من المتوقع اقتراب عائدات صناعة أشباه الموصلات عالميا من حاجز 676 مليار دولار خلال العام 2022، وهو ما يمثّل زيادة تصل إلى قرابة 13.6 % مقارنة بالعام 2021، وفقا لما أوردته شركة «جارتنر» للأبحاث. وقال آلان بريستلي، نائب الرئيس للأبحاث لدى «جارتنر»:» إن تواصل ارتفاع متوسط سعر البيع لأشباه الموصلات بسبب النقص الحاصل في توفّر الرقائق لا يزال الدافع الأساسي لنمو الأسواق في العام 2022، إلا أنه من المرجح أن تتراجع القيود الحالية على سلاسل توريد مكونات أشباه الموصلات بصورة تدريجية خلال العام 2022، وهو ما سوف يسهم في استقرار الأسعار مع تحسن مستويات المخزون المتوفر». وبشكل عام، ارتفعت التوقعات لعائدات أسواق أشباه الموصلات حول العالم بمقارنة بما كانت عليه هذه التوقعات في الربع الماضي من العام بقرابة 37 مليار دولار، ليصل الإجمالي إلى 676 مليار دولار، وسوف تتواصل القيود التي تواجهها تطبيقات صناعة السيارات - وتحديدا وحدات التحكم الدقيقة MCU، والدوائر المدمجة لإدارة الطاقة PMIC، ومُنظمات الجهد - وتمتد حتى العام 2023. في حين تشير التوقعات إلى أن تراجع النمو في أسواق الكمبيوترات الشخصية، والهواتف الذكية، وأنظمة الخادم سوف يؤثر بدوره على تراجع نمو عائدات صناعة أشباه الموصلات لا سيما مع الاقتراب تدريجيا من التوازن ما بين العرض والطلب على أشباه الموصلات خلال العام 2022. نقص الرقائق ببعض القطاعات سيظل نقص الرقائق مصدر قلق لسلاسل توريد المعدات الإلكترونية خلال العام 2022 وسوف يكون لذلك تأثيرات مختلفة في عدد من الأسواق الرئيسة للمعدات الإلكترونية والتي تعتمد على فئات مختلفة من الأجهزة التي تحتوي أشباه الموصلات هذه، وكان معظم النقص قد تراجع في أسواق الكمبيوترات الشخصية والهواتف الذكية مع انتقال الإنتاج إلى مستويات ما بعد الموسم، إلى جانب الارتفاع النسبي في إمدادات سلاسل التوريد للأسواق، إلا أن بعض فئات أجهزة أشباه الموصلات سوف تعاني من استمرار النقص في الإمداد لا سيما في مجال سلاسل توريد السيارات حتى أواخر العام 2022. وأضاف بريستلي: «على الرغم من أن معدل الزيادة في إنتاج السيارات سوف ينمو دون التوقعات بمعدّل 12.5 % خلال العام 2022، فإن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع متوسط سعر البيع للأجهزة التي تعتمد أشباه الموصلات، وذلك بسبب النقص المستمر في العرض، مما يدفع بأسواق أشباه الموصلات للسيارات إلى تسجيل معدلات نمو عشرية (19 %) خلال العام 2022. فالسيارات فائقة الأداء HPC، والمركبات الكهربائية والهجينة EV/HEV، والأنظمة المتقدمة لمساعدة السائق سوف تسهم في دفع النمو قدما في قطاع إلكترونيات المركبات والسيارات خلال فترة التوقعات». وسوف تحافظ أسواق الذاكرة على نصيبها الأكبر من أسواق أشباه الموصلات خلال الفترة المتوقّعة، إذ تشير التقديرات أنها تمثل قرابة 31.4 % من إجمالي أسواق أشباه الموصلات في العام 2022. إذ من المتوقع أن تشهد الأسواق نقصا في المعروض من شرائح الذاكرة DRAM وNAND خلال الربع الثاني من العام 2022. فمستويات العرض في أسواق ذاكرة NAND سوف تصل إلى مستويات زيادة العرض في الربع الأخير من العام 2022 فقط، في حين أن التوقعات تشير إلى أن أسواق ذاكرة DRAM لن تصل إلى هذه المستويات قبل النصف الثاني من العام 2023، ولهذا فإن الشحنات من سعات ميغابايت وارتفاع متوسط أسعار البيع ASP خلال العام الجاري سوف يساعد في الحفاظ على نمو العائدات لكلا السوقين خلال العام 2022، والذي تشير التوقعات إلى نمو عائدات أسواق DRAM بمعدل 22.8 % ونمو عائدات NAND بمعدّل 38.1 %. ومن المتوقّع أن تسجّل عائدات أسواق الهواتف الذكية نموا بمعدّل 15.2 % خلال العام 2022، في حين أن إنتاج الهواتف الذكية التي تدعم شبكات الجيل الخامس سوف يسجّل ارتفاعا بمعدّل 45.3 % خلال العام 2022، لتصل إلى عتبة 808 ملايين وحدة، وهو ما يمثّل قرابة 55 % من إجمالي وحدات الهاتف التي سيتم إنتاجها. إن الانتقال الواسع من شبكات الجيل الرابع إلى شبكات الجيل الخامس لدى كبرى شركات إنتاج شرائح الهواتف الذكية قد أسهم مؤقتا في نقص رقائق الأنظمة المدمجة للنطاق الأساسي الخاصة بشبكات الجيل الرابع، وهو النقص الذي شهدته الأسواق منذ النصف الثاني للعام 2021. في المقابل، فإن ارتفاع مستويات المخزون من رقائق الأنظمة المدمجة للنطاق الأساسي الخاصة بشبكات الجيل الخامس سوف تتسبب في تراجع أسعار الهواتف الذكية التي تدعم شبكات الجيل الخامس وتسهم في تسريع وتيرة انتشار شبكات الجيل الخامس خلال فترة التوقعات.