قال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله عبداً قال خيراً فغنم، وسكت فسلم»، وصدق من قال: «اللباقة براعة تكسب الظفر في الجدل دون أن تكسبك عدواً»، وفي نظري الشخصي: إن التزام الهدوء وعدم الانفعال ورفع الصوت وسرعة الغضب من عوامل هدم الحوار والتحاور لأنها في نظري، قد تحدث حواجز وعراقيل بين الطرفين ولا بد أن يكون هناك سعة صدر من حيث تقبل الرأي الآخر لكونه من عوامل نجاح الحوار والتحاور وخصوصاً إذا كان هذا الشخص على خطأ واضح، وتبين له ذلك وما أروع ما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل»، ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن الحوار والتجاور وأيضاً النقد مجتمعة سلاح ذو حدين إذا لم تستعمل بشكل سليم. لذا أقول ويشاركني الكثير من الإخوان الرياضيين والمتابعين إننا كنا نأمل من الإعلاميين الذين يظهرون في القنوات الرياضية لدينا كنا نتعشم منهم نقداً هادفاً بعيداً عن الانفعالات والصراخ ورفع الأيدي أو استفزاز الآخرين بعبارات خارجة عن الروح الرياضية وسلبهم إنجازات أنديتهم بدون وجه حق مع قلب الحقائق وكثير من المغالطات، وقد نسي أو تناسى هؤلاء الإعلاميون أن الصراخ ورفع الصوت ليس دليلاً على قوة الحجة وصحة ما ينطق به. لقد أثبتت الشواهد العملية أن القضايا التي تعرض بهدوء بعيداً عن الصراخ والجدل الأجوف وتحري العدل والصدق والأمانة الموضوعية في الطرح، لكن -مع الأسف- نسمع من بعض ضيوف القنوات الرياضية لدينا عبارات خارجة عن الروح الرياضية، وكما ذكرت سابقاً كنا نتعشم في هؤلاء الإعلاميين الطرح الراقي والحوار الإيجابي البعيد عن الجدل غير المفيد، ومن هذا المنطق أقول -مع الأسف-: إن حوارات الإعلاميين يغلب عليها طابع الانفعال والتصعب والميول المكشوفة والعواطف الشخصية، وتشعر بأنهم يحاولون فرض أخبار أنديتهم على الشارع الرياضي وكذلك ما يدور بداخلها من أحداث رياضية. من هنا أتساءل ومعي الكثير من الإخوان الرياضيين العقلاء: أين هؤلاء من الأسس الحوارية والنقد الهادف البعيد عن الصراخ والتهديد والمغالطات وقلب الحقائق؟ النقد له أحكامه الشرعية: سبق أن كتبت وقلت: هل نملك أدوات الحوار والمحاورة والنقد؟ هل نملك فن التعامل مع الآخرين في جميع شؤون الحياة وبلا استثناء؟ ولكن مع الأسف الشديد والشديد جداً نجد معظم ضيوف القنوات الرياضية لدينا يجيدون رفع الأصوات والأيدي مهرولين خلف تعصبهم الأجوف المكشوف. نعم كنت أتمنى ويشاركني في ذلك الإخوان الرياضيون العقلاء، لو أن هؤلاء النقاد والمحللين ناقشوا عدم وجود حكم دولي يمثلنا في كأس العالم في قطر، ولكن مع الأسف الشديد أشعر بأننا بعيدون كل البعد عن هذا الشيء، والشاهد على ذلك ما يدور في معظم القنوات الرياضية من بعض ضيوفها لدينا. من هنا أتساءل: أين هؤلاء من النقد الهادف بدلاً من فرض أخبار أنديتهم على الشارع الرياضي الذي أصبح يعرف تمام المعرفة ما يدور حوله وفي محيطه الرياضي من أحداث؟ نريد النقد البناء البعيد عن المشاحنات والهمز واللمز والضحكات الصفراء الباهتة. نعم هذه وجهة نظر خاصة بي: أنا أعتبر ضيوف هذه القنوات مهرجين محترفين بدرجة امتياز، لاحظوا أن حواراتهم وجدلهم محصور في ناديين فقط وكأنه لا يوجد في الدوري السعودي سواهما: مع تهمش باقي الأندية التي لها تاريخها وبطولاتها أيضاً. عودوا إلى رشدكم واحترموا مشاعر الآخرين. ناصر البيشي