رغم توتر العلاقات بين الجزائر وإسبانيا في الفترة الأخيرة إلا أن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون نفى خلال مقابلة له مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي، أن يكون لهذه الأزمة السياسية أي تأثيرات في ملف الطاقة وتزويد الجزائر لإسبانيا بالغاز، مؤكدا بأن بلاده لن تتخلى بشأن التزاماتها بإمداد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف. وحول الأزمة مع مدريد وإعلان هذه الأخيرة تغيير موقفها بشأن مسألة النزاع في الصحراء قال تبون: "قضية الصحراء قضية تصفية استعمار لا غير"، مشيرا إلى أن "على إسبانيا أن لا تنسى أن مسؤوليتها لا زالت قائمة في الصحراء، فهي تبقى القوة المديرة للإقليم في نظر القانون الدولي طالما لم يتم التوصل الى حل لهذا النزاع وهو ما تناسته مدريد"، وأن رئيس الحكومة الإسباني تخلى عن القضية كحكومة، وليس كدولة". وأضاف "الجزائر تطالب مدريد بمراجعة موقفها واحترام تطبيق القانون الدولي، قبل عودة العلاقات الى طبيعتها مع إسبانيا". هذا وكانت إسبانيا قد أعلنت في منتصف شهر مارس الماضي عبر رئيس وزرائها بيدرو سانشيز دعمها لخطة الحكم الذاتي في منطقة الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، لتقرر وزارة الخارجية الجزائرية استدعاء السفير الجزائري من مدريد فوراً للتشاور، احتجاجا على ما اعتبرته "الانقلاب المفاجئ" في موقف الحكومة الإسبانية إزاء ملف الصحراء، قبل أن يُعْلِن المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء ودول المغرب العربي بوزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، أن عودة السفير الجزائري إلى مدريد مرهونة بتقديم الحكومة الإسبانية لتوضيحات مسبقة وصريحة فيما يخص التطور المفاجئ في موقفها من قضية النزاع في الصحراء والأسباب التي أدت إلى ذلك. في السياق ذاته، لمّح تبون، خلال مقابلته، إلى توجّه الجزائر نحو روما التي سيزورها في شهر مايو المقبل، بوصفها حليفاً استراتيجياً في الضفة الشمالية للمتوسط، واعتبر أن هناك أسباباً تاريخية تقف وراء ذلك "فإيطاليا لطالما وقفت معنا في الظروف الصعبة"، حسب قوله. وعرفت الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، للجزائر توقيع اتفاقيات لرفع حجم صادرات الغاز نحو إيطاليا وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة الانتقام من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. وحول العلاقات مع روسيا وزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للجزائر، قال تبون بأن زيارة هذا الأخير لم تكن بهدف الضغط على الجزائر لتغيير أية مواقف، وأن الجزائر لديها علاقات مميزة مع روسيا منذ ستين عاماً، ولديها علاقات مع أميركا والصين، ولا أحد يفرض على الجزائر كيف تدير علاقاتها، والولايات المتحدة تتفهم ذلك جيداً". كما اعتبر تبون سلسلة الزيارات التي قام بها عدد من الدبلوماسيين الغربيين للجزائر في الآونة الأخيرة، إنزالاً دبلوماسياً "يبرز أن الجزائر دولة محورية في المنطقة، ومن الضروري التشاور معها في القضايا الإقليمية".