للصورة ثقافة، وهي من الأولويات المهمة التي لا بد أن يتعرف عليها الكبير والصغير خاصة في عصر "الميديا" والصورة الحية، فالحساب الشخصي على مواقع التواصل هو انطباع عام عنا كشعب بالنسبة للشعوب في القارات والدول الأخرى، وعندنا الكثير من المعالم والآثار التي لا بد وأن تحظى باهتمامنا كأفراد ونقلها للآخرين بصورة ورائعة ومشرقة، تعكس عراقة الموروث وعمق الحضارة وأصالة الإنسان السعودي ومقدار الإنجاز والتحول الذي نعيشه في عصرنا الحاضر بفضل الله عز وجل ثم برعاية حكيمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-. واليوم ونحن في عصر المعلومة السريعة وتعدد وسائل الاتصال والتواصل، أصبحنا على مقدرة في نقل صورة ضوئية تعكس واقعنا للآخر من خلال المعالم والآثار التي تضمها أرض المملكة على امتداد مناطقها، وهجرها ومحافظاتها الشاسعة وجغرافيتها وتنوع تضاريسها وتعدد معالمها السياحية والآثارية، وهو ما يفترض أن ترصده اليوم عدسات التواصل الخاصة التي ستساهم بشكل مؤكد وتنقل للعالم حضارتنا وواقع مجتمعنا وأسلوب حياته قديماً وحديثاً بصورة عصرية وإيجابية في الوقت نفسه. لأن المكان يرتبط بهوية الشخص وبعده الاجتماعي والثقافي والذي يتخلله عنصر الزمان أيضاً، ويضع شيئاً من الدلالة والانطباع الذي يظهر من خلال التصورات المادية وغير المادية، المحسوسة منها والمعنوية، فتجسد فيما بعد انطباعنا عن ذلك الإنسان وذلك المكان والزمان بكل ثقافاته وحيثياته الاجتماعية وظروفه المؤثرة، ليظل المكان والصورة فيما بعد شاهداً نوعياً ونافذة مطلة نكشف من خلالها ذلك الزمن، وكأننا ممن عاصروه ومضوا إلى أيامه وأحداثه وانسجموا مع قوالبه وثقافاته وموروثه الاجتماعي. فمعرفة الأماكن والوقوف عليها من أسرار الوجود الإنساني منذ القدم، وهي على صلة بمكنونات النفس الإنسانية وتداعياتها المختلفة، وهو ما نجده حتى في العصور القديمة ومنذ العصر الجاهلي وما قبله وحتى اليوم، فكان الشعراء يصورون الأطلال ويقفون عليها ويبثون إليها أشواقهم وذكراهم مع من يحبون من خلال قصائدهم التي نقلتها إلينا مشاعرهم المتواترة من خلال صورهم الشعرية على امتداد ذلك العصر.