تمثل القليب (بئر الماء) في الماضي مصدر الحياة والعيش، ولذا جاء الاهتمام في حفر وطوي القليب من أبرز الفنون الهندسية النجدية وعبقرية رجالها. مشاهدة الآبار المطوية بالحجارة المتناسقة والمرصوفة بشكل دقيق تثير العجب لبدائية الأدوات المستخدمة في ذلك الوقت والتي تعد من قبل مئات السنين. حفر القليب وإحضار الحجارة وقصها بشكل متناسق وبحجم متقارب تؤكد على ما كان يملكه أجدادنا في نجد من فنون هندسية وقوة تتطلب التركيز عليها والاهتمام في توثيق تلك الأعمال التي تمثل حقبة زمنية لمنطقة نجد، ومدى قوة وإبداع رجل الصحراء في تطويع الصعوبات والتحديات للعيش في ظروف صعبة. نظام طوي الآبار علم وفن قدمه لنا الأجداد بشكل عفوي ولكن بصورة عبقرية، دقة البناء وصف الحجارة والإبداع فن حباه الله لإنسان الصحراء، ومن رحم قسوتها خرجت لنا قرى تضم بيوتا وممرات وآبارا بنيت بخبرات هندسية بديعة معظمهم لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولكن قدرة ابن الصحراء وامتلاكه التحدي والصبر والإبداع أخرجت لنا نمطا عمرانيا يثير الإعجاب. «القليب» مطوي بالحجارة المتناسقة والمرصوفة