واصلت أوكرانيا القتال اليوم السبت، بمباركة جديدة لطموحاتها للانضمام للاتحاد الأوروبي ووعد بمواصلة الدعم القوي من بريطانيا، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الأوكرانية الصمود في وجه هجوم روسي على مدينة محورية بشرق البلاد وتعرض بلدات لمزيد من القصف العنيف. ومن المتوقع أن يمنح زعماء الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع المرشح خلال قمة تعقد هذا الأسبوع بعد توصية يوم الجمعة من رئيسة المفوضية الأوروبية مما يضع كييف في طريقها لتحقيق طموح كان ينظر إليه على أنه بعيد المنال قبل الغزو حتى وإن كانت العضوية الفعلية قد تستغرق سنوات. وشدد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم السبت على ضرورة مواصلة دعم كييف وتجنب "إرهاق أوكرانيا" بعد قرابة أربعة أشهر من الحرب. وكان جونسون قد قام بزيارة مفاجئة إلى كييف يوم الجمعة وعرض القيام بتدريب القوات الأوكرانية. وفي ساحة القتال قال الجيش الأوكراني اليوم السبت إن مدينة سيفيرودونيتسك الصناعية، التي كانت هدفا رئيسيا في هجوم موسكو للسيطرة الكاملة على منطقة لوجانسك الشرقية، استمرت في التعرض لقصف مدفعي وصاروخي روسي. وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك الأوكرانية إن روسيا بدأت إرسال عدد كبير من قوات الاحتياط إلى سيفيرودونيتسك من مناطق قتال أخرى في محاولة للسيطرة الكاملة على المدينة الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا. وأضاف جايداي للتلفزيون الأوكراني "اليوم أو غدا أو بعد غد، سيدفعون بكل قوات الاحتياط لديهم... عدد كبير منهم هناك بالفعل، ويشكلون الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على (مكاسبهم)". وقال إن القوات الروسية سيطرت بالفعل على معظم أنحاء المدينة، لكن ليس كلها. زيلينسكي: سنصمد وسننتصر وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي اليوم السبت إنه زار الجنود الأوكرانيين على الجبهة الجنوبية خلال رحلة عمل إلى إقليم ميكولايف لكنه لم يحدد متى تمت الزيارة. وفي مقطع مصور نُشر في حسابه الرسمي على تيليجرام سلم الرئيس الأوكراني، الذي كان يرتدي قميصه العسكري المميز، الجنود أوسمة والتقط معهم صورا شخصية في داخل ما بدا أنه مخبأ تحت الأرض. وقال "(هؤلاء)رجالنا الشجعان. كل واحد منهم يقدم كل ما لديه... بالتأكيد سنصمد! بالتأكيد سننتصر!" وقالت السلطات المحلية إن مواقع متعددة في المناطق الشرقية من لوجانسك وخاركيف وفي بولتافا ودنيبروبتروفسك غربا تعرضت لقصف خلال الليل. وقال حاكم إقليمي إن صواريخ روسية سقطت أيضا على ضاحية في خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، في ساعة مبكرة من صباح السبت، وأصابت مبنى بلدية وأدت إلى اندلاع حريق في مبنى سكني ولكن دون سقوط ضحايا. ولا يمكن لرويترز تأكيد روايات ساحة القتال بشكل مستقل. وتنفي موسكو استهداف المدنيين خلال ما تطلق عليه "عملية عسكرية خاصة" لنزع أسلحة أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون السكان الناطقين بالروسية. وترفض كييف وحلفاؤها ذلك باعتباره ذريعة لا أساس لها للحرب. من جانبه قال جونسون للصحفيين لدى عودته إلى بريطانيا من كييف "يتقدم الروس ببطء شديد ومن الضروري بالنسبة لنا أن نظهر ما نعلم صحته وهو أن أوكرانيا يمكنها الفوز وستفوز". وأضاف "عندما ينال التعب من أوكرانيا، من المهم جدا أن نظهر أننا معها على المدى الطويل". وكان أحد أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أمر آلاف الجنود بدخول أوكرانيا في 24 فبراير شباط هو وقف توسع حلف شمال الأطلسي العسكري باتجاه الشرق وإبقاء جارته خارج دائرة نفوذ الغرب. لكن الحرب التي أودت بحياة الآلاف وحولت مدنا إلى ركام ودفعت الملايين إلى الفرار كان لها أثر عكسي. فقد أقنعت فنلندا والسويد المحايدتين بالسعي للانضمام إلى الحلف وساعدت في تمهيد الطريق أمام محاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الجمعة، لدى إعلانها قرار المفوضية التوصية بترشيح أوكرانيا وجارتها مولدوفا لعضوية الاتحاد الأوروبي، إن "الأوكرانيين مستعدون للموت من أجل المنظور الأوروبي". وأضافت فون دير لاين، التي كانت ترتدي ملابس بلوني علم أوكرانيا الأصفر والأزرق، "نريدهم أن يعيشوا معنا الحلم الأوروبي".