يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين تشديد العقوبات على روسيا التي تتهمها أوكرانيا باستخدام محطة زابوريجيا للطاقة النووية لنشر قاذفات وإطلاق صواريخ على المناطق المحيطة بالمنشأة في جنوب البلاد. وتعرضت خاركيف الواقعة في شمال شرق البلاد والتي تعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، لهجوم صاروخي خلال الليل، وفق ما ذكر الحاكم أوليغ سينيغوبوف. واوضح "حوالي الساعة الثالثة صباحًا، في حي كييفسكي، اشتعلت النيران في أحد طوابق مبنى صناعي مكون من خمسة طوابق نتيجة تعرضه لضربتين صاروخيتين". قرب البحر الأسود، ندد حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم، من جانبه، الأحد بضربات نفذت في اليوم السابق في جنوب هذه المنطقة وعلى المدينة نفسها في الصباح. وقال "حوالي الساعة 03,05 صباحا، تعرضت ميكولايف لقصف عنيف". وأضاف أن بلدات شيفتشينكوف وزوريا ونوفوروسكي تعرضت للقصف في اليوم السابق". في منطقة دونيتسك (شرق)، قال الحاكم الأوكراني للمنطقة بافلو كيريلنكو إنها استهدفت أيضا من قبل "الروس (الذين) يواصلون قصف البنية التحتية المدنية، وخاصة المؤسسات التعليمية". وأوضح أن "ثلاثة صواريخ استهدفت بلدة توريتسك: أصاب أحدها منطقة سكنية واثنان في زاليزن حيث تضررت مدرسة وروضة أطفال. في كوستيانتينيفكا قصف الروس كلية الطب، ولا تتوفر أي معلومات عن وقوع ضحايا في الوقت الحالي". وفي هذا السياق، يتباحث وزراء الاتحاد الأوروبي في أمور عدة، بينها اقتراح للمفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا، لمواءمة عقوبات الاتحاد الأوروبي مع تلك التابعة لشركائه في مجموعة السبع. ويهدف اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي. والمملكة المتحدة هي أكبر مشتر للذهب الروسي (290 طنًا عام 2020 بمبلغ 16,9 مليار دولار وفقًا لأرقام الجمارك الروسية). وفي أوكرانيا، اتّهم رئيس الشركة الحكومية الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة النووية الجيش الروسي بنشر قاذفات صواريخ في موقع محطة الطاقة النووية في زابوريجيا (جنوب) واستخدام المنشأة لقصف منطقة دنيبرو. وقال رئيس شركة "إنرغو-أتوم" بيترو كوتين على تيليجرام "الوضع (في محطة الطاقة) متوتر جداً والتوتر يتزايد يوما بعد يوم"، متهما الروس بجلب أجهزتهم إلى هناك، بما في ذلك أنظمة صواريخ سبق أن استخدموها في القصف من الجانب الآخر من نهر دنيبرو وعلى أراضي نيكوبول" التي تبعد ثمانين كيلومترا جنوب غرب زابوريجيا. وأشار إلى أن عددا قد يصل إلى 500 من الجنود الروس ينتشرون في موقع المحطة الأكبر في أوروبا و"يسيطرون" عليه. وسقطت أكبر محطة نووية في أوكرانيا بأيدي الروس مطلع مارس بعيد بدء العملية العسكرية الخاصة الروسية في 24 فبراير الماضي. قوال مسؤول عسكري أوكراني إن روسيا تستعد للمرحلة التالية من هجومها في أوكرانيا، بعد أن قالت موسكو إن قواتها ستكثف عملياتها العسكرية في "جميع مناطق العمليات". وانهمرت صواريخ وقذائف روسية على عدد من المدن في ضربات تقول كييف إنها أدت إلى مقتل العشرات في الأيام الأخيرة. وقال فاديم سكيبيتسكي، المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، يوم السبت "ليست ضربات صاروخية من الجو والبحر فحسب.. بل يمكننا أن نرى القصف على طول خط التماس بأكمله، على طول خط المواجهة بأكمله. هناك استخدام نشط للطيران التكتيكي وطائرات الهليكوبتر الهجومية". وتابع "من الواضح أن الاستعدادات جارية الآن للمرحلة التالية من الهجوم". وقال الجيش الأوكراني إن روسيا تعيد على ما يبدو تجمع وحداتها لشن هجوم على مدينة سلافيانسك ذات الأهمية الرمزية التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك الشرقية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الأحد إن روسيا تعزز مواقعها الدفاعية في المناطق التي تسيطر عليها في جنوبأوكرانيا. وتقول أوكرانيا إن 40 شخصا على الأقل قتلوا في قصف روسي لمناطق حضرية في الأيام الثلاثة الماضية، مع اشتداد الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير. قال أوليه سينهوبوف حاكم منطقة خاركيف إن صواريخ سقطت على بلدة تشوهيف شمال شرق خاركيف ليل الجمعة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم امرأة تبلغ من العمر 70 عاما وإصابة ثلاثة آخرين. وإلى الجنوب، تعرضت مدينة نيكوبول على نهر دنيبرو لهجوم بأكثر من 50 صاروخا روسيا من طراز جراد، مما تسبب في مقتل شخصين تم العثور عليهما تحت الأنقاض، وفقا لما ذكره حاكم المنطقة فالنتين ريزنيشنكو. وتقول موسكو، ، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة في العملية العسكرية الخاصة لنزع السلاح والقضاء على النازية في أوكرانيا وتقويض البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وحماية أمنها. ونفت مرارا استهداف المدنيين. وأمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الوحدات العسكرية بتكثيف العمليات لمنع الضربات الأوكرانية على شرق أوكرانيا والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها روسيا، حيث قال إن كييف قد تضرب البنية التحتية المدنية أو السكان، وفقا لبيان صادر عن الوزارة. وبدت تصريحاته بمثابة رد مباشر على ما وصفته كييف بسلسلة من الضربات الناجحة التي نفذت على 30 من المراكز اللوجستية ومراكز الذخيرة الروسية باستخدام العديد من أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة التي قدمها الغرب مؤخرا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية يوم الجمعة إن الضربات تسببت في فوضى في خطوط الإمداد الروسية وقللت بشكل كبير من القدرة الهجومية لروسيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إنها أسقطت طائرة هليكوبتر أوكرانية مي-17 قرب سلوفيانسك في شرق أوكرانيا وطائرة سو-25 في منطقة خاركيف. وأضاف الجيش أن صواريخه الجوية الطويلة المدى دمرت مستودعا في منطقة صناعية بمدينة أوديسا جنوبأوكرانيا يحوي صواريخ مضادة للسفن من طراز هاربون قدمتها دول حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا. وقال انفصاليون مدعومون من روسيا إن أوكرانيا قصفت بلدة ألتشيفسك شرقي سلوفيانسك بست صواريخ مدفعية محمولة أمريكية الصنع السبت. وقالت جمهورية لوغانسك الشعبية إن الضربات أدت إلى مقتل شخصين وألحقت أضرار بمستودع حافلات ومجمع صحي وشقق سكنية.