كرس الهلال كعادته على أرض الواقع وأمام الجميع بأنه فريق لا يقهر، لا يبذل حتى وإن مرض يعود سريعاً، ولا يتوقف عن حصد الذهب ودائمًا يبحث عن البطولات في ظل وجود العناصر المميزة من اللاعبين الأجانب والمحليين من خلال العمل الاحترافي الإداري، فلم يتغنَ ويكتفِ ببطولة آسيا والسوبر والتأهل لدور ال16 للنسخة الجديدة للبطولة القارية هذا الموسم، إنما تمسك بحظوظة بالسباق الشرس مع الاتحاد، ليسعد جماهيره ببطولة غالية جاءت بسيناريو لا يفعله إلا الكبار. تحقيق الهلال لكأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين للمرة الثالثة على التوالي والبطولة رقم 18، بالمسابقة كأكثر الفرق وبفارق شاسع والوصول للمنجز 65 على مر تاريخه وبرقم قياسي وفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، أثبت فعليا بأنه فريق يبحث دون عن تدوين اسمه بالبطولات دون ملل أو كلل، وتوطيد صداقة متينة وعلاقة واضحة منذ مرحلة تأسيسه. تحركات لإعادة الزعيم فبعد خسارته من الأهلي المصري بالمونديال كان الأغلبية يتوقع هبوط مؤشر الفريق، إلا أن التحركات العاجلة والثقة الكبيرة بالإدارة بإصلاح الخلل وإبعاد المدرب السابق جارديم وإعادة طيب الذكر الأرجنتيني رامون دياز، كان قرارا مفصليا وتغيرا في روح الفريق، بعد تعثرات متوالية في الدوري بتعادلات لم تكن متوقعة ساهمت في بقائه بعيدا عن المنافسة ومركز لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعها، ليعود بقوة وبسلسلة انتصارات متوالية قاهرا تعاقب البطولات والإرهاق، ليثبت للجميع بأنه منبع ورمز لنيل المنجزات، ومن كان يعتقد أن ما فعله الهلال في الدوري هذا الموسم تحديدا هو ضربة حظ أو محض صدفة. عمل إداري ممنهج فالعمل الإداري في الزعيم متواصل على مدى سنوات طويلة، عمل فهد بن نافل مقطوف ثماره منذ عهد الإدارات المتلاحقة، فالكل يعمل ويترك كرسي الرئاسة لأسماء أخرى محبة، فهكذا العمل الممنهج فقط عمل ممتد لمصلحة الهلال بعكس باقي الأندية، فلا مجال للانتصارات الشخصية على حساب الكيان الشامخ. كم من لاعب في هذا النادي أبدع وأمتع وأخلص وتفانى وأنجز وتغنت به الجماهير، ولكن حين يعتزل ينتهي دوره فورًا، ثم يتم البحث عن نجوم آخرين يكملون المسيرة الناجحة لفريق لا يشبع ولا يكل ولا يمل.. عودة الأزرق الرهيب القوية لدوري وبفارق 16 نقطة أمام المتصدر الاتحاد، والتحليق أخيرا بالبطولة دليل على وجود فريق بطل يرفض الاستسلام ويبحث عن القمة في كل بطولة تكون هدفا أساسيا له.. عندما يؤكد الرئيس الذهبي للكيان الهلالي الخلوق فهد بن نافل والذي في ثلاث مواسم حقق سبع بطولات محلية وخارجية، بأن هذا العالمي سيظل نيل البطولات هو الهدف الأول له، وهو الذي حقق هذا الموسم فقط ثلاث بطولات على مستوى الفريق الأول لكرة القدم، كأس آسيا والسوبر والآن الدوري ليصبح الهلال سابقًا عمره البالغ 64 عامًا بتحقيق 65 بطولة، فهذا يعطي انطباعا لجماهيره المؤثرة في كل مكان وزمان وملعب وبشعبية جارفة، بأن النادي في أيدٍ أمينة وإدارة لا تتوقف عند منجز واحد فقط، وأن الفريق وبعد موسم ذهبي وشاق طموحه زيادة الفارق أكثر بالذهب، فهذا بكل تأكيد أمر يستحق أن ترفع له التحية والتقدير لرجل هدفه مواصلة الإنجازات وإسعاد جماهيره ورجالات النادي، ردا لثقة والدعم الذي يجده، بعد موسم احترافي وكبير. بالفكر والعمل البعيد عن الإعلام والشهرة لهذه الإدارة المميزة قولا وفعلا، سيكون جماهيره على موعد مع صيف ساخن واستقطابات أجنبية عند مستوى الحدث.