تحت شعار "نسمع جراحكم تنادي من بعيد" انطلقت الخميس الماضي، نشاطات خيمة الاعتصام التضامنية في ساحة الأسير في مدينة حيفا، الداعمة لأسرى الحرية في جميع سجون الاحتلال الإسرائيلي. وستستمر النشاطات التي بادر لتنظيمها "حراك حيفا" و"نشطاء من أجل الأسرى" إلى ثلاثة أيام متواصلة بدءاً من مساء الخميس حتى مساء اليوم السبت. ويواصل المعتقل خليل عواودة (40 عاماً)، من بلدة إذنا قضاء الخليل، المضرب عن الطعام لليوم ال 145، على التوالي رفضًا لقرار الاعتقال الإداري، حيث يعاني من أوجاع حادة في المفاصل، وآلام في الرأس ودوار قوي وعدم وضوح في الرؤية، ولا يستطيع المشي، ويتنقل على كرسي متحرك. وافتتح المشاركون في النشاط بهتافات تؤكد على ضرورة تصعيد النضال الشعبي، السياسي والإعلامي حتى إطلاق سراح كافة الأسرى. وتحدثت الناشطة، سيرين جبارين، بكلمة عن "حراك حيفا" و"نشطاء من أجل الأسرى" قائلة: "يقبع اليوم في سجون الاحتلال 682 أسيرًا بموجب قرارات الاعتقالات الإدارية من بين حوالي 4600 أسير وأسيرة، ومنذ مطلع العام الجاري تركزت عمليات الاعتقال في القدس وجنين رافقتها انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين وعائلاتهم، إذ يتأكد لنا من جديد أن المتغير الوحيد القائم هو أن سلطات الاحتلال بأجهزتها المختلفة عملت على تطوير المزيد من أدوات التنكيل وتُعمّق انتهاكاتها عبر بنية العنف الهادفة إلى سلب الأسير الفلسطيني فاعليته وحقوقه الإنسانية وفرض مزيد من الرقابة والسيطرة". وأضافت: "نجتمع اليوم في حضرة أسيراتنا وأسرانا البواسل ومعتقلينا في سجون الاحتلال. أسرانا وأسيراتنا خط الدفاع الأول الذي نحتمي به، نحتمي به من العدو على السياج الفاصل بين الوطن والوطن، نجتمع رفضًا للسجن والسجان، نجتمع رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري وتضامنًا مع الأسير خليل العواودة المضرب عن الطعام لليوم ال145، إن هذا الاعتصام الذي ننظمه اليوم يأتي في ظل تواصل جريمة بشعة تمس بالحياة الكريمة التي تتخالف مع كل معاني الإنسانية إذ تنتهج سلطات الاحتلال جريمة الاعتقال الإداري بحق مختلف فئات شعبنا الفلسطيني، رجالًا ونساءً، أطفالًا وكبار السن، مرضى وجرحى، تمارسه بذريعة وجود (ملف سري) أما حقيقة الأمر فهو اختطاف بكل ما تعنيه الكلمة، حيث لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع على ملفهم السري ولا يوجد للمعتقل أي تهم ولا يخضع للمحاكمة القانونية". وأضافت: "اجتمعنا اليوم لنطالب بأمرين أساسيين وواضحين، تحرير الأسير خليل العواودة المضرب عن الطعام منذ أشهر عديدة كما ونطالب بالحرية الفورية للأسير ناصر أبو حميد الذي يتعرض للإهمال الطبي المتعمد ونطالب أيضًا بالحرية الفورية للأسيرة إسراء جعابيص التي تعاني العديد من المشاكل الصحية الخطيرة نتيجة الحروق التي أصيب بها. ثانيًا، نطالب بوضع حد لسياسية الاعتقال الإداري ومحاسبة الاحتلال على ممارسته ضد الفلسطينيين وإننا ومن هنا نطالب أبناء وبنات شعبنا العربي الفلسطيني العظيم التعاضد والالتفاف حول معاناة الأسرى وقضاياهم كما ونطالب التصعيد في الفعاليات والمبادرات الشعبية الداعمة والملتحمة مع نضال الأسرى وتطلعاتهم". وفي كلمته، تحدث المحامي، عدي منصور من مركز "عدالة" حول الاعتقالات الإدارية قائلاً: "الإضراب مهم جدًا لأن الأسرى الإداريين يخوضون معارك فردية ويقومون بالإضراب عن الطعام لانتزاع حريتهم في ظل الإجراءات القمعية غير العادلة تجاههم. لذلك نقوم بإعطاء عملية الإضراب زخماً كبيراً من الجانب الاجتماعي والتأثير الشعبي". من جهة ثانية، أظهر الاستطلاع الذي تنشره صحيفة "معاريف" أسبوعياً، أنه سيكون بإمكان رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو تشكيل حكومة، من خلال ضم قائمة "الروح الصهيونية" (تحالف حزبي "يمينا" و"ديريخ إيرتس")، برئاسة وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، إلى معسكره، شريطة تجاوز هذه القائمة نسبة الحسم التي تتأرجح عندها. وبحسب الاستطلاع الذي نُشر، الجمعة، فإن معسكر نتنياهو يحصل على 58 مقعداً في الكنيست: الليكود 34، الصهيونية الدينية 9 مقاعد، شاس 8 مقاعد، "يهدوت هتوراة" 7 مقاعد. وتجاوز "الروح الصهيونية" نسبة الحسم وحصل على 4 مقاعد. وحصلت الأحزاب التي تشكل الحكومة الحالية، من دون "يمينا"، على 52 مقعداً: "ييش عتيد" 23 مقعداً، "كاحول لافان – تيكفا حداشا" 11 مقعداً، "يسرائيل بيتينو" 5 مقاعد، العمل 5 مقاعد، ميرتس 4 مقاعد، القائمة الموحدة 4 مقاعد. وما زالت القائمة المشتركة مستقرة عند 6 مقاعد. وبحسب الاستطلاع، فإن "الروح الصهيونية" ما زالت قريبة جداً من نسبة الحسم (3.25 %) بحصولها على 3.5 % من الأصوات. وفحص الاستطلاع نتائج محتملة في حال رحيل نتنياهو، وتبين أنه في حال تولي عضو الكنيست نير بركات رئاسة الليكود فإنه سيكون المرشح الذي سيجذب أكبر عدد من الأصوات للحزب.