لم تتأخر المملكة يوما في دعمها كافة الجهود الرامية لتحقيق السلام في اليمن؛ كون المملكة تتحرك من دورها التاريخي تجاه الشعب اليمني، وضرورة أن ينعم هذا الشعب العربي الأصيل بالأمن والاستقرار مثله كمثل باقي الشعوب، بلا حروب طائفية ولا تدخلات إيرانية، وباستقلالية ووحدة وسلامة أراضيه. وعندما رحبت المملكة بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ بتمديد فترة الهدنة إلى شهرين، فإن هذا الترحيب والدعم انبثق من حرصها على تعضيد الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة للوصول إلى الحل السياسي المستدام للأزمة اليمنية فضلا عن رفع المعاناة عن الشعب اليمني، والحفاظ على أمن واستقرار اليمن باعتبار أن المملكة ظلت تدعم كل ما يحقق أمن واستقرار اليمن وعودته من حالة الحرب إلى السلام واستعادة اليمن ومساندة جميع الجهود التي تهدف لتحقيق الاستقرار في اليمن في إطار المواقف السعودية التي تعكس نهجا راسخا موحدا على استقرار المنطقة. وبموازاة ذلك حرص التحالف العربي أيضا بقيادة المملكة على إحلال الأمن والسلام والاستقرار في اليمن تماهيا مع متطلبات الهدنة. ومن هذه المنطلقات دعمت المملكة تمديد الهدنة وفق بنودها الأصلية، التي تتماشى مع المبادرة السعودية المُعلنة في مارس 2021 لإنهاء الأزمة اليمنية، والوصول إلى حل سياسي شامل وأن تُسهم هذه الهدنة مع الجهود السياسية للتوصل إلى تسوية للازمة وبما يعود على الشعب اليمني الشقيق بالخير والأمان. وعندما أعلنت المملكة ترحيبها بتمديد الهدنة فإنها أكدت في نفس الوقت على ضرورة أن يتمكن المبعوث الأممي لليمن من فتح طريق تعز لحركة وتنقل آلاف المدنيين لأهمية هذا المعبر للحياة اليومية والمعيشية للإنسان اليمني وأن يكون التمديد وفقاً لبنود الاتفاق الأساسي التي دخلت حيز التنفيذ أبريل الماضي والتي تعتبر الأصل وجزءا لا يتجزأ في مشروع الهدنة. وجاء ترحيب الرئيس الأميركي جو بايدن بتمديد الهدنة في اليمن، داعما لمواقف المملكة السلمية والشجاعة، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستظل مشاركة في هذه العملية على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة، وستركز على ردع التهديدات عن الأصدقاء والشركاء. وعلمت "الرياض" من مصادر أميركية أن المبعوث الأميركي لليمن سيقود تحركا في القريب العاجل لضمان تنفيذ كافة بنود الهدنة وتهيئة الأجواء لإجراء مباحثات بين الأطراف اليمنية لتعزيز جهود السلام في اليمن. فيما أكدت مصادر حكومية ل"الرياض" أن المطلوب من المبعوث الأممي لليمن فتح طريق تعز لحركة وتنقل آلاف المدنيين لأهميته للحياة اليومية والمعيشية. وكانت الحكومة اليمنية توصلت إلى اتفاق لتمديد الهدنة الحالية لشهرين إضافيين. وأكد مجلس القيادة الرئاسي اليمني حرصه على دعم كافة المساعي لإنجاح جهود مبعوث الاممالمتحدة ودفع الميليشيات الحوثية للوفاء بتعهداتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وصرف رواتب الموظفين من عائدات سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى مواني الحديدة، بتسهيل من المجلس وتحالف دعم الشرعية. وأعلن المبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ قد أعلن أن الحكومة والحوثيين وافقوا على تمديد الهدنة قبل ساعات من انتهائها. وبموجب الهدنة توقفت العمليات العسكرية الرئيسة في اليمن والهجمات العابرة للحدود.