منذ تأسيس المملكة قبل نحو 93 عاماً، وهي تُولي اهتماماً استثنائياً بالأماكن المقدسة وخدمة الحجاج والمعتمرين، ولطالما حظي الحرمان الشريفان بعناية خاصة ومتواصلة من حكومة المملكة، بداية من المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - الذي أوصى أبناءه من بعده باعتماد هذا المنهج وتطبيقه، وهو ما سار عليه ملوك المملكة، واحداً تلو الآخر، وصولاً إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي بذل جهداً كبيراً للحرمين الشريفين، منذ مبايعته - حفظه الله - ملكاً للبلاد، وقد استهل حكمه بزيارة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ووجه باستكمال مشروعات توسعة الحرمين، وتابع مسيرة التنفيذ من خلال زياراته المتتالية لمكةالمكرمة والمدينة المنورة. ولا تمر مناسبة دينية أو اجتماعية، إلا ويبدي فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان اعتزاز وفخر المملكة قيادة وشعباً بخدمة الحرمين الشريفين، ووصل التفاخر بالأمر، التأكيد على أن لقب خادم الحرمين الشريفين شرف كبير له - رعاه الله - ومسؤولية عظيمة تندرج ضمن حزمة البرامج التي تنفذها المملكة لحماية الإسلام والمسلمين. وبلغت قدسية الحرمين الشريفين، لدى القيادة الرشيدة ذروتها، بأن أصبحت خطاً أحمر للمملكة، التي تؤكد مراراً وتكراراً لمن يهمه الأمر، بأنها لن تتساهل مع كل من يتجاوز أو يتعدى على مبدأ القدسية، من منطلق ممارسة المملكة للسيادة المُطلقة على المُدن والمشاعر المُقدسة، والقيام بخدمتها ورعايتها. ولعل هذا المبدأ هو ما دعا إلى إحالة المخالف الذي نقل صحفياً أجنبياً وتسلل إلى مكةالمكرمة ومشعر عرفة إلى النيابة العامة، في رسالة أرادت المملكة التأكيد عليها لمن يهمه الأمر في الداخل والخارج، بأن الدولة لن تتردد في اتخاذ أي إجراءات صارمة بحق كل من يُفكر بخدش قدسية الحرمين الشريفين والمشاعر المُقدسة، مهما كانت جنسيته أو طبيعة عمله. التفاعل والحزم والسرعة التي أظهرتها الجهات المعنية في التعامل مع تفاصيل هذه الواقعة، تعد أكبر رد على كل المغرضين الذين حاولوا استغلال الواقعة للنيل من المملكة ومكانتها الإسلامية، ودورها وتاريخها المشرف والطويل في خدمة الحرمين الشريفين، والتأكيد على أن المملكة لن تتساهل مع من يتورط بنقل وتسهيل دخول غير المسلمين أو المخالفين في مواسم الحج والعمرة أو خلافهما إلى مكةالمكرمة والمشاعر المُقدسة.