الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، ومن أعظم الشعائر الدينية، لما له من قيمة روحية كبيرة في المجتمعات الإسلامية. فالحرمان الشريفان في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، يشدان المسلمين في جميع أنحاء العالم بقدسيتهما، فهما مهبط الوحي ومنبع الرسالة، كما تشخص أبصارهم وأفئدتهم إلى مكةالمكرمة خمس مرات كل يوم، ويفد إليها كل عام الملايين في مواسم الحج والعمرة. وقد جندت المملكة العربية السعودية طاقاتها وكوادرها وإمكاناتها الضخمة، لتمكين ضيوف الرحمن من أداء المناسك في أجواء إيمانية هادئة ومطمئنة وآمنة، كما قامت بعدة توسعات للحرم المكي الشريف، وتعد هي الأكبر على مر العصور، بهدف استيعاب هذا التجمع السنوي الضخم في الأماكن المقدسة. وهذه الرعاية والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في كل عام هي حقيقة مشاهدة على أرض الواقع، وجهد جبار في خدمة الحجيج. لقد صنعت المملكة في إدارة وتنظيم الحج نموذجا مثاليا في الدقة ونوعية الخدمة، وفي كيفية إدارة الحشود. ومع اقتراب موسم الحج وأداء هذه الفريضة، ينبغي على الجميع الالتزام بالأنظمة واللوائح والإرشادات في المشاعر المقدسة، فهذه الأنظمة إنما وضعت لتسهيل أمور الحجاج وإعانتهم لأداء نسكهم، ومراعاة لخصوصية الأماكن المقدسة وروحانيتها، وللابتعاد عن كل ما يعكر صفو الحج وسكينته، وعن كل ما يفسد على الحجاج الذين قدموا من جميع أنحاء العالم أداء فريضتهم. ودمتم بخير وسلامة.