نتابع بين الفينة والأخرى الجدل الدائر بين بعض الإعلاميين الذين يهرولون خلف أنديتهم والعواطف الشخصية. هؤلاء الذين أعتقد أنهم بعيدون كل البعد عن فن الحوار والمحاورة، حيث ورد في قواميس اللغة العربية أن الحوار والمحاورة يعنيان التجاوب والاستماع والإنصات ومن ثم التكلم بالجواب وهكذا. أعتقد وربما يشاركني الكثير من الإخوان الرياضيين هو أن الحوار والمحاورة فن من فنون الحياة له ضوابطه وقواعده التي ينبني عليها، إذا نحن بحاجة أكيدة إلى التدبر في مبادئ الحوار وأساسياته حتى تكون نقاشاتنا مبنية على أسس راسخة نصل من خلالها إلى نتائج طيبة، خاصة أن ديننا الحنيف علمنا فيما علمنا أسس الحوار ومبادئه وقواعده، وذلك في قوله تعالى لموسى وهارون حينما أرسلهما إلى فرعون {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (44 سورة طه) ، وكذلك في قوله تعالى {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} (83) سورة البقرة) ، وقد قيل قديماً إن الأشخاص الماهرين ممن يملكون موهبة الحوار والمحاورة سرهم يكمن في أنهم يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم من دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة. إذا من حقنا كرياضيين أن نتساءل أين هي الأسس الحوارية عند التخاطب والتحاور أين هو النقد الهادف البعيد عن الصراخ ورفع الأيدي والتفوه بعبارات خارجة عن الروح الرياضية.. شيء مخجل أن نشاهد مثل هذه المناظر من بعض القنوات الرياضية التي تستضيف مثل هؤلاء الذين أساءوا للحوارات الرياضية. لقد هرول هؤلاء خلف ألوان أنديتهم وعواطفهم الشخصية وأدخلوها في حواراتهم بل أحياناً تشعر أنهم يفرضون أخبار أنديتهم علينا.. وبدون شك كما تعرفون أن النقد والحوارات لها أصولها وقواعدها. وكما قال بعض الحكماء «ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر». ولكن مع الأسف الشديد هذه الفئة والكل يعرفها استغلوا تواجدهم في هذه القنوات فأخذوا يتكلمون دون رادع حقيقي. إذاً أقول لهذه الفئة قليل من التعقل فالشارع الرياضي أصبح لديه من الوعي والفهم والدراية الشيء الكثير ويعرف ما يدور حوله وفي محيطه الرياضي.