تعرف جمعية علم النفس البريطانية "BPS" مصطلح "الفوبيا" بأنه رُهاب أو خوف مبالغ فيه وغير عقلاني من أشياء ملموسة أو من حالات معينة لا يخشاها معظم الناس، انتشر هذا المصطلح اليوناني الأصل على نطاق واسع وأصبح شائعاً في الكثير من المجالات في إشارة لحالة معينة يتعرض لها مجموعة من الناس يكون من الصعب إقناعهم بعدم وجود ما يبرر هذا الخوف والقلق، وأبسط مثال على ذلك وجود بعض الأشخاص الذين يتعرضون لحالات قلق دائم عند وجودهم عند البحار أو أحواض السباحة التي يرفضون النزول إليها. وفي الرياضة يبدو أننا نتعامل مع نوع جديد من "الفوبيا" وأعني هنا الخوف والقلق من فريق بعينه ومحاولة التعامل معه وإيقافه بكل الطرق الشرعية وغير الشرعية، فمن يشاهد ردود الفعل عقب كل مباراة يخوضها الهلال إن في الدوري أو في بقية الاستحقاقات يجد حالة من التشكيك ومحاولة تصيد أي خطأ تحكيمي حتى لو وصل الأمر لممارسة الكذب والافتراء على المتلقي والمشكلة هنا أن جل من يقومون بهذه الممارسات غير الأخلاقية محسوبون على الإعلام الرياضي. لا يمكن القول إن فريقاً بعينه لم يتضرر يوماً من التحكيم، وسيجافي الحقيقة والمنطق من يعتقد أن أي فريق في العالم لم يستفد من قرارات تحكيمية في حالات معينة، والقول إن الاستفادة من القرارات التقديرية للحكام تقتصر على فريق واحد وبشكل مستمر هو ضرب من الوهم الذي ربما تكون "الفوبيا" أهم أسبابه. ليست المشكلة في أولئك الذين يحاولون جر المشجع البسيط للتصديق بوجود عقدة المؤامرة وأن -الهلال الذي لم يذق طعم الدوري منذ خمسة مواسم- يسيطر على كل شيء بفعل نفوذه كما يزعمون بل إن المشكلة في كيفية التعامل معهم وتخليصهم من هذه العُقد التاريخية والثقافة التي زُرعت في عقولهم منذ عقود، وهي ثقافة المظلومية ومواجهة المنافسين الذين يتمتعون بحظوة ونفوذ كما يتوهمون. وعلى الرغم من استفادة هؤلاء وأنديتهم من التحكيم بشكل لا يختلف عن أي فريق آخر إلا أنهم يصرون على تضررهم واستفادة المنافسين وعلى رأسهم الهلال من الأخطاء التحكيمية. كرة الملعب تُلعب في المستطيل الأخضر والفريق القوي يكسب البطولات غالباً وإن كان التحكيم ضده، إذ حتى وإن خسر بطولة بسبب التحكيم سيعود ويكسب بطولات أخرى لأنه قوي وقادر على التفوق على منافسيه، وهذا ما لا يفهمه المصابون بعقدة المؤامرة وال"هلالوفوبيا".