، فرفقاً بنا وبالشارع الرياضي، فكم أفقدتمونا حلاوة المتابعة، وترك الكثير الرياضة المحلية بسببكم، ولا تظنوا أن الموضوع ينتهي بانتهاء البرنامج، فما كسرتوه لا ينجبر، فمن السهل اشعال الحريق لكن من الصعب اطفاؤها، ومعظم النار من مستصغر الشرر. سعود الضحوك