نتابع بين الفينة والأخرى الجدل الدائر بين بعض الإعلاميين الذين يهرولون خلف أنديتهم والعواطف الشخصية، هؤلاء الذين أعتقد أنهم بعيدون كل البعد عن فن الحوار والمحاورة، حيث ورد في قواميس اللغة العربية أن الحوار والمحاورة يعنيان التجاوب والاستماع والإنصات ومن ثم التكلم بالجواب وهكذا. أعتقد وربما يشاركني الكثير من الإخوان الرياضيين هو أن الحوار والمحاورة فن من فنون الحياة له ضوابطه وقواعده التي يبنى عليها، إذاً نحن بحاجة أكيدة إلى التدبر في مبادئ الحوار وأساسياته حتى تكون نقشاتنا مبنية على أسس راسخة نصل من خلالها إلى نتائج طيبة، خصوصاً أن ديننا الحنيف علمنا فيما علمنا أسس الحوار ومبادئه وقواعده، وقد قيل قديماً: إن الأشخاص الماهرين ممن يملكون موهبة الحوار والمحاورة سرهم يكمن أنهم يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم من دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة. إذاً من حقنا كرياضيين أن نتساءل أين هي الأسس الحوارية عند التخاطب والتحاور؟ أين هو النقد الهادف البعيد عن الصراخ ورفع الأيدي والتفوه بعبارات خارجة عن الروح الرياضية، شيء مخجل أن نشاهد مثل هذه المناظر من بعض القنوات الرياضية التي تستضيف مثل هؤلاء الذين أساءوا للحوارات الرياضية. لقد هرول هؤلاء خلف ألوان أنديتهم وعواطفهم الشخصية، وأدخلوها في حواراتهم بل أحياناً تشعر أنهم يفرضون أخبار أنديتهم علينا، وبدون شكل كما تعرفون اأن النقد والحوارات لها أصولها وقواعدها، وكما قال بعض الحكماء «ليكن أمرك بالمعروف وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر». ولكن مع الأسف الشديد هذه الفئة والكل يعرفها استغلوا تواجدهم في هذه القنوات فأخذوا يتكلمون من دون رادع حقيقي. إذاً أقول لهذه الفئة قليل من التعقل فالشارع الرياضي أصبح لديه من الوعي والفهم والدراية الشيء الكثير ويعرف ما يدور حوله وفي محيطه الرياضي. وقد نسي أو تناسى هؤلاء الإعلاميون أن الصراخ ورفع الصوت ليس دليلاً على قوة الحجة وصحة ما ينطق به، ولو رجعنا إلى الوراء لوجدنا الشواهد العلمية تقول: إن القضايا التي تعرض بهدوء بعيداً عن الصراخ والجدل وتتحرى العدل والصدق والأمانة والموضوعية في الطرح أعتقد أنه سوف يكون لها إقناع للآخرين خصوصاً مع الاستماع إليهم حينما يتحدثون. ولكن.. مع الأسف الشديد نسمع من بعض ضيوف هذه البرامج عبارات خارجة عن الروح الرياضية، فهناك صراخ وتلويح بالأيدي، لقد كنا (نتعشم) في هؤلاء الإعلاميين الطرح الراقي والحوار الإيجابي البعيد عن الجدل غير المفيد ولا يتحول الموقف إلى جدال عقيم لا فائدة منه، لكن على العكس هو حواراتهم وتحاورهم التي يغلب عليها طابع الانفعال والتعصب والميول المكشوف، والعواطف الشخصية، وتشعر بأنهم يفرضون أخبار أنديتهم وما يدور بداخلها على الشارع الرياضي، إذاً قليل يا من تدعون أنكم إعلاميون فقد مللنا سماع ما ترددونه من عبارات حفظناها عن ظهر قلب.