تعتبر «مارجريت غرافي» من أتعس النساء في العالم إذ ترملت ثلاث عشرة مرة، حيث اقترنت بزوجها الأول عندما كانت في السادسة عشرة من العمر فقط، واستمر زواجها الأول لمدة عام واحد، وتوفي زوجها بسبب إصابته بداء الرئة خلال الشتاء القارس في «شيكاغو»، ولم تنتظر «مارجريت» طويلاً بسبب جمالها، وارتبطت بصديق زوجها الأول، إلا أنه توفي خلال تأدية عمله كرجل إطفاء حرائق في شيكاغو، وتزوجت للمرة الثالثة بممثل ألعاب مثيرة، ورزقت منه بطفلين، إلا أنه لقي حتفه أثناء تصوير مطاردة مثيرة، وتزوجت للمرة الرابعة بمدير إنتاج درامي أنجبت منه طفلاً، ومات بنوبة قلبية حادة بعد ثلاث سنوات من زواجه، ثم شهدت تسعة أزواج آخرين لها، وهي إلى وقت قريب تعيش وحيدة بمدينة «فونكيس» بولاية أريزونا الأميركية، وتقول: إنها لابد وأن تتزوج برجل مناسب، حيث لا يستطيع الإنسان أن يعيش وحيداً. وغير بعيد عنها كانت العباسة بنت المهدي أخت هارون الرشيد التي ما إن تتزوج رجلاً إلا ويموت عنها حتى لقد ذكرها أبو نواس بأبيات له يتندر من كثرة من يموت بعد زواجه منها، وما إن يذكر اسم العباسة إلا وتذكر قصة زواج جعفر البرمكي منها وأن هذا الزواج كان سبباً في «نكبة البرامكة» رغم أن كثيراً من المؤرخين كذبوا هذه القصة ونفوا صلتها بقصة الخلاص من البرامكة، إلا أن ذكرهم لها كان من باب عدم حجب أي معلومة ربما أنها كانت سبباً في القضاء على بني برمك. ذكر الدكتور قاسم السامرائي في معرض تحقيقه لكتاب «الأنباء في تاريخ الخلفاء» لمحمد بن علي بن محمد المعروف بابن العمراني ترجمة للعباسة بنت المهدي فقال: «هي العباسة بنت المهدي صاحبة القصة المختلقة مع جعفر البرمكي، تزوجها محمد بن سليمان بن علي العباسي ونقلها إلى البصرة وأقطعها المهدي الشرقي بالبصرة وتوفي عنها محمد فتزوجها محمد بن علي بن داود بن علي العباسي فمات عنها ثم أراد عيسي بن جعفر العباسي أن يخطبها فلم يتم ذلك، وإليها نسبت سويقة العباسة ببغداد. وقد وصف الحجاج بن يوسف النساء للوليد بن عبدالملك فقال: «يا أمير المؤمنين دع عنك مفاكهة النساء بزخرف القول، فإنما المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فلا تطلعهن على سرك، ولا مكاتبة عدوك، ولا تطمعهن في أنفسهن، ولا تشغلهن بأكثر من زينتهن، وإياك ومشاورتهن في الأمور، فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن، واكفف عليهم من أبصارهن يحجبك، ولا تملك الواحدة منهن من الأمور ما يجاوز نفسها، ولا تطمعها إن تشفع عندك لغيرها، ولا تطل الجلوس معهن فإن ذلك أوقر لعقلك وأبين لفضلك»، الجميل في الأمر أن الخليفة الوليد بن عبد الملك نقل هذه العبارات لزوجته أم البنين وهو يضحك فما كان من أم البنين إلا أن أذلت الحجاج وأعطته درساً فصيحاً في الأدب وحسن القول والعمل به، وللمعلومية فإن الحجاج كان يقتل النساء كما يقتل الرجال لا فرق عنده بين امرأة ورجل، ومع هذا فإنه لم يغلب من أحد كما غلب وهزم أمام غزالة زوجة شبيب الخارجي حتى لقد قال الشاعر يصف خوف الحجاج منها: أسد علي وفي الحروب نعامة ** خرقاء تهرب من صفير الصافر هلا برزت إلى غزالة في الوغى** بل كان قلبك في جناح الطائر أما الشاعر علقمة الفحل فيرى أن جميع النساء نكديات ويزيد في تطرفه حين يقول: فإن تسألوني بالنساء فإنني** خبير بدواء النساء طبيب إذا شاب رأس المرء أو قل ماله** فليس له في ودهن نصيب يردن ثراء المال حيث وجدنه ** وشرخ الشباب عندهن عجيب ويبدو أن علقمة الفحل قال هذه القصيدة بعد أن رفضنه نساء زمانه وفضلن العنوسة على الاقتران به، وقد غاب أبو حمزة الأعرابي عن زوجته حين سمع أنه رزق بمولودة منها وكان له ثلاث بنات وهو مادعى أم حمزة أن تردد أمام خباء زوجها هذه الأبيات: مالِ أبي حمزة لا يأتينا ** يظل في البيت الذي يلينا غضبان ألا نلد البنينا ** تالله ما ذاك في أيدينا وإنما نحن كالأرض للزارعينا** ننبت ما قد زرعوا فينا منصور العساف