حظيت مدينة مكةالمكرمة بوافر من الاهتمام والرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – لتتوفر فيها كل التجهيزات الحديثة التي تسهم في تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات للمعتمرين والحجاج وزوار المسجد الحرام حتى يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. وهذا الاهتمام هو جزء من الاهتمام الكبير للحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة الذي دأب عليه ملوك المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، مرورًا بأبنائه الملوك – رحمهم الله – حتى عهدنا الميمون، إذ من المعروف أن أحياء مكةالمكرمة خاصة المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام مكتظة بالمباني القديمة والأزقة الضيقة المتعرجة والكثافة السكانية مع كثرة قاصديها من الحجاج والمعتمرين، لذا جاء التوجيه الكريم بإعطاء الأولوية للمنطقة المركزية في التنظيم نظرا لأهميتها وما يقع فيها من الزحام الشديد وصعوبة الوصول للحرم. وفي تاريخ 17 رمضان عام 1439 ه صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ بإنشاء الهيئة الملكية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة للارتقاء بالخدمات المقدمة في مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، بما يتناسب مع قدسيتها ومكانتها، ويسهل خدمة ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين. وتضمن أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله- أن يكون للهيئة مجلس إدارة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء، وعضوية كل من: سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، وسمو وزير الداخلية، وسمو نائب أمير منطقة مكةالمكرمة، ومعالي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومعالي وزير الحج والعمرة، ومعالي وزير الاقتصاد والتخطيط، ومعالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، ومعالي المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، ومعالي الدكتور فهد بن عبدالله تونسي. ويأتي ذلك القرار في إطار ما تعمل عليه المملكة من خطط تطويرية وفق رؤية المملكة 2030 التي تضم برامج تنموية متنوعة يعود نفعها على الوطن والمواطن في جميع مناطق المملكة ومنها منطقة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة التي تستهدف استضافة 30 مليون معتمر ونحو5 ملايين حاج عام 2030. وتتمتع الهيئة بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيميًّا برئيس مجلس الوزراء، ويشمل نطاق الهيئة مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وما يحدده مجلس إدارة الهيئة من أماكن خارج حدودهما، مما هو مرتبط بأهداف الهيئة واختصاصاتها ومهماتها والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين. ويقع مقر الهيئة في مدينة مكةالمكرمة، وتهدف الهيئة إلى الارتقاء بالأعمال والخدمات ذات الصلة بالمجالات التنموية والاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية والبلدية والتقنية والمائية والبيئية والتجارية والاستثمارية والفندقية، وبالإسكان والسياحة والآثار والنقل والاتصالات والطاقة وغيرها من المجالات التنموية والخدمية الأخرى، والأعمال والخدمات والمشروعات المرتبطة بها من جوانب تنظيمية وإدارية وتشغيلية – فيما عدا المجالات الأمنية – التي تقدم في النطاق الجغرافي، وذلك بما يتناسب مع قدسية ومكانة مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وبما يكفل حصول ضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين على أرقى الخدمات. وتُعدّ الهيئة السلطة العليا المهيمنة على ما يقدم من أعمال وخدمات ومشروعات في النطاق الجغرافي، ولها في سبيل ذلك القيام بكل ما يلزم لتحقيق أهدافها. وترأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، اجتماعين لمجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة المسؤول عن تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين التي تهدف إلى الارتقاء والنهوض بكافة الأعمال والخدمات وإنشاء منظومة مستدامة تشمل في مخططاتها العنصر البشري والبنية التحتية والنسيج الاجتماعي بشكل عام ويكون الحرم المكي والمشاعر المقدسة في قلبه. واهتم سموه ولي العهد بمناقشة العديد من الموضوعات والمشروعات المرتبطة بالهيئة وأولها مشروع التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي الشريف، حيث تم استعراض مستويات الإنجاز، وعناصر المشروع وتم التطرق إلى ما يتم من جهود تنسيقية بين الجهات المختصة لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. وللبدء في أعمال الهيئة الملكية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة قرّر مجلس الإدارة تعيين المهندس عبدالرحمن بن فاروق عداس رئيسًا تنفيذيًا للهيئة، وسوف تقوم الهيئة بالعمل على عدد من الموضوعات الهيكلية والتي تشمل إدارة الحرم المكي الشريف، وإدارة النقل العام والطرق, وإدارة المرافق العامة في المشاعر المقدسة, إلى جانب التعاون مع الجهات المختصة في عدد من المشروعات التمكينية والتي تشمل مشروع رؤى الحرم وتطوير المشاعر المقدسة ومعالجة وتطوير الأحياء العشوائية, بالإضافة إلى دعم برنامج خدمة ضيوف الرحمن.