أفاد الجيش الوطني اليمني عن مقتل أربعة أفراد من قواته وإصابة خمسة آخرين، "إثر خروقات للهدنة ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في عدد من جبهات القتال". وقال المركز الإعلامي للجيش في بيان له، "إن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ارتكبت 117 خرقاً للهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال، في ظل التزام قوات الجيش والمقاومة بتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية التي تقضي بالوقف الشامل لإطلاق النار". وتوزعت الخروقات، وفقاً للبيان "بين 34 خرقاً في جبهات محور تعز (شمال غرب)، و31 خرقًا في محور حيس جنوب الحديدة (غرباً)، و21 خرقاً في محور البرح غرب تعز، و19 خرقاً في جبهات محافظة حجة (شمالاً)، وعشر خروقات في جبهات جنوب وغرب وشمال غرب مأرب (شرقاً)، وخرقان في محور الضالع (جنوبي البلاد)". وأوضح البيان أن تلك الخروقات تنوعت "بين إطلاق النار على مواقع الجيش بصواريخ الكاتيوشا، وبالمدفعية والعيارات المختلفة، وبالطائرات المسيرة المفخخة وبالقناصة". ومطلع الشهر الجاري، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، موافقة أطراف الصراع في البلاد، على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة شهرين آخرين، بعد انتهاء الهدنة السابقة التي بدأت في الثاني من أبريل الماضي. وقال غروندبرغ: "تمديد هدنة الشهرين في اليمن التي منحت الشعب أملاً بإمكان عودة الأوضاع إلى طبيعتها هو الخطوة الأولى على مسار التوصل لاتفاق سلام أوسع نطاقاً". وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية قال الدبلوماسي السويدي: إن الهدنة "منحت الشعب فترة استراحة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ النزاع، ومن وجهة النظر هذه تمنحنا مجالا ومتنفسا للانخراط في تسوية سياسية". وفي المقابلة التي أجريت معه على هامش "منتدى اليمن الدولي" في ستوكهولم قال غروندبرغ إن "الهدنة هي الخطوة الأولى نحو تسوية أوسع نطاقا". وحضر المنتدى سياسيون يمنيون وخبراء وممثلون عن مجموعة من منظمات المجتمع المدني. ومطلع يونيو وافقت الحكومة اليمنية والحوثيين على تمديد لشهرين إضافيين للهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في أبريل وساهمت بشكل فاعل في خفض حدّة المعارك في نزاع تقول الأممالمتحدة إنه أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وأتاحت الهدنة استئناف رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، إلى عمان والقاهرة، كما مكّنت ناقلات النفط من الرسو في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الميليشيا، في مسعى لتخفيف حدة النقص الحاد في الوقود. وقال غروندبرغ إن "الهدنة أتاحت لنا خطوات تعيد الحياة إلى طبيعتها" بشكل جزئي للشعب اليمني "وأعتقد أن لهذا الأمر أهميته وإنما أيضا رمزيته". وأعرب المبعوث الأممي عن أمله بألا تقتصر هذه العودة إلى الحياة الطبيعية على المطار وبأن "تنسحب على كل ما ننخرط فيه من مسائل". والثلاثاء حضّ غروندبرغ خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الحوثيين على القبول بإعادة فتح طرق مؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة. وبين الدبلوماسي السويدي "نحن منخرطون في مفاوضات مباشرة منذ أسبوعين في اليمن بشأن هذه القضية". وقد أشار إلى إحراز تقدم لكنه لم يحدد إطارا زمنيا للتوصل إلى حل لهذه القضية. وقال: "يقدّم لنا الطرفان مقترحات ويريدان إيجاد حل للقضية"، لكن "لم نتوصل بعد إلى حل لهذه القضية". وأضاف، "هناك حاليا اقتراح مطروح آمل أن يحقق الهدف المرجو منه".