قال الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، في رسالة له بمناسبة الذكرى ال77 لمجازر الثامن مايو 1945، إن "الفظائع التي عرفتها سطيف وقالمة وخراطة وغيرُها من المدن في الثامن من مايو 1945 ستبقى تشهد على مجازر بشعة، لا يمكن أَنْ يطْويها النِّسيان، بل ستظل محفورة بمآسيها المروعة في الذاكرة الوطنية، وفي المرجعية التاريخية التي أسس لها نضال شعبنا الأبي ضد ظلم الاستعمار". وأكد تبون على حرص الدولة على معالجة ملف التاريخ والذاكرة مع الطرف الفرنسي بعيداً عن "كل مزايدةٍ أو مُساومة، لصون ذاكرتنا، ويسعى في نفس الوقت إلى التعاطي مع ملف الذاكرة والتاريخ بنزاهة وموضوعية، في مَسارِ بناءِ الثقَة، وإرساء علاقات تعاوُن دائم ومُثْمِرٍ، يَضْمَنُ مَصَالحَ البلديْن في إطار الاحترام المُتَبادل". كما دعا الرئيس إلى رص الصفوف لمعالجة أوضاع الجزائر الاقتصادية والاجتماعيةِ بالفعالية والسرعة المطلوبتين، وللتفاعل مع العالم الخارجي، وما تفرزه التوترات والتقلبات المتلاحقة بجبهة داخلية متلاحمة، تعزز موقع ومكانة الجزائر، في سياق التوازنات المستجدة في العالم، وتحبط نوايا الاستفزاز والمغالطات العدائية، التي لن تثني الجزائر عن الخيارات الكبرى، والتوجهات الاستراتيجية". وجدد تبون، إرادة الجزائر في توطيد علاقات متوازنة مع شركائها في المنطقة وفي العالم، وهي الرؤية التي تدعو إلى إعلاء صوت الحق وإلى الوقوف إلى جانب القضايا العادلة وتجعل من بلادنا عامل توازن واستقرار في المنطقة. في السياق ذاته، كان المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، منجزُ التقرير حول ذاكرة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، قد ألمح إلى صعوبة إنجاز التوافق بين الجزائر وباريس بخصوص ملف الذاكرة، غير أنه، بالمقابل، عبر عن أمله في عدم ترك هذا الملف يعرقل المصالح الأخرى العالقة بين البلدين. وأقر المؤرخ المتخصص في تاريخ الاستعمار الفرنسي في الجزائر، بوجود هوة في التعاطي مع ملف الذاكرة بين الجزائر وباريس، وقال: "هناك وجهات نظر مختلفة من الجانبين بالنسبة للذاكرة، ليس هناك خطوات ولو صغيرة من الجانبين تمهد لمصالحة الذاكرة، لأن هناك عراقيل تحول دون ذلك".