في بادئ الأمر لطالما كانت المطابخ السعودية مميزة ومغايرة لغيرها من المطابخ، فحالها ليس كمثيلها أبداً، فهي مطابخ ممتلئة بالإبداع، ومحملة بألذ وأشهى الأطباق من وسطها لشرقها ولجنوبها ووقوفاً عند غربها، الذي يمتاز بالكثير من المأكولات الشعبية والحلويات اللذيذة، مثل حلا (الماسية) المدجج بنكهة الهيل، وهو يعد من الحلويات السعودية المشهورة في المنطقة الغربية، خاصة أنها لذيذة في الطعم والملمس، بالإضافة إلى أنها سريعة التحضير ومكوناتها متوفرة دائماً وفي كل الأوقات وبكل مطبخ، ويتكون حلا «الماسية» من الجلاتين التي يتم تحضيره في شهر رمضان المبارك، وتحديداً من الماضي وحتى يومنا هذا، كما يطلق عليه أيضاً حلا زمان فهو حلوى من أعرق الحلويات الحجازية آنذاك، وكانت هناك صعوبة ومشقة في طريقة عملها، وذلك يتمثل بوضعها أولاً في قطعة قماش بيضاء، ويجب أن تغسل بالماء والصابون ثم بعد ذلك يتم تنظيفها من الصابون، يلي ذلك وضعها في ماء على النار حتى تذوب، ثم يوضع السكر ويتم تلوينه بشراب ملون أو شراب التوت أو أي عصير متوفر أو حتى أي لون موجود، ثم توضع في أطباق مسطحة الشكل، لا سيما أنها لم تكن موجودة في الأسواق إلا في شهر رمضان، حيث كانت تقدم في الولائم والمناسبات الرمضانية والأفراح، وتعتبر كحلوى تقدم بجانب، الرز البخاري أو الكابلي، إضافة للبف والسلطة، ومع مرور الزمن والأيام، وتارة خلف تارة تطور نظام البيع والشراء في الأسواق، ومع التقدم واختلاط الناس، أصبحت هذه الحلوى متوفرة بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أنها أصبحت تباع في كل وقت وحين، بجانب تعدد أنواعها كما أصبحت أسهل في طريقة عملها من السابق، وأضحت لعدم احتياجها لمرحلة الغسيل التي كانت تمر بها، لحلوى الماسية شهرة واسعة وتوسعت أكثر في مجتمع المنطقة الغربية وباقي مناطق المملكة.