أكد الوفد السعودي المشارك ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، أن رحلة التحول التي أطلقتها المملكة قبل بضعة أعوام قد أسهمت في تعزيز الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية للمملكة وخلقت فرصًا استثمارية نوعية، فيما أشار الوفد أنه انطلاقًا من الدور الريادي للمملكة في المنتدى الاقتصادي العالمي تظل المملكة حريصة على تعزيز التعاون الدولي مع شركائها في مجتمع الأعمال ومشاركتهم فرصها الاستثمارية الواعدة، نحو قيادة هذا العالم لتحقيق اقتصاد مزدهر يوفر الرفاهية والنمو للمنطقة والعالم أجمع. وشدد أعضاء الوفد على دور المملكة المحوري في دعم استقرار المنطقة في إطار تعزيز التنمية والحفاظ على سوق إمدادات الطاقة، مؤكدين على التعاون الدولي لما فيه مصلحة المنطقة وإحلال الأمن والسلام وتعزيز التعاون الاقتصادي. وشارك أعضاء الوفد السعودي في جلسة حوارية بعنوان "المملكة العربية السعودية، نظرة مستقبلية"، أقيمت أمس الأول وذلك في مدينة دافوس السويسرية. شارك فيها كل من وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، ووزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم، وصاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت محمد مساعد وزير السياحة، فيما أدارت الجلسة المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آبكو العالمية مارجري كراوس. وشارك الوفد في حوارات هادفة مع شركائه الدوليين المشاركين في العديد من الجلسات العامة والخاصة، بهدف تطوير حلول فعالة للتحديات العالمية، ومن ضمنها تغير المناخ، والأوضاع الاقتصادية، والنقص في أمن الإمدادات العالمية والمخاطر الجيوسياسية، وأمن الطاقة، فضلاً عن المخاطر المستمرة لجائحة (كوفيد - 19). وقدّم الوفد وجهة نظر المملكة وجهودها المحلية والدولية في الاستجابة للقضايا الثماني الرئيسة التي تدور حولها محاور اجتماعات هذا العام، وهي المناخ والبيئة، وصنع اقتصاديات أكثر عدالة، والتكنولوجيا والابتكار، والوظائف والمهارات، وتحسين بيئة الأعمال، والصحة والرعاية الصحية، والتعاون الدولي، والمجتمع والعدالة. واستعرض أعضاء الوفد خلال الجلسات والاجتماعات الثنائية إنجازات المملكة في الاستجابة للتحديات العالمية التي تتطرق إليها تلك المحاور، من خلال عرض القفزة النوعية في مجال تطوير بيئة الأعمال والدروس المستفادة منها عالميا على صعيد تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل، وكذلك جهود التمكين المجتمعي والاقتصادي الشامل لجميع الفئات وما رافقها من نجاحات بينها مضاعفة مساهمة المرأة في سوق العمل وتسريع وتيرة خلق الوظائف في قطاعات اقتصادية جديدة، والمراكز المتقدمة التي حققتها المملكة في الاستجابة لجائحة (كوفيد - 19)، ومن ثم التعافي منها على جميع المستويات، إلى جانب مبادرات حماية البيئة في المملكة والمنطقة، وفي مقدمتها مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" في إطار الأولوية التي تعطيها المملكة لقضايا الاستدامة على كافة الصعد. كما قدّم الوفد رؤية المملكة لمستقبل تعزيز قدرات الكوادر والمواهب ودعم تبني الحلول الذكية القائمة على التكنولوجيا المتقدمة وحلول الثورة الصناعية الرابعة، ونظرتها إلى أمن الموارد والسلع الرئيسة ودورها المحوري في ضمان أمن واستقرار أسواق الطاقة، وكذلك جهودها لتنويع مزيج الطاقة محليا وعالميا واستثماراتها الطويلة الأمد في هذا المجال. وكانت المملكة قد شهدت في يوليو 2021، تدشين مركز الثورة الصناعية الرابعة في الرياض، الذي يُعد الخامس على مستوى العالم، وذلك في إطار تعزيز الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث يهدف المركز إلى تعزيز الحوكمة المرنة والأطر التنظيمية المستخدمة في تسخير التقنيات الجديدة لصالح الحكومة وقطاع الأعمال، والاستفادة من منظومة المراكز التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي على مستوى العالم. واستضاف المنتدى الاقتصادي باعتبارها الدورة الأولى التي تنعقد حضوريا منذ بدء جائحة (كوفيد - 19)، أكثر من 2500 شخصية من قادة الدول وكبار رجال الأعمال والمستثمرين وصناع القرار على المستوى الدولي، وتتزامن الجلسات مع ما يشهده العالم من تطورات جيوسياسية واقتصادية فرضت تحديات جدية على النمو العالمي وتسببت باضطراب سلاسل التوريد والإمداد، ويسعى المنتدى لتعزيز العمل الدولي المشترك من أجل بناء تفاهمات وأرضية مشتركة تتيح تجاوز الظروف الراهنة. يُذكر أن المنتدى الاقتصادي العالمي أسس عام 1971م في مدينة جنيف السويسرية كمنظمة دولية غير حكومية بهدف تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وإشراك أبرز صناع القرار وقادة السياسة بهدف تشكيل أجندات دولية وإقليمية وصناعية، ويشمل ذلك القادة والسياسيين وصناع القرار وقادة القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية ودور الفكر. وفي هذا الصدد عقد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه أمس اجتماعات على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي المقامة فعالياته حضوريًا بمدينة دافوس السويسرية، حيث شملت وزير تقنية المعلومات والاتصالات والابتكار بجمهورية رواندا باولا إنغابير، ووزير النقل والمواصلات بجمهورية فنلندا تيمو هاراكا، وذلك إطار مساعي ترسيخ مكانة المملكة بوصفها مركزًا إقليميًا للتقنية والابتكار، والتقى عددا من رؤساء كبرى الشركات العاملة في مجالات التقنية والاتصالات، مستهلًا ذلك بلقاء الرئيس التنفيذي لشركة (Tech Mahindra) تشاندر براكاش، ورئيس مجلس إدارة شركة Bharti Enterprises سونيل بهارتي ميتال، واجتمع مع رئيس علي بابا جروب جي مايكل إيفانز، وناقش معهم سبل تعزيز التعاون وبناء الشراكات في مجالات التقنيات الناشئة، ودعم مراكز الأبحاث، وعرض فرص الاستثمار في المملكة.